أصغى إِلى الشَرق ذو التطراب واِستمعا | |
|
| كَأَنَّ بلبله في رَوضِهِ سجعا |
|
يَصبو إِلى الذكر تَدعوه مَنابِره | |
|
| وَالعَجز يَمنَعه أَن يَستَجيب دعا |
|
لَيتَ الفُؤاد الَّذي بالأَمسِ قَد ذَهَبَت | |
|
| بِهِ النَوى كتلة آبت بِهِ قَطعا |
|
لَعادَ منّي مرؤوبا وَمُلتَئما | |
|
| ما كانَ مِنّي مَجروحا وَمنصدعا |
|
هَل البَريئون مِمّا شفّني علموا | |
|
|
ليقبلن لي الأَحباب عذرَ شجٍ | |
|
| عَلى الضنى في حَنايا خيسه قبعا |
|
لِلَّه جمعيّة للشرق جامعة | |
|
| شتات عزمٍ لغيرِ الشرقِ ما جمعا |
|
|
| حبل التَعارف إِمّا اِنبتّ واِنجزعا |
|
طارَت بأجنحة الهمّات فاِستَبَقت | |
|
| إِلى الأَماني تعيذ الطَير أَن يقعا |
|
رَأت رسول التآخي خيرَ واسطة | |
|
| ومن أتى بالتَساوي خير من شفعا |
|
لا الدين فيها بمرموق تعصبه | |
|
| وَلا السِياسة لاقَت عندها نجعا |
|
تَرنو إِلى الروع لَم يَخشَع لَها بصر | |
|
| وَكَم رأت بصراً من هوله خشعا |
|
إِن الخلال الَّتي كنّ الخلال لها | |
|
| قد سنّ شارعها الحسنى لدن شرعا |
|
تسدي النَصيحة لا تَبغي بها ثَمنا | |
|
| وَتمنحُ الودّ لا خوفاً وَلا طَمَعا |
|
الشرق لَم يأل جهداً في تتبّعه | |
|
| أَو أن يَعود أَخوه في العلى تبعا |
|
كَأَنَّما الشرق جسم وَالشعوب به | |
|
| أَعضاء إن بايعَت لا تنقض البيعا |
|
إِذا اِشتَكى عضوها الهنديّ من وَجَع | |
|
| رأيت في مصر عضواً يَشتَكي الوَجَعا |
|
وإِن تبيّنت في بَغداد ذا شجن | |
|
| وجدت في جلّق طرفا لَها دَمعا |
|
وَإِن أَناخ عَلى الأَفغان ذو جشعٍ | |
|
| رأيت في فارِس من يدفع الجَشَعا |
|
إِنّي أَعوذ أَدناه وَأبعده | |
|
| من جائِع أكلَ الدنيا فَما شبعا |
|
أَبا الشعوب أفق إِنّ الشعوب أَبَت | |
|
| أَن تلبس الذلّ حيث الذلّ قَد نَزَعا |
|
حقّ الهَوان عَلى ذي عزّة عظمت | |
|
| لِغَير وجدانه الفيّاض قَد خَضَعا |
|
أَولى وَأخلق بالإعزاز ذو شمم | |
|
| لما عدا عزّة الخلّاقِ ما ضرعا |
|
مَضى الزَمان الَّذي كانَت خَلائِقه | |
|
| تأبى عَلى وازِع الأَخلاق أَن يزعا |
|
لا يَهدم الدهر مَهما كانَ معوله | |
|
| شعباً تحصّن بالأَخلاق فاِمتَنَعا |
|
قُل لِلَّذي رفعته في الوَرى شيم | |
|
| فَوقَ الَّذي قَد سَما في الناس واِرتَفَعا |
|
لا تَحتَمِل فَوقَ ما تَسطيع محتملا | |
|
| من صارع الدهر في حالاته صرعا |
|
يا حَبَّذا لَو تآخى الناس واِتَّحَدوا | |
|
| ووحّدوا بَينَنا الآحاد وَالجمَعا |
|
وَلَم نعدّ نجاح السعي في بلدٍ | |
|
| إِذا عددنا بِها الأَحزاب وَالشيَعا |
|
أَحبابنا الصيد لا زلّت بكم قدمٌ | |
|
| وَلَيسَ يَنجو مِن الزلّات من ضلعا |
|
لا تأمَنوا عَثَرات الدهر واِرتَقبوا | |
|
| فَرُبّما حطم الأطواد واِقتَلَعا |
|
لننهضنّ وَماضي العزم عدّتنا | |
|
| فالمرهَف العضب لَولا العزم ما قَطَعا |
|
إِذا جَعَلنا لَنا مِن سَعينا سَبَبا | |
|
| فَقَد وَصَلنا به الحبل الَّذي اِنقَطَعا |
|
لنضربنَّ عَلى أَيدي الألى هَجَموا | |
|
| وَلننصرن الَّذي عن عزّه دَفعا |
|
شتّان من نصرة الكفران ديدنه | |
|
| وَمن عَلى نصرة الإيمان قَد طبعا |
|
ها ذاك باعَ العلا بَخساً وَذاكَ أَبى | |
|
| أَن تَغتَدي لِلعدا أَوطانه سلعا |
|
إِذا اِستَعان زَعيم الريف حقّ لَنا | |
|
| أَن نبعثَ الشكر للغيث الَّذي هَمَعا |
|
لَئِن شأت مصر بالإِحسان واِندَفَعَت | |
|
| فَكَم شَهِدنا لَها يَوم النَدا دَفعا |
|
لا يَستَوي في مَجال الذكر منزلة | |
|
| من ضرّ أَقوامه عمداً ومن نَفَعا |
|
قَد آنَ من أَن يَقول الصادِقون لَنا | |
|
| إِنّ الزَمان بأمر الشرق قَد صدعا |
|
وَآنَ أَن ترجع الأَيّام هاتِفة | |
|
| أَن الجَلال إِلى أَوطانه رجعا |
|
قوى التَعارف بَينَ الشرقِ لا وَهَنَت | |
|
| وَطائِر الشَرق بعد اليَوم لا وقعا |
|
لا ضاقَ في الأَرض ذرعا كلّ ذي أَمَل | |
|
| يَرى له في مَجال السعي متّسعا |
|