وَقَينَةٌ هَامَ فُؤَاِدي بِهَا |
لِمَا حَوَتهُ مِن فُنُونِ الجَمَال |
تُبدِي إذا استنطَقتَها منطقاً |
ألَذَّ مِن عَذبٍ بَرودٍ زَلال |
يُطربُني التغريدُ مِنَها إذَا |
ما غَرَّدَت بالصَّوتِ بَينَ الرِّجال |
لَو سَمِعَ النَّاسِكُ تَغريدَها |
حَنَّ إلَيهَا القَلبُ مِنهُ وَمَال |
وَقَالَ يَا نُسكُ تَرحَّل فَقَد |
بُعتُ رَشَادي عِندَهَا بِالضَّلال |
كَأنَّهَا مِن فَوقِ كرسيّها |
بَلقيسُ قَرَّت فَوقَ عَرشِ الجَلال |
قَد لَبسَت تَاجاً وَلكِنَّهُ |
تَاجٌ مِنَ اليَاقُوتِ يُبدي اشتعال |
تخدمها الأشرافُ طُرَّا وَهُم |
يَرَونَ هَذا مِن أتم الكَمَال |
يَزهُو بِهَا المَجلسُ إن اُحضرت |
كمثل ما تزهو السّمَا بالهلال |
وإن خَلا المجلسُ مِن شَخصهَا |
بَانَ عَليه النَّقصُ وَالاختلال |
صَبَا لَهَا قَلبي وَلَم يُصبِهِ |
غَزَالةٌ مَكحُولةٌ أو غَزَال |
كَم لَيلَةٍ سَامَرتُهَا بَعدَمَا |
صَالَ بِقَلبي الهمُّ قَسراً وَجَال |
فَفَرَّجتَ كربيَ حتىَّ لَقَد |
صُرتُ كأنّي مُنشَطٌ مِن عِقَال |
فَيَا حُسَينُ النَّدبُ يَاسَيدٌ |
عَلا على السَّاداتِ طُرَّاً وَطال |
دُونَكَ فِي القَليُونِ قَولاَ غَدا |
بَينَ أُولي الفَضلِ عَدِيمَ المثَال |
لَو رَامَ أن يَنسجَ قِسُّ عَلى |
مِنوَالِهِ ضَاقَ عَليهِ المجال |
مِن شاعِرٍ يَنظِمُ في طِرسِهِ |
فَرائِداً تَزهُو كَمِثلِ الَّلئال |
وَلستُ ابغي مِنكَ أجراً سِوَى |
شُكرِي عَليهِ بِجميلِ المَقَال |
فَإنَّ هّذا مِنكَ يَا سَيّدِي |
عِندِي جَلَيلٌ كجَزيلَ النَّوال |
لا زُلتَ يَا مَولايَ طُول المَدى |
فِي حِفظ ربّي صروفِ الَّليَال |