عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي شوقي > ومعرِضٌ أُقيمَ للأزاهِرِ

مصر

مشاهدة
384

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ومعرِضٌ أُقيمَ للأزاهِرِ

ومعرِضٌ أُقيمَ للأزاهِرِ
لمتعةِ الأنظارِ والخواطرِ
يممتُهُ لكي أرى ما قيه
من زهرَ نفسيَ تَشتهيهِ
إذا به صَرْحٌ وأيُّ صرحٌ
يجلُ عن وصفِ له وشرحِ
تحيّرَ الجمالُ في أبهائِهِ
وشاعتَ البهجةَ في أرجائِهِ
فوردةٌ حمراءُ كالدهانَ
تزري على شقائقَ النعمانِ
ووردةٌ كوجنةَ العذراءِ
مشربةٌ بحُمرةِ الحياءِ
ووردةٌ تكمنُ في برعومها
مثل فمِ الحسناءِ في وجومِها
أما الأزاهيرَ فما أحلاها
إن أنسَ من شيءٍ فلن أنساها
كلٌ لها من ذاتِها عبيرٌ
ومالها في حُسنِها نظيرِ
فكم ترى من زهرةٍ زرقاءِ
كأنها قُدتْ من السماءِ
وزهرةٌ صفراءُ كالدينارَ
كأن فيها قَبَساً من نارِ
وزهرةٌ منظرُها عجيبٌ
كهامةٍ توجها المشيبِ
وزهرةٌ يغمرُها الضياءُ
كأنها لؤلؤةٍ بيضاءِ
وزهرةَ بَيّنة الشحوبِ
كالشمسِ إذ تُؤذنُ بالغروبِ
وزهرة تهتز في جرَتّها
كضرّة تغارُ من ضرَتها
وزهرة تنظرُ في ذهولِ
إلى السماءِ نظرةَ البَتولِ
وزهرةً تمعنُ في إطراقها
كأنها تخجل من عشاقها
وزهرة تنضح بالأنداءِ
كأنها تُجهشُ بالبكاءِ
وزهرة كالدّرةِ اليتيمةِ
تخالها من خفرِ سقيمةِ
وزهرة على الغصونِ تتكي
كأنما قيل لها هيتَ لكِ
وزهرةً مالت على الجدارِ
كأنّها تهمُ بالفِرارِ
وزهرة مالت إلى الأمامِ
مثل يدٍ تمتدُ للسلامِ
وزهرةً قَوْراءُ مثلَ البدرِ
تغرُّ نجمَ الليلِ فهو يَسري
وزهرةً تلمع في وِعائها
كأنها الزُّهرةُ في سمائها
وزهرات كالعيونِ الحالمةِ
وزهراتٌ كالثغورِ الباسمةِ
وزهرات كالعيون النُّجلِ
قد غنيت بحسنها عن كُحلِ
وزهراتٌ كنهودِ الغيدِ
تهزهنَ زفرةَ التنهيدِ
وزهراتٌ كالقلوبِ الواجفةِ
كأنها من الذبولِ خائفةِ
وزهراتٌ فُتنتْ بالشمسِ
تصبحُ في ركابها وتمسي
وزهراتٌ شَعَ منها النورُ
كأنهن اللؤلؤ المنثورِ
وزهراتٌ من بناتِ الليلِ
تُرى نهاراً مرخياتِ الذيْلَ
تغضُّ من أبصارها نهاراً
وفي الظلامِ تخلعُ العِذارا
وزهراتٌ حسنها فتانُ
كأنها اللؤلؤ والمرجانِ
فهذه الأزهارُ من سَوّاها
وبث في أكمامها رِيَّاها
وهذه النجومِ من أطلعها
بل هذه الآياتِ من أبدعها
صورها فأحسن التصويرا
وذَرَّ في أعطافها العبيرا
لكي تكون متعةً للناس
وعبرةَ لذاكرِ وناسِ
فكم ترى من زهرٍ بهيجِ
لكنه خِلوٌ من الأريجِ
مثل غوانٍ فاتناتٍ مظهراً
لكنهنَّ تافهاتُ مخبرا
وهكذا الدنيا وهذي حالها
كما ترى فلا تقلْ ما بالُها
فكم بها من فاضل فقيرٍ
وجاهل يرفلُ في الحريرِ
لحكمةٍ يعلمها الحكيمُ
وهو بكل خلقِهِ عليمِ
فلينظر الإنسان ممَّ خلقا
في هذه الدنيا وكيف رُزقا
علي شوقي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2014/03/31 01:24:46 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com