سلوا عن فؤادى مسبلات الذوائب |
فقد ضاع من بين القلوب الذوائب |
فلا سلمت نفس من الحب قد خلت |
ولا كان جفن دمعه غير ساكب |
سبا مهجتى لدن المعاطف أهيف |
له لفتات دونها كل ضارب |
ولا عيب فيه غير أن جفونه |
بنتها على كسر جميع المذاهب |
وكم أتقى كسر الجفون لأنها |
أعدت لتفريق السهام الصوائب |
اذا ضل عقلى فى ظلام شعوره |
هدانى محيا منه مصباح راهب |
رقيق رحيق خصره ورضا به |
رمانى بسهم من قسى الحواجب |
تجر فؤادى سين طرته وما |
سمعنا بجر السين يعزى لذاهب |
فلا تحسبوا أنى تصنعت فى الهوى |
فوجدى قديم لم يزل غير كاذب |
بنفسى لويلات الوصال وحبذا |
زمان وصال كان عذب المشارب |
أما وعيون العين لا شيء في الدنى |
ألذ لنفسي من حديث الحبائب |
على مَ ترى يا بدر هجري واجباً |
وفيم تروم البعد من كل جانب |
وحتى مَ لم تنظر إليّ وانني |
أنا الجار ذو القربى بعين المراقب |
يفندني فيه العذول وما درى |
بأن سناه ضوء سود الغياهب |
وحبى له لم يخف فى الكون أمره |
كحب العلا مصباح أفق الجوائب |
هو الماجد المفضال أحمد من دعا |
بفارس ميدان الوغى فى الكتائب |
له الله من مولى تفرد فى الورى |
بأوصاف مجد لا تعد لحاسب |
سجيته نصح العباد لأمرهم |
وهمته أضحت بهام الكواكب |
فتى كلما أجرى يراعا بنانهض |
لتحرير ألفاظ اصطلاح التخاطب |
ترى الدر يزهو من سموط سطوره |
على صفحات الحسن من دون حاجب |
تحلى بكل المكرمات فكم له |
مآثرُ لا تخفى وكم من مناقب |
لقد شاد بيت العز من بعد أن عفا |
فعادت له النعماء من كل جانب |
وحاز بمضمار البلاغة غاية |
بها فاق بل أضحى مناخ المطالب |
إذا ما رأى سحبان فارسنا درى |
فصاحته من لفظ كنز الرغائب |
فأنت الذي قررت كل فضيلة |
وأنت الذي علمت صنع الغرائب |
تنزهت عن ندٍ فلا غرو أن تُرى |
مدى الدهر فرداً في صدور المواكب |
فيا سيدا قد طاب فى الناس سيره |
كما أنه من نسل قوم أطايب |
بفضلك فاقبل بنت فكر تزينت |
بمدحك لا مما حوت من عجائب |
ودم سالما فى بسط عيش مؤيد |
بأمن وحفظ من جميع النوائب |
ولا زلت أصلا للجميل ومحتدا |
حميد المساعى فى الورى والعواقب |