عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > فؤاد الخطيب > هي رحلةُ قد أرهقتك ذميلا

لبنان

مشاهدة
601

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هي رحلةُ قد أرهقتك ذميلا

هي رحلةُ قد أرهقتك ذميلا
ما كان ضرك لو صبرت قليلا
يا أيها الركب المدل بأنها
أمم رويدك ظاعناً ونزيلا
إن الزمان هو الطريق وشد ما
أوغلت فيه فمد يمعن طولا
فمشيت تبغتك المشاهد أحدقت
بك منه تحسب صدقها تدجيلا
ورأيت شبه السحر من أثنائها
سيلاً ومن ذاك الطريق مسيلا
هي ما عثرت عليه لا ما حاولت
منه العقول فثرثرت تعليلا
كرموز علم الجبر تحت خبيئها
لك كل رمزٍ يكشف المجهولا
ولئن برعت فما ابتدعت وإنما
قد كنت للبصر الحديد مجيلا
والعلم حجته العيان ولم يكن
يرضى الجدال وما يقال وقيلا
ولسوف تمتلئ النواظر كلما
شمرت واتبع الرعيل رعيلا
كم من حقائق وهي قبل ظهورها
للعقل ما وجدت لديه قبولا
لو قلت قبل اليوم للعقل ابغني
صوتاً يباري البرق صد ذهولا
وعزا الضلال إلي يزعم أنني
ما كنت إلا الأحمق المخبولا
حتى إذا انطلق الصدى يطوي المدى
ألفى المحال محققاً مفعولا
يا عقل خل عن الخيال محلقاً
فلقد كبحت عنانه المجدولا
لولاه لم تثب الحدود سحيقةً
ولكان حظك في السباق ضئيلا
أتقل عبئك ثم آخر فوقه
فتكل تحتك فتية وكهولا
لولاك لم نسمع ولم نبصر ولم
نعلم بما في الحس دب دخيلا
تلك النوافذ ما يطل خلالها
أحدٌ سواك ولا تبل غليلا
صدق الخيال فما شقيت تعثراً
إلا تطوع مسعداً ومقيلا
إن الحياة لها الخلود يعمها
وإلى الخلود الموت كان سبيلا
ولقد وردت الماء أنهل عذبه
فرويت منه وما اجتديت بخيلا
فاسأله هل هو يشتكي مثل الأذى
ويخاف في أطواره التحويلا
ولكم ترقرق ثم أمسك جامداً
وسما بخاراً ثم سح سيولا
فاضرب بإفك المرجفين وجوههم
وتول عنهم مدبرين فلولا
أو لست تلمح في الطبيعة سنةً
لم تخش لا خطأً ولا تبديلا
أو لا يكون وراء ذلك كله
سببٌ يدبر حافظاً ووكيلا
والقوم من وثنية الذهب الذي
عبدوه خانوا الوحي والتنزيلا
دخلوا المصارف لا المعابد خشعاً
فيها الرنين يهزّهم ترتيلا
فرأيت كيف تخر كل ضحية
وسمعت تسبيح السيوف صليلا
يا ويلهم من باطل الكذب الذي
قد زخرفوه وأكثروا التأويلا
أتكون دنيا الخلق ما زعموا لها
آليةً فتبذهم تضليلا
تالله إن صدقوا فمن آلاتهم
ساداتهم وقد انبروا تضيلا
ألم يدركوا من شأوها أوجاً ولا
عمقاً ولا قمما علت وسهولا
نظرت فما حسرت وقد حسبت فما
غلطت ولا نصباً شكت وخمولا
ولسوف تبصرهم حميراً سخرت
لحديدهم وأباعراً وخيولا
أيكون فكري هزةً عصبيةً
ليست على كنه الشعور دليلا
ويكون ما وعت الحياة وأنتجت
غرساً ترعرع في السديم أصولا
وهل البلاغة والفنون بأسرها
ما انبث من ذاك الكثيب مهيلا
أين الخيار وأين ما هي أبدعت
أو أخضعته فغادرته ذليلا
فاطلب من الصور السوانح أصلها
عن الظلال تشف عنه مثولا
وانطق وقل كيف النهاية آمنت
باللانهاية لا تشك فتيلا
واذكر لم المحدود يؤمن بالذي
هو غير محدودٍ وعز مثيلا
هي فكرة في الخلق محكم حبلها
منذ الخليقة لم يزل موصولا
سبحان من هو وحده أوحى بها
فروت من الآيات عنه فصولا
وإليه ترجع لا تحيد قلامةٌ
ولديه تخشع بكرةً وأصيلا
فؤاد الخطيب
التعديل بواسطة: صالح محمّد جرّار
الإضافة: الاثنين 2014/04/14 12:41:01 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com