تحية تملأ الدنيا وتمجيد |
ونغمةٌ هي في الأفواه تغريد |
فاليوم يجلس فوق العرش صاحبه |
وللجزيرة تهليلٌ وتحميد |
تزاحمت حوله الأيام من حسدٍ |
وكل يومٍ تمنى أنه العيد |
والسعد فردٌ ولكن فيه مجتمع |
فهو السعود ومن والاه مسعود |
ليث الجزيرة إن يهتف بها انتفضت |
لديه فاندفعت منها الصناديد |
لو تستطيع الجبال الشم لانخلعت |
ركضاً إليه وشدّت خلفها البيد |
يا لابس التاج وهاجاً ومؤتلقاً |
التاج فوقك قبل اليوم معقود |
وما الجلالة في أبهى مظاهرها |
إلا جلالك وهي اليوم تأكيد |
بوأت نفسك عرشاً لم تشده يدٌ |
سوى يديك وهذا العزمُ مشدود |
ونلت بالسيف ملكاً أنت سيده |
ولم يولك مرسومٌ وتقليد |
وإن حولك أنصاراً لهم نبأ |
من مثلهم وبهم للملك توطيد |
الراسخين وفي الأصقاع زلزلةٌ |
والثابتين وفي الأسماع تهديد |
لله أنت ومن جبرين قد وثبت |
إلى الرياض بك المهرية القود |
لم تسفر الشمس حتى عجلت فطوت |
عجلان فهو صريعٌ منك ملحود |
واسترسلت بعده الأمصار طيعةً |
كأنها للغد المأمول تمهيد |
وحقق الله فيك الوحي عن فئة |
قليلة ودليلُ الوحي مشهود |
وأشرق النصر تلو النصر متصلاً |
يترى وأنت مضيء الوجه مجدود |
وانجاب عهد الدويلات التي انتشرت |
شبه الجراد وفيها الشؤم معهود |
كانت ممزقة الأطراف مرهقةً |
فالخد منعفرٌ والركن مهدود |
فأصبحت بعد ضمّ الشمل مملكةً |
بك استتب لها بعثٌ وتجديد |
وإنها الخطوة الأولى لثانية |
أخرى اشرأب إليها نحوك الجيد |
أنت الموفق لم تعجزك معضلةٌ |
وإن رميك دون العرب تسديد |
وإنهم بك قد شدوا قضيتهم |
وإنها هدف لي فيك منشود |
أفضت إليك وغني تحت رايتها |
ماضٍ وكل جهادٍ مر موجود |
ولست بالعابد الأصنام من بشرٍ |
ولا التي هي أصنام جلاميد |
إن القضية عندي فوق كل هوى |
لولاك أين لها أكفاؤها الصيد |
وأنت يا هادم الأصنام ممتثل |
للحق تعلم أن الله معبود |
إن هب قومي فإني لست أخذلهم |
ولا أقول لهم أين الأسانيد |
ولا يدب إلى اليأس إن كشرت |
عن عصل أنيابها الشكس المناكيد |
الوقت أضيق والأعداء راصدةٌ |
وفي التجادل للأعداء تأييد |
إن الجزيرة عند العرب واحدةٌ |
وليس في الحاجز المضروب تقييد |
لم ترض حداً فإن تلمم به اقتحمت |
وهل يحد شعور الشعب تحديد |
لها الزعيم الذي التوحيد سنته |
هيهات يفصم شملٌ فيه توحيد |
مر الزمان وفيها رهن ظلمتها |
شعب على هامش الأجيال موؤد |
فأبصرت منشئ التاريخ عن كثب |
يبني ويبدع لم يملله مجهود |
يا خادم الحرمين الشاهدين معاً |
بصدق سعيك إن السعي محمود |
هل شد مثلك أزر العرب من رجلٍ |
محض الرجولة فيه البأس والجود |
ضم الممالك من بدوٍ ومن حضرٍ |
كالسمط ضم إليه الشذر تنضيد |
وأسبغ الأمن ظلاً غير منحسرٍ |
فالشاة ترتع لم يعرض لها السيد |
وتلك بين فجاج القفر معجزةٌ |
بكرٌ وفوق جبين الدهر تخليد |
مهلاً فقد ألقيت من بعد تجربةٍ |
إليك من قومك العرب المقاليد |
فصانك الله يا عبد العزيز لهم |
كهفاً يلوذ به الشم المناجيد |
أنت الحكيم الذي لم تُبق حكمته |
خصماً ولا انتاب قرباً منه تبعيد |
وإن من أضمرت شتى القلوب له |
مودةً فهو عند الله مودود |
إني سكت وعذري غصةٌ غلبت |
دهراً كأن لساني الحر مصفود |
واليوم تؤثر عني كل قافيةٍ |
واليوم تكثر عن قومي الأناشيد |
أهزهم عند ترجيع الغناء بهم |
كما ترنم بالمزمار داود |