أَيا قادِماً تَخشى النُفوس قُدومه | |
|
| لَأَنت صَديق في ثِياب غَريم |
|
قُدومك تَحرير الأَسارى وَلو دَرَت | |
|
| لَما أَنكَرتك النَفس يَوم قُدوم |
|
كَما يُنكر الطفل الطَبيب وَعِندَهُ | |
|
| لَهُ برء أَسقام وَدمل كَلوم |
|
بَلَوت نُفوس الخَلق مِن عَهد آدم | |
|
| فَأَنتَ بِها يا مَوت جَد عَليم |
|
إِذا قَسَت الدُنيا عَلى متعب بِها | |
|
| بَسَطَت لَهُ لأيا جَناح رَحيم |
|
وَمَن شَفه قَيظ الحَياة أَغثته | |
|
| بِبَرد نَسيم في الأَصيل رَخيم |
|
فَأَنتَ لِنَضو العَيش مِن دُون صُحبة | |
|
| وَمِن دُونِ قرباه أَبر حَميم |
|
وَأَنتَ دَواء الجسم قَد خيل داءه | |
|
| تَميط الأَذى عَن موجع وَسَقيم |
|
وَأَنتَ بَلاغ النَفس حَيرى مُروعة | |
|
| بَوادي شُكوك جَمة وَهُموم |
|
وَفيكَ اِبتِعاد عَن جَهالة جاهل | |
|
| وَعَن قَول مَأفون وَفعل لَئيم |
|
وَعِندَك نِسيان وَطُول زهادة | |
|
| لِكُل مُراد في الحَياة عَقيم |
|
فَأَنتَ وَإِن غلت المُنى أَطيب المُنى | |
|
| وَفيكَ نَعيم المَرء أَي نَعيم |
|
لِعمرك ما حى بِأَروح مَنزِلا | |
|
| عَلى الأَرض مِن بال بِها وَرَميم |
|
وَلَو علم الجاني لَما جادَ عامِدا | |
|
| عَلى خَصمِهِ بِالمَوت جُود كَريم |
|
وَتَمحو يَداك الحقد وَالخَوف وَالأَسى | |
|
| وَكُلُ بَلاء في النُفوس قَديم |
|
وَأَنتَ تَريح الفكر مِن كُل معضل | |
|
| يَظَل لَهُ في حيرة وَوُجوم |
|
وَتُطوى عَن الأَجفان صَفحة عالم | |
|
| مَليء بِأَنواع الشُرور ذَميم |
|
وَتَطوى كِتاب الأَمس طَيار وَما مَضى | |
|
| بِهِ مِن بَغيض ذِكرِهِ وَأَليم |
|
عَزاء لِبَعض الناس أَنك قادم | |
|
| وَأَن شَقاء العَيش غَير مُقيم |
|