عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > صالح محمّد جرّار > حصاد العمر

فلسطين

مشاهدة
575

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حصاد العمر

هذا حصادُ العمر، يا إخواني
بغيُ السِّنينِ، وفرقةُ الخلانِ
لم يُبْق هذا الدّهرُ سهماً ماضياً
إلا أصابَ بهِ الحشا وجناني
ويحَ القلوب إذا استبدّ بها الضّنى
ويحَ المشاعرِ، ما لَها من حانِ
ويحَ العيونِ تُفيضُ من عبراتِها
بَعْدَ الأحبّة لن ترى مِن دانِ
*****
يعقوبُ جُنّ جنونُه بحبيبهِ
وابيضّ منه الطّرْفُ من أحزانِ
فهل الحبيبُ يعودُ عودةَ يوسفٍ
فأرى الضّياءَ بثوبهِ الرّيحانِ؟
أمْ أنّ يوسفَ قد مضى بقضائهِ
حتى استقرّ بمحبِس العُدْوانِ؟
لا تيأسُنّ، فإنّ يوسفَ عائدٌ
عَوْدَ الرّبيعِ بِحُلّةِ الجذلانِ
*****
مَنْ ذا الّذي تبكيهِ بعدَ فراقِهِ؟
مَن ْذا الّذي ابيضّت له العينانِ؟
مَن ْذا الّذي ودّعتَ بعد غيابه
طِيبَ الحياةِ، وعِزّةَ السُّلطَانِ؟
مَن ْذا الّذي قد غاب بعد رحيلهِ
صِدْقُ الوفاءِ، ومَنْهلُ الظّمآنِ؟
مَن ْذا الّذي يفديهِ كُلّ مجاهدٍ
بالرّوح كي يبقى على الأزْمانِ؟
هوَ أنتَ يا وطني، ومعقِلَ عِزّتي
هو أنتَ يا أقصى، وقلبَ كياني
كم مِن شهيدٍ قد قضى من أجلِهِ
كم من جريحٍ خرّ كالبنيانِ
ومهجَّر حُرِمَ الحياةَ بأرضه
ومشرّدٍ قد تاهَ في البلدانِ
كم من أسيرٍ راسفٍ بقيودِهِ
قد خانَه الأوغادُ في الميدانِ
حمل الأمانةَ في الجهادِ، وإنّه
يبغي حياةً للثّرى الظّمآنِ
لكنّ أقدارَ الإلهِ هوتْ بهِ
كالنَّسرِ هِيضَ جَناحُهُ من جانِ
*****
هو ذا يئنُّ لفقدِهِ حُرّيةً
مَنْذورةً للكرِّ والجَوَلانِ
هو في عذابِ قيودِهِ وحنينِهِ
مَن ذا يُعيدُ لنا الأسيرَ العاني؟
مَن ْذا يُعيدُ إليّ إسلامَ الفِدا؟
مَن ْذا يخلّصُهُ من الطُّغْيانِ؟
مَن ْذا يردُّ إليّ روضَ شَبابِهِ
كَي أستظلَّ كطائر الأفنانِ؟
مَن ْذا يُعيدُ إليَّ بستانَ الشَّذا
فأعانقَ النَّسماتِ مِن بُستاني؟
*****
أتُرى تعودُ إليَّ إسلامَ النُّهى
ببشاشةِ الوَجهِ الجميلِ الهاني؟
أتعودُ يا إسلامُ تروي سمْعَنا
بنَدَى الحديثِ وطُرْفةِ الشُّبانِ؟
أتعودُ تمسحُ بالحنانِ جِراحَنا؟
أتعودُ تُبْصِرُ بَدْرَكَ العينانِ؟
أتعودُ كلُّ الذكرياتِ حَقيقةً؟
وتنيرُ بالحُّبِ الجميلِ كياني؟
أنا بالسّنينِ الغابراتِ مُوْلَهٌ
إذ أنتمُ في الحِضنِ نَبْضُ جَناني
أنا بالعهودِ الخالياتِ مُتَيّمٌ
والولْدُ حولي، والحَنينُ عِناني
حتى قَضى الدّيانُ أن نَشْقى بهم
فأصابهم سهمُ الزّمانِ الجاني
*****
مَن ْذا سِواكَ، إلهَنا، يَهَبُ المنى؟
مَن ْذا يخلّصُنا مِنَ العُدوانِ؟
لا همَّ، قد ماتتْ شهامةُ ساسةٍ
لَمْ يَبْقَ إلاّكَ الرّحيمُ، فَهَبْ لنا
نَصْراً يعزُّ بِهِ ذوو الإيمانِ
صالح محمّد جرّار
التعديل بواسطة: صالح محمّد جرّار
الإضافة: السبت 2014/03/15 02:26:31 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com