رِياض الهَنا بِاليمن فاحَت وُرودها |
فَطابَ لِأَرباب الصُدور ورودها |
وَحيّا دِمَشق الشام صَوب مِن الحَيا |
فَأَحيا رُسوم الخصب وَاِخضَرَّ عودُها |
وَصبَّحها صُبح الهَنا فَتباشَرَت |
بَشائر بشر لَيسَ يحصى عَديدها |
وَفي طالع الأَفراح مِن أُفق الهَنا |
بَدا بَدرُ آفاق العُلى وَسَعيدها |
قدوم بَدا بِالخَير يا خَير قادم |
إِلى بَلَدٍ يَسمو لَبيداً بَليدها |
فَيا بَحر علم وافر كامل الحجا |
بَسيط نَدى الأَيدي سَريع مديدها |
هِيَ الراحة المَبسوطة الراحة الَّتي |
يُجيد العَطايا جودها وَوُجودها |
لَكَ اللَه مِن مَولىً بِهِ قَد سَمَت ذرى |
سَما الرُتبة العليا وَضاءَت سُعودها |
لعلياك تعزى المكرُمات لِأَنَّها |
تحلّى بدرٍّ مِن سَجاياك جيدها |
فَإِن عُدَّ أَهل المَجد كُنت عِمادها |
وَإِن عُدَّ أَهل الفَضل أَنتَ عَميدها |
فَيا قادِماً حازَت بِهِ الناس نعمةً |
مِن اللَه قَد عَمَّ الأَنام مَزيدها |
حِماك حَماك اللَه قَد أَمَّ ناشِراً |
لِواء التَهاني مُخلص يَستجيدها |
بِعام جَديد فيهِ قَد قَدم الهَنا |
وَفيهِ يغاث الناس مِمّا يؤودها |
إذا هبَّ معطار الصبا مِن ربى الصَفا |
نَحرنا لَها ما سنَّ قِدماً لبيدها |
فَتذكرنا عَهد الحِجاز وَلم تَكُن |
لِطول المَدى تنسى لَدينا عُهودها |
وَإِنّا لَقوم خصّنا اللَه منّةً |
بِأَشرَف ذات في الوَرى عمَّ جودُها |
لَنا كَعبة الفَضل التي عصبة الهدى |
بِها حرماً أَمناً تؤمّ وفودها |
عَسى إِن سَعى ذا العام ركب حجيجها |
سَعى منك مقدامُ الجُنود وحيدُها |
أَمير لَها تَسري السراةُ بِأَمره |
وَقَد زَأرت فَوق الجِياد أسودُها |
فَيَرعى بِها حَقّ الرَعيّة باسِطاً |
أَكُفَّ نَدىً بِالغَيظ باتَ حسودها |
وَلا زالَ بِالرَأي السَديد يسوسُها |
وَبِالحَزم وَالعَزم الشَديد يَسودُها |
إِلى أَن يُحلّيَ جيد آمالها الهَنا |
بِنَيل المُنى وَالعودُ بِالأَمنِ عيدُها |
وَتنشدها عِندَ الوُرود إِلى الحمى |
رِياض الهَنا باليمن فاحَت ورودُها |