عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي شوقي > رويْدَكَ لا تُشمتْ بصاحِبكَ العِدَى

مصر

مشاهدة
412

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رويْدَكَ لا تُشمتْ بصاحِبكَ العِدَى

رويْدَكَ لا تُشمتْ بصاحِبكَ العِدَى
وصاحبْهُ معروفاً إذا راح أو غَدا
ولا تَلحهُ أو تستبينَ سبيلهُ
وتعرفَ من قرب أضلَّ أم أهتدى
وإن كنتَ قد مَحضتَني النصحَ خالصاً
فليس ببدع أنْ أضل وترشِدا
لكل سبيلٌ في الحياةِ وهذهِ
سبيلي وأرجو أن أكونَ على هدى
وقد جُبِلتْ نفسي على ما رأيتَني
عليه ولا أسطيع منه تجردا
ارانيَ قد جاوزتُ ستين حِجّةَ
وأعلم علم الحقِ أن لن ألدا
وتلك لعمري حقبةَ بل مطية
بلغت بها أو كدتُ أستبِقُ المدى
ولم أتكلفْ شيمةَ غيرَ شيمتي
ولو كنت بالموتِ الزؤامِ مهدَّدا
وفيَّ انقباضٌ لا يَريمُ ووَحشةٌ
تُريني وجهَ الكونِ أغبرَ أسودا
ولم يُبق مني الهم إلا حشاشة
تذوبُ رويداً حَسرةً وتنهدا
فكيفَ إذنْ تَنعى عليَّ تبلُّدي
وغاية ما أسطيع أنْ أتبلدا
وهل بين هذا الناس لي من مُراغَمٍ
وقد عشتُ فيهم كالأسيرَ مقيَّدا
وأَنَّي لمثلي أن يُسايرَ معشراً
يرون الهدى أن لا يَسيروا على الهدى
أجادوا فنوناً للحياةِ كرهتُها
ولو ملأت كفيَّ دُرّا وعَسجدا
ومن يتعلقْ بالأباطيل قلبُه
فقد عِفْتُها شيخاً وكهلا وأمرَدا
ومما شجاني واستدر مدامعي
صوالحَ ساعاتي التي ذهبت سدى
تعلمتُ فيها حرفة زُخرفيَّةً
فلم تُغنِ من جوعِ ولا نقَعتْ صَدى
ولو أنني أنفقتُ في الترابَ بعضهَا
لكان طريقي اليومَ سهلاً معبَّدا
على أن فيما خوَّل الله لي غِنىً
طريفاً من الكسب الحلالِ ومُتْلدا
تأثَّل عن سعيٍ وجهد وخبرة
فلا هو موهوبٌ ولا هو مجتدى
أعيش به عيشَ الكفافِ كما تَرى
على شرفٍ بين الأحبةِ والعدى
سموًّا بنفسي أن تذلَ لمطمعِ
وضنًّا بعرضي أن تمزّقه المدىَ
فإني رأيتُ الناسَ لادَرَّ درُّهم
يرونَ غنىَّ القومِ للقومِ سيِّدا
وإن الكريمَ الحرَّ إنْ مَدَّ كفَّهُ
تعبَّده الإحسانَ فيمن تعبّدا
فياصاحبي لا تكثر اللومَ إنها
لحظة حزمٍ لست فيها بأوحدا
فكم من أديب مات هزلاً ولم يكن
ليعدمَ غوثاً لو أساءَ وعَرْبدا
وكم شاعر قد عاذَ بالصمتِ مكرهاً
وكان يعدُّ الصمتَ شرّا من الرّدى
إذا ما دعا الداعي إلى القولِ لم يقمْ
على منبرٍ بين السماطينِ مُنشدا
وآثرَ أن يَحيا قَعيدَ خصاصةٍ
فراراً من الذل الذي يقطرُ الندى
وكان حَريًّا أن يكفَّ لسانَه
ولو آنس القُمْري أُنسا لغَردا
علي شوقي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2014/03/31 01:31:45 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com