أَتوها خِفافا فَاِستَقلت بِهم مَهلا | |
|
| مفرقة شَملاً وَجامعة شَملا |
|
يُودعها بِالشَط حَرى جَوانح | |
|
| وَتَرقبها في البُعد أَفئدة جَذلى |
|
فَمِن راحل بِالشَط غادر أَهله | |
|
| إِلى راكب قَديم الصَحب وَالأَهلا |
|
وَلَما قَضوا حَق العِناق وَكَفكَفوا | |
|
| غَوارب دَمع قَد أَزالوه فَانهلا |
|
وَأَرسَل بِالقُبلات في الجَو مُرسَل | |
|
| وَلَوح بِالمَنديل آخر مخضلا |
|
تَهادَت بِأَهليها تَشق طَريقِها | |
|
| مِن اليم لَم تنكل وَلا اِستَقَلت ثَقلا |
|
مخلفة ذَيلا عَلى الماء مزبدا | |
|
| كَما اِنسابَ ثُعبان مِن الوَكر فَاِنسَلا |
|
وَقَد شَقَ أَجوالا الفَضاء صَفيرها | |
|
| كَمعولة ثَكلى وَهِيَ لا تَعرف الثَكلا |
|
وَما زالَ حَتّى غَيب الثَغر خَلفَها | |
|
| وَغالَ النَوى مِن خَلفِها الشَط والرَملا |
|
وَحَتّى تَرامى الأُفق مِن كُل جانب | |
|
| يَرد حَسيراً ناظر المَرء قَد كَلا |
|
يَمد نِطاقاً حَولَها مُتَجددا | |
|
| وَهَيهات تَطويهِ وَإِن أَمعَنَت عَجلى |
|
وَإِذ شَمرت في لجة الماء ساقها | |
|
| كَفتنا فَلم ننقل إِلى غاية رجلا |
|
يَروح الفَتى فيها وَيَغدو وَما دَرى | |
|
| أَأَقبل في طامي الأَواذي أَم وَلى |
|
يَدبرها في رَأس جُؤجُؤها امرؤ | |
|
| خَبير بِأَوضاع الطَريق فَما ضَلا |
|
|
| يشارف أَجواز العَوالم مِن أَعلى |
|
إِذا سايرتها الشَمس تَبسط ظلها | |
|
| عَلى اليم لَم تَترك بِناحية ظَلا |
|
وَإِن صاحَبت بَدر الدُجى وَهُوَ ساكب | |
|
| سَناه تَهادَت في سَنى البَدر كَالثملى |
|
كَذَلِكَ تَطوى اليَوم وَاللَيل بَعدَه | |
|
| وَما اِستبعدت شَأوا وَلا اِستعظَمت حَملا |
|
إِلى أَن تَراءى الثَغر في البُعد باسِطا | |
|
| ذِراعيه فَاِنقادَت إِلى حُضنه مَهلا |
|
وَما هِيَ إِلا أَن رُمت بِجموعها | |
|
| إِلَيهِ فَغابوا فيهِ وَاِنشعَبوا سَبلا |
|
وَقَرت لَديهِ تَستَجم لِمقبل | |
|
| تَجالد فيهِ الريح وَالمَوج وَالوَيلا |
|
قَضت دَهرَها في رحلة إثر رحلة | |
|
| تَحن إِلى ظعن إِذا آنست ظَعنا |
|