طلع المشيب عليك بالإنذار |
وأراك منصرفا عن التذكار |
جذلان بالعصيان مسرورا به |
متهاونا أبدا بسخط الباري |
حتى كان الشيب جاء مبشرا |
لك بالخلود فأنت في استبشار |
يا راكضا ركض الجواد بلهوه |
متحملا بالذنب والإصرار |
حتى م أنت ببحر غيك راكس |
أأمنت ويحك سطوة الجبار |
مهلا ألم تعلم بأنك ميت |
ومخلد في جنة أو نار |
أتغرك الدنيا وأنت خبرتها |
علما بما فيها من الأكدار |
دار حوت كل المصائب والبلا |
والشر والآفات والأخطار |
الله ما فعلت وهل تدري بما |
فعلت بعترة أحمد المختار |
سلبتهم ميراثهم ونفوسهم |
ظلما بأيدي معشر فجار |
وأجل كل مصيبة نزلت بهم |
رزء الحسين ورهطه الأبرار |
تلك الرزية ما لها من مشبه |
عمر الزمان ومدة الأعصار |
تالله لا أنساه يقدم فتية |
كالأسد يقدمها الهزبر الضاري |
حتى أتى أرض الطفوف فلم يسر |
عنها لمحتوم من الأقدار |
فعدت عليه من العراق عصابة |
من كل رجس فاجر غدار |
منعوا عليه الماء حتى كضه |
وقبيله حر الأوام الواري |
فأجابهم وهو ابن بنت محمد |
الموت أولى من ركوب العار |
تأبى ركوب الذل منا أنفس |
طهرت ونلناها من الأطهار |
وبقي ابن خير المرسلين مجاهدا |
فردا بذاك العسكر الجرار |
ويقول للأخت الحزينة زينب |
ودموعه كالوابل المدرار |
أوصيك بالأيتام لمي شعثهم |
وتلطفي لكبارهم وصغار |
وإذا رأيتي جثتي فوق الثرى |
تذري عليها للرياح ذواري |
فتجلدي لا تشمتي أعداءنا |
وتمسكي بسكينة ووقار |
وثنى العنان إلى الطغاة تراه في |
ليل الوغى كالكوكب السيار |
ويكر فيهم تارة فتراهم |
قطعا بحد الصارم البتار |
أبدى لهم وهو ابن حيدر في الوغى |
حملات والده الفتى الكرار |
حتى إذا أروى الصوارم والقنا |
منهم وألحقهم بدار بوار |
وافاه سهم خر منه على الثرى |
كسجوده لله في الأسحار |
ودعته زينب وهي تندبه ألا |
يا بدر ديجوري وشمس نهاري |
يا ظاميا ورد الحتوف ولم يذق |
برد الشراب سوى النجيع الجاري |
يا ميتا ما نال من غسل ولا |
كفن ليستر جسمه ويواري |
يا خير ضيف نازلا في قفرة |
غير الأسنة ما له من قاري |
أأخي من ذا بعد فقدك يرتجى |
للنائبات وبحرها الموار |
أأخي من ذا بعد فقدك يرتجى |
للصوم والصلوات والأذكار |
أأخي من ذا بعد فقدك يرتجى |
لقراء ضيف أو حماية جار |
ثم انثنت تدعو الرسول محمدا |
تنعى له السبط القتيل العاري |
وتقول يا جداه هذا السبط قد |
قتلوه عطشانا غريب ديار |
هذا حبيبك بالطفوف مجدل |
تجري عليه الخيل جري مغار |
هذي نساؤك يا رسول الله في |
كرب الخطوب شواخص الأبصار |
يا آل بيت محمد إني لكم |
عبد وما في ذاك من إنكار |
مني لكم محض المودة والولا |
والنصح في الاعلان والأسرار |
إذ حبكم في الذكر مفروض وفي |
ما جاء من متواتر الأخبار |
ولكم بيوم البعث من رب الملا |
أمر الشفاعة في ذوي الأوزار |
فلي اشفعوا ولوالدي وأسرتي |
والسامعين مصابكم والقاري |
وإليكم الجاني علي زفها |
عذراء قد خلقت من الأفكار |
ألبستها وبكم تعالى قدرها |
من ذكركم حللا من الأنوار |
فتقبلوها جاعلين صداقها |
أن تسكنوني منكم بجوار |
وعليكم صلى المهيمن ما ابتغى |
لكم بسيل المكرمات مجاري |