عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > فؤاد الخطيب > يا أيها القلم انهض إن سواك كبا

لبنان

مشاهدة
566

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا أيها القلم انهض إن سواك كبا

يا أيها القلم انهض إن سواك كبا
طال السكوت فأرهف حدك الذربا
وهات مدحك في عبد العزيز فكم
حبرت فيه وصغت الشعر والخطبا
هو الذي رفع الأعلام خافقةً
وجدد الملك والإسلام والعربا
مولاي بورك يومٌ أنت صاحبه
إليك جاء يجر الذيل منتسبا
إن الجزيرة كانت أمس عاريةً
واليوم قد لبست أثوابها القشبا
كم خيمت فوقها الأرزاء حالكة
كأن كل ضياءٍ في السماء خبا
فكان سيفك نوراً في الظلام لها
وأين قبلك سيفٌ يخلف الشهبا
جمعت من شملها الأشلاء فاتحدت
بعد الشقاق وقد كانت لمن نهبا
يمزق الغزو منها كل ناحيةٍ
وينشر الرعب والإملاق والسغبا
وقد سهرت فنام الشعب في دعةٍ
وخاف من كان منه الشر مرتقبا
وكاد يمسك حتى الذئب من هلع
عن العواء ويخشى اليوم لو نعبا
وأوشكت تأمن الأحلام مزعجةً
عينٌ تنام وكانت لم تنم رهبا
نهضت وحدك لا حزبٌ ولا دولٌ
تشد أزرك في أمرٍ إذا حزبا
وللسياسة ملء الشرق زمجرةٌ
وكان بالدم منها الناب مختضبا
فما انثنيت ولا أحجمت عن هدفٍ
حتى اقتحمت عليها المعقل الأشبا
ورب صحراء كالدأماء طاغيةٍ
وموجها الرمل ممتداً ومنشعبا
لا يبلغ الطرف من أطرافها أمداً
إلا استسرت وأرخت دونه الحجبا
وكلما ارتاد من برٍّ يلوح له
كانت جزائرها الكثبان والهضبا
هي التي خضت في أحشاء غمرتها
وكنت أنت لمن يجتابها القطبا
فشدت للعرب عرشاً في جزيرتهم
وحققت بك في توحيدها الأربا
وأنت مهدت للحجاج موطئهم
في البحر لا خطراً يخشون أو عطبا
تصونهم فيه أبراجٌ موطدةٌ
من المرافئ أعيت لجه اللجبا
سل الخلائف من عرب ومن عجمٍ
عن الخلافة في العهد الذي ذهبا
تجبي المكوس وما أغنت جبايتها
عن الحجيج وما ردت لهم سلبا
فجئت تنسخ منها كل ما فرضت
وقر للأمن حبلٌ كان مضطربا
وما اكترثت لأموالٍ رزئت بها
وقمت بالعبء عند الله محتسبا
يا ملجأ العرب الأحرار قاطبةً
من كل مضطهدٍ منهم ومن نكبا
آمنت بالصفحات الغر خالدةً
تثنى عليك ثناءً يملأ الحقبا
إن الجزيرة قد كانت وما فتئت
تراك في كل خيرٍ نالها سببا
فأخصبت بك بعد الجدب وانهمرت
فيها العيون وكان الماء قد نضبا
يجري إليها وما تجري لها قدمٌ
إليه بل هو فيها جال منسكبا
وأصبح الوعر سهلاً من مسالكها
وكم تحير فيها الضب منسربا
ومن قطار المطايا اعتضت متخذاً
من الحديد قطاراً ما اشتكى نصبا
سخرت كل عصِي منه ممتنع
فكان أيمن ما ترجوه منقلبا
وإن أجزل ما أوتيت من نعمٍ
وليُّ عهدك فاهنأ عاهلاً وأبا
تمثلت فيه لم تخطئه واحدةٌ
منك الخلال فزانت ذلك النسبا
هو السعود وما تنفك مشرقة
منه السعود وطابت باسمه لقبا
والشبل كالليث منه الغاب في حرمٍ
فويح من حام حول الغاب واقتربا
يا مؤمناً بركات الأرض قد فتحت
عليه قد تم في الأعراف ما كتبا
وإنها آيةٌ في الذكر ناطقةٌ
أومت إليك فكانت شاهداً عجبا
تلك المنابع لم تسنح ولا انبجست
حتى ملكت فسحت سائلاً ذهبا
والأرض تنبت فيها التبر تربتها
وقد تكون وليست تنبت العشبا
فمن يكابر فيما قد خصصت به
ومن يجادل في الله الذي وهبا
فقل لمن يجحد الآيات بينةً
أرهقت نفسك فيما سمتها تعبا
عبد العزيز هو الباني لما عجزت
عنه البناة ولم يعجزه ما طلبا
هو الذي أنشأت يمناه مملكةً
شماء لم يأل في تأييدها دأبا
وكان في الحرب جراحاً لدى جسدٍ
يحز فيه فينفي الداء والوصبا
وإن للحرب من ساحاتها صحفاً
فاقرأ وسبح وكبر مفعماً طربا
فؤاد الخطيب
التعديل بواسطة: صالح محمّد جرّار
الإضافة: الاثنين 2014/04/14 12:44:59 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com