عُدتُ من سفري ولم يسأل عليَّ |
جئتُ مشتاقاً حبيبي |
أين مني عُدْ إليَّ |
جئتُ أسمعُ صوتَ حُبٍ همسَ عِشقٍ |
سحرُ عينيكَ الجميلة |
حين ألقاها سحابات و ريَّا |
حين تمشي في خيالي |
حافياً من كُلِ حقدٍ |
ويح قلبي كان مشآءً حفِيا |
كان راحي وارتياحي |
حين تُقلِقُني جراحي |
حين يلقاني تباشيراً ومِعطاءً حفِيا |
مترعاً بالحسنِ مزدان الأناملِ |
هادئاً براً وغضاً |
ناصعَ القسماتِ ووضاءً بهيا |
كنتُ انتظرُ اللقاءَ |
محملاً بالذكرياتِ معبأً نظماً قفيا |
هل نسيتَ الوقت أم الهاك شيئاً |
ليس طبعكَ أن تمورَ وأن تُعادي |
إنَّ في عينيكَ انساناً حيِيا |
واقفاً في بابِ روحي عندَ مدخلهِ وصيا |
صاعداً صرح الأماني يرتقي ركناً قصيا |
لو أحذَّ الدهرُ أيديهِ بوجهي |
لالتقاهُ سدَّ أفراحي عصيا |
هل زحامُ الصيفِ في طرُق التلاقي |
قد تسببَ في غيابكَ واحتراقي |
ليتني أجلتُ ميقاتي مساءً |
كي تُنيرَ الدربَ يا نور المُحيا |
ليتني سافرتُ عندكَ ، لا إليهم |
كي تُزيحَ مواقداً ثارت |
فجمرُ الشوقِ في جنبيَ مستعراً وحيَّا |
هل تعاندنا الأماكنُ |
سوف اشكو كل دارٍ كل حيٍ |
أين من بالأمسِ قد زارَ و حيَّا |
يا لصبرٍ قد تهافتَ في عروقي |
كل افكاري تهاوت |
بين أن أبقي وهيا |
رغم هذا رغم ضيقي في رحابِكَ |
رغم هجرك أو غيابِك |
رغم إذعاني ببابِك |
رغم جَدِّي في عتابِكَ |
رغم أن التوقَ منزوياً بعمقي |
سوف تبقيَ مُدمنَ الإغضاءِ |
سبَّاقاً نقياً |
قابِعاً بين الحنايا |
صابِغاً سِحراً خفيا |
صاعداً شمس الأماني |
ناسِجاً للهجرِ فَيا |
سوف تبقي في حياتي |
يا حياتي ، صادقَ العهدِ وفِيا |