عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالمحسن الحويزي > سقيت ربوعا بالحمى ومعالما

العراق

مشاهدة
473

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سقيت ربوعا بالحمى ومعالما

سقيت ربوعا بالحمى ومعالما
بعارض أجفان حكين المرازما
فما خاض سمعي العذل في غمرة الشجى
ولا كفكفت عيني الدموع السواجما
أذاع الهوى طرفي وقلبي لم يزل
لسر تباريح الصبابة كاتما
لقد نفر النوم الملازم في الدجى
عيوني وعن قلبي غدا الصبر هائما
فكيف النوى ليلا تقر مضاجعي
وشوك القذا أمسى لنومي هازما
أعرت العشار الهيم بالورد حنة
وأسكت من فرط الشجون الحمائما
تخيلت قلبي طائرا في خفوقه
أراشت له أيدي الليالي قوادما
ينازعني شوق على الإلف غالب
قوى الصبر مهما جد في القلب خاصما
رمى السهد في عيني والدمع والقذى
فكانت جميعا للمصاب علائما
فلا أبصرت عيني بإرسال دمعها
معالم للعليا عفت وعوالما
يحق لها تبكي لمن حاز حبوة
من الحسن الزاكي العلى والمكارما
هو القاسم المعطي شبا السيف حقه
وموفي الوغى من غير مطل ذمائما
غلام له تعنو الملوك مهابة
وتخلع تيجانا لها وعمائما
تطلع بدرا بالغياهب كاملا
يشق من النقع المثار غمائما
وأرخى جعادا فوق صدر قناته
تظن بها الأعداء سودا أراقما
مشى هاشما أنف العدو بموطن
أعز به عن قائم السيف هاشما
وصاح بهم شبل الزكي فأرعدت
به الأسد إجفالا فردت بهائما
ترجل للموت الزؤام بمعرك
يرى الضاريات الطلس فيه نعائما
طليق المحيا أخجل البدر عارضا
وللنقع جلى عارضا متراكما
وسن صغير السن غير مراهق
عزائم تدعوها المنايا صوارها
أسلت سليل السبط بالأسل الطلا
نجيعا وأشبعت النسور انقشاعما
قسمت الردى نصفين بالسيف منصفا
به السن الهيجاء سمتك قاسما
وحكمت في الأرواح قائمة له
أقيمت على جور من الحد حاكما
وأجريت خواض المنية سابحا
فجاب عبورا موجها المتلاطما
حللت بحجر الحرب تبغي رضاعها
تماما وقد شدت عليك التمائما
رضعت فلم تفطم من المجد درة
وحين نشت علياك صنت الفواطما
لقد كحلت منك القساطل أعينا
وأشممك الموت الوحي لطائما
فهل علوي في الوغى مثلك اعتلى
من الحزم طرفا لا الجياد الصلادما
به وقفت في المأزق الضنك شيمة
أباها سما عرب الورى والأعاجما
يشد شراك النعل من قدم له
عليها سعى يستقبل الموت قادما
أبى حافيا يمشي فأوطأ نعله
من الموت أنفا ظل بالذل راغما
فبادره الأزدي بضربة مرهف
بمقتله للدين ثلت قوائما
فخر على وجه البسيطة فاحصا
بأيد على المقدار طالت معاصما
خضيب المحيا من دم الرأس أوهنت
من الطعن سمر الخط منه العزائما
فما طاح في الهيجاء حتى على الردى
شبا عضبه الماضي أطاح الجماجما
وما بددت بيض الصوارم لحمه
غداة الوغى حتى أباد الملاحما
فنادى حسينا عمه صارخا به
فوافاه مقداما على الموت عازما
فأردى الذي قد شق بالسيف رأسه
وفرق عنه الفيلق المتزاحما
ولما جلى عنه العجاجة في الوغى
هوى فوقه شوقا لخديه لاثما
ومثل انحناء السيف أحنى ضلوعه
عليه فأعيا حمله السبط قائما
فجاء به نحو الخيام معزيا
به خفرات للنبي كرائما
برزن له حسرى القناع هواتفا
ومن حوله كالسرب طفن حوائما
كشفن الردا عنه لعد جراحة
ملأن بحزم صدره والحيازما
قفا السمر لم يسلم من الطعن صدره
ولكن قفاه كان بالطعن سالما
لئن صح عرس ابن الزكي بكربلا
فقد كانت الأعراس فيها مآتما
على عمه بالطف قد عز فقده
وانقض ذلا للمعالي دعائما
وأرخص مذ أعطاه للموت رخصة
به أدمعا أضحى لها الغر ناظما
وفي ضمة التوديع قبل عارضا
له عن طراز الحزن أبدى مواسما
عليه قميص لو يقبل يوسف
فواضله زانت لفيه مباسما
تفرع من دوح النبوة ناشئا
فأخجل باللين الغصون النواعما
زهى مثل روض دبج القطر نبته
وأنشقه غض الشمال نسائما
ترقرق ريعان الشباب بخده
وعن ثغره برق الحيا افتر باسما
عليه الهدى بالراح يصفق راحه
ويقرع فيه سنه المجد نادما
شهيدا قضى فالدين من حرق الجوى
يخال مذاق الشهد فيه علاقما
فإن زال منه العمر كالظل بالردى
فحزني طويل لم يزل فيه دائما
عبدالمحسن الحويزي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2014/03/02 03:16:08 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com