أَرجى الوَسائل طَهَ أَكرَم الرُسلِ | |
|
| شَفيعنا مِن هَدانا أَوضَح السُبُلِ |
|
وَمَن هُوَ الرَحمَة العُظمى لذي أَلَمٍ | |
|
| وَمَن هُوَ النعمة الكُبرى لذي أَملِ |
|
وَمن هُوَ الغَوث وَالغَيث المُفيض نَدى | |
|
| بنانه كُلّ هطّال وَمنهملِ |
|
وَمَن إِذا ما تَوسَّلنا بِحُرمته | |
|
| وَجاهِهِ زالَ بُؤس الكرب وَالوَجلِ |
|
أَدعوك يا مالك المُلك العَظيم بِهِ | |
|
| دُعاء عَبد كَسير القَلب مُبتهلِ |
|
بِأَن تُديم لَنا أَيّام دَولَتنا | |
|
| بِكُلّ عزٍّ عَلى التأييد مُشتملِ |
|
وَتَمنَح السَعد وَالإِقبال ناظرنا | |
|
| بِعَين رَحمَتِهِ في الحادث الجَللِ |
|
فَهوَ الفُؤاد الَّذي عَمَّت مَراحمه | |
|
| بِالحلم وَالحلمُ أَسنى حلية الرَجلِ |
|
جَلّى لَنا العَدل عَن أَحكام حكمته | |
|
| ما كانَ مِن ريب هَذا الخَطب غَير جلي |
|
أَقام كُلّ صِراط غَير مُعتدل | |
|
| حَتّى اِستَقامَ فَأَضحى خَير مُعتدلِ |
|
حازَ العِناية بِالفَتح المُبين إِلى | |
|
| أن سَدَّ ما في بلاد الشام مِن خَللِ |
|
حَتّى غَدا وَمَباني الحَزم تُنشده | |
|
| أَصالة الرَأي صانَتني عَن الخَطلِ |
|
شَهم شَمائله الإِحسان عَن كَرَم | |
|
| وَطَبعهُ العَدل وَالإِنصاف في الخولِ |
|
ما قيس ما مَعن ما سَيف بن ذي يَزن | |
|
| ما تبّع وَرِجال الأَعصر الأُولِ |
|
يُرجى وَيُخشى فَيَعفو عَفو مُقتدر | |
|
| مَنّاً وَيَمنح جود الوابل الهَطلِ |
|
أَحيا البِلاد كَما أَحيا العِباد عَلى | |
|
| وفق المُراد سَديد القَول وَالعَملِ |
|
حَتّى غَدا وَلِسان الحال يَحمده | |
|
| ملأَ الرُبوع وَمِلأَ السَهل وَالجَبَلِ |
|
أمّلت مِنهُ يَقيناً أَن سَيَرحَمُني | |
|
| فَبتّ وَالقَلب مِن كرب الهُموم خَلي |
|
أَحسَنت ظَنّي بِمَرجوِّ السَماح فَلا | |
|
| خابَت ظُنوني بِبرٍّ مِنهُ مُتَّصلِ |
|
وَطالَما ذمَّني الواشون عَن حَسَد | |
|
| وَاللَه أَعلَم بِالصافي مِن الزغلِ |
|
هُم أَضمَروا ليَ كَيداً وَالمهيمن لا | |
|
| تَخفى عَلَيهِ ضُروب المَكر وَالحِيَلِ |
|
وَاللَه يَعلم أَنّي مِن زَخارفهم | |
|
| مبرَّأٌ لَستُ بِالواني وَلا الوَكلِ |
|
حافَظت أَوطانهُم حَتّى غَدَت حَرَماً | |
|
| أَمناً مِن الضدّ في حلِّ وَمُرتَحلِ |
|
وَباتَ كُلٌّ قَرير العَين في حَرس | |
|
| وَقُمت أَطرد سرح النَوم عَن مُقلي |
|
وَإِنَّما سوء حَظّي ساء مجتهدي | |
|
| فَما تَجرّعت غَير الصاب لا العَسَلِ |
|
وَالدَهر مِن نُسخة المَقدور يَقرأ لي | |
|
| ما كانَ في اللَوح مَخطوطاً مِن الأَزَلِ |
|
قَد طالَ سجني فَصَبري وَالهُموم مَعاً | |
|
| تَخالفا بَين مَوصول وَمُنفَصلِ |
|
أَشكو عَسى تَنفغ الشَكوى فَيسعدني | |
|
| حَظّي لَدى ذي المَعالي عُمدة الدولِ |
|
مَولاي عَطفاً عَلى هَذا الرَقيق فَقَد | |
|
| أَوهى اِصطِباريَ جهدُ الفَقر وَالعللِ |
|
كَم قَد مَنَنت عَلى عافٍ بِمَكرُمَةٍ | |
|
| حَتّى غَدا وَهوَ مِن جَدوى يَدَيك مَلي |
|
وَكَم عَطَفت عَلى مِثلي بِمرحمة | |
|
| وَالحَظّ يَمنَع مِن إيصال برِّكَ لي |
|
فَاِنظُر لِحالي واِرحم فَقر عائِلة | |
|
| تَحَمَّلت ضيق عَيش غَير مُحتمَلِ |
|
ثَلاث عَشرَة نَفساً بَين عاجزَةٍ | |
|
| وَقاصرٍ ما لَهُ بَين الأَنام وَلي |
|
حالٌ حَيائي مِن علياك يَمنَعني | |
|
| مِن شَرحِها المسهبِ المفضي إِلى المللِ |
|
فَإِن مَنَنت بِإِطلاقي جزيت ثَناً | |
|
| عَلَيهِ مِن قِبل المنّانِ لا قِبلي |
|
إِنّ الذي قَد حَباك الفَضل مِن يَده | |
|
| أَعطاك كُلّ كَمال مِنهُ مُكتملِ |
|