ما تَراءى هِلالُ عامٍ جَديد |
لَك إِلّا وَأَنتَ بَدر سُعودِ |
فَلَك التَهنيئات بِالعام خُصَّت |
رُبَّ عامٍ يُخصّ بِالتَقييدِ |
يا وَحيدَ الزَمان ذاتاً وَوَصفاً |
وَفَريد الأَوان وَاِبن الفَريدِ |
وَحَميد الطِباع وَالحَمد طَبعاً |
لَيسَ يُهدى إِلّا إِلى المَحمودِ |
وَنَديم النهى سَمير المَعالي |
مُنذُ قَد كانَ سَيّداً في المهودِ |
وَرَفيع المَقام أَصلاً وَفرعاً |
محتويه مِن طارفٍ وَتَليدِ |
وَوَريث الفَخار في كُلِّ مَجدٍ |
وَعلىً عَن آبائِهِ وَالجُدودِ |
أَنتَ شبل النَجيب في كُلّ فَضلٍ |
وَكَمالٍ وَكُلُّ خَلقٍ حَميدِ |
لَيسَ بدعا لَو فقت سائر اقرا |
نك يا مُفرداً بِلا تَعديد |
إِن يفق مَن يَنال بِالخطّ حَظّاً |
كُنت باري أَقلام عَبد الحَميدِ |
أَو يَنل بِالنَهي أَخو الحلم مَجدا |
فَلأَنتَ الأَحَقُّ بِالتَمجيدِ |
قُلّدَ المَجد مِنكَ عقدَ كَمال |
وَاِحتَواه سِواك بِالتَقليدِ |
فَمَتى ما ذوو المَراتب عُدّوا |
في الوَرى كُنتَ أَنتَ بَيتَ القَصيدِ |
قَد تَسامَت دِيارُنا بِكَ عِزّاً |
وَأَماناً وَخابَ كُلّ مَريدِ |
لَيسَ فينا لَياقة تَقتَضي الفَو |
ز بِتَشريفك البَهيج السَعيدِ |
إِنَّما أَنتَ منحة اللَهِ جوداً |
قَد حَباها لِهَؤلاءِ العَبيدِ |
وَكَذاك العَبيد تَزداد شُكراً |
بِتَوالي مَواهب المَعبودِ |
قَد بَسَطنا الأَكفّ نَدعو اِبتِهالاً |
لِمَليك الأَنام عَبد المَجيدِ |
صاحب الدَولة الَّتي لَست أَلقى |
مِثلها دَولة بِهَذا الوُجودِ |
دَولة لا تَزال تَرغَب فيما |
فيهِ تَوطيد ملكها المَسعودِ |
دَولة حاز فَضلها كُلُّ دانٍ |
مِن ذَويها وَفازَ كُلُّ بَعيدِ |
غَير أَنّا لِلّه بِالعزّ نَدعو |
لِعلاها وَالنَصر وَالتأييدِ |
وَبتوفيقها وَإلهامها ما |
فيهِ تَسمو دعائم التَشييدِ |
وَبإِظهار شَأنها في المَعالي |
وَبخسران ضدّها وَالحَسودِ |
فَلَقد شرّفت إِيالة صيدا |
بِكَ تَشريف عاطل بِعُقودِ |
وَعَلى غَيرِها بِكَ اِمتازَت اليَو |
مَ اِمتِياز المَوجود عَن مَفقودِ |
فَلَكَ اللَه مِن وَحيد فَريد |
نَعتهُ قَد سَما عَن التَحديدِ |
بَدر حلمٍ بَدا بِمَطلع أنسٍ |
مشرقاً في أَوج الهَنا وَالسُعودِ |
قَد أَفادَ الأَحكام حكمة فكر |
واضع الحَزم مَوضع التَرديدِ |
فَحَباه الإله تَوفيق عزٍّ |
وَهوَ رَب العَطا وَربّ الجودِ |
قُلت إِذ قيلَ اللَه أرّخ حباه |
دُم سَعيداً بِخَير عام سَعيدِ |