إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في صباحٍ لم يَزَلْ في أفقنا رَطباً نَديّا |
أبْصَرَتْ عينايَ سرباً طائراً يمضي عَلِيّا |
صادحاً يُغري خيالي بالتباريح الشجيّةْ |
سابحاً في زرقةٍ في بُعدِها يبدو عَصِيّا |
خِلتُهُ يرنو إلى خصب التراب الرطب ظمآناً صَدِيّا |
أو مضى في الصبح يجني رزقه حَبّاً شهيا |
فإذا بالسرب يعلو عن أراضينا السخيّةْ |
تاركاً أصداء وهمي تعبر النفس الثريّة |
علّها تستقرئ الأسرار في تلك القضيّة |
أوقد الوهم خيالي بين حدسي والسَجِيّة |
فوجدت النفس تسمو في أمور جوهرية |
تسأل الأطيار عن ترحالها فوق الأراضي اليعربية |
دون أن تُبدي جوازاً، أو بطاقات الهويّة |
وحلمتُ أنني في صَحبِها طيرٌ سما فوق الفيافي والقفارْ |
يزرع الآمال صبحاً في أهازيج النهارْ |
عابراً ما يعتريها من حدود وحصارْ |
مُبصراً كلّ الروابي الخضر في تِلكَ الديارْ |
في سماها أرتقي حُراً أناجي كلّ حيٍّ...º كلّ دارْ |
باحثاً بين الزنودِ السُمرِ عن وعد انتصارْ |
كنتُ أشدو في خيالي بالشعارات الزكيّةْ |
حالماً بالوحدة الغنّاء للأرض البهيّة |
دون أن يجتاح أهليها عسيفُ القحطِ في الجُمَلِ القوية |
واستِكاناتُ التراخي في السياسات العَلِيةْْ |
يا لها من نكهةٍ تبدو لذائقتي شَهِيّةْ |
كم رضِعناها صغاراً بالوعود المخمليةْ |
كم سكرنا في صداها بِضَجيج العَنْجَهِيَة |
ألهبت منّا الأكفّ وأشعَلَتْ فينا الحَميّةْ |
فصحونا فوق أطلالٍ ترامت في حوارينا الرَضِيّةْ |
وجلسنا نمضغ الذكرى ونحسو وجبة الحزن الشقيّة |
سائلين:ْ أين تاهت دفقة الصدق القَصِيّة...؟! |
بعد أن كانت عطاءً لمُدانيها جَنِيَّةْ...! |
وجلسنا في مساء القهر نستجدي التسالي |
علَّنا نسلو لظى الآلام في سوءِ المآلِ |
بين أنغام الملاهي |
ونراجيل المقاهي |
والبهارج... والتباهي |
نملأ الأيام وهماً مُسكراً شُمَّ الجباهِ |
مقنعين النفس أنّ الصحو من ضَربِ المُحالِِ |
راحت الأذرع تعلو... |
تَتَثنّى للنغم |
بعد أن كان عُلاها يجتبي رفعَ العَلَمْ |
راحت الألسُنُ تُغوي بالتراخي والسَقَمْْ |
بعد أن أزكت صداها بالتعافي والقِيَمْ |
راحت الأقدام نُثنى عنوة دون نَدَمْ |
بين رقصٍ وضجيجٍ يورث القلب السَمَمْ |
بعد أن كانت تُقِلُّ الجسم في درب الشَممْ |
أيها الشادي تغنَّ في مساءات الشجن |
غارساً فينا الأماني |
باعثاً حبّ الوطن |
علّنا نصحو من الوهم المعتّق بين حانات الزمنْ |
فنرى الأشياء جهراً دون وهمٍ أو فِتَنْ |
علنا نحيي حُطانا |
علنا نُغني ثرانا |
علَّنا نُنجي رؤانا البيض من غدر العفن |
ْ |
أيها الشادي ترنم في حنان ورويّة |
عابراº عبر الأثير الخصبº بالروح التقية |
أرضَ من كانوا بُناةَ العدلِ والمُثُل الغنية |
أيقظ الآمال فينا |
أيقظ النفس النقيّةْ |
هادماً كل الحدود في الأراضي العربية |
علّنا نبصر نور الحقّ في نصّ الوصيّة |