عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > فؤاد بليبل > أرى الدَهرَ إِن أَخنَت عَلَيَّ مَصائِبُه

مصر

مشاهدة
2077

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أرى الدَهرَ إِن أَخنَت عَلَيَّ مَصائِبُه

أرى الدَهرَ إِن أَخنَت عَلَيَّ مَصائِبُه
أَحَقَّ بِشُكري مِنهُ إِن لانَ جانِبُه
فَكَم عِظَةٍ أَسدَت إِلَيَّ خُطوبُهُ
وَكَم كَشَفَت لي عَن عَدُوٍّ نَوائِبُه
عَلى قَدرِ مالِ المَرءِ يَزدادُ قَدرُهُ
وَلَيسَ بِغَيرِ المالِ تَعلو مَراتِبُه
فَإِن زادَ زادَ الناسُ مِنهُ تَقَرُّباً
وَإن قَلَّ يَوماً أَنكَرَتهُ أَقارِبُه
وَصاحَبَنا مَن لا نَوَدُّ عَلى الغِنى
فَلَمّا اِفتَقَرنا لَم نَجِد مَن نُصاحِبُه
إِذا جَفَّ زَهرُ الرَوضِ وَلَّت طُيورُهُ
وَفَرَّت عَنِ الأَغصانِ حَتّى نَواعِبُه
وَلَولا صُروفُ الدَهرِ ما اِشتَدَّ ساعِدي
وَلَم يَتَّقِد عَزمي وَلا اِنقادَ غارِبُه
وَفي النَفسِ ما فيها مِنَ الأَلَمِ الَّذي
يُغالِبُني مَشبوبُهُ وَأُغالِبُه
إِذا كُنتَ فيما تَبتَغي مُتَرَدِّداً
تَهُمُّ بِأَمرٍ تارَةً وَتُجانِبُه
كَثيرَ اِنقِلابِ الرَأيِ في كُلِّ حالَةٍ
فَلَن تَبلَغَ الشَأوَ الَّذي أَنتَ طالِبُه
وَما أَدرَكَ المَنشودَ إِلّا مُواظِبٌ
عَلَيهِ عَنيدٌ ثابِتُ الرَأيِ صائِبُه
طِلابُ الفَتى إِن لَم يَكُن جِدَّ طالِبٍ
أَوائِلُهُ مَخذولَةٌ وَعَواقِبُه
وَقائِلَةٍ حَتّامَ يُنهكُ نَفسَهُ
فَقُلتُ إِلى أَن تَستَقيمَ مَآرِبُه
إِلى أَن يَزولَ العمرُ أَو يُدرِكَ المُنى
ولَو بَلَغَت هامَ النُجومِ مَطالِبُه
وَكَلمى مِنَ الإِجهادِ رَزحى مِنَ العَنا
تَجيشُ بِصَدرٍ شارَفَ اليَأسَ صاحِبُه
أَدَلتُ لَها مِن مَيلِها فَتَقَوَّمَت
وَسِرتُ بِها وَالدَهرُ شَتّى مَصائِبُه
وَحَرَّرتُها مِن رِبقَةِ اليَأسِ وَالوَنى
إِلى أَن رَأَيتُ العَيشَ هانَت مَصاعِبُه
حَلُمتُ فَلَم أُطلِق لِنَفسي عِنانَها
وَما المَرءُ إِلّا حِلمُهُ وَتَجارِبُه
وَلَو لَم يُطَهِّرني الأَسى بِلَهيبِهِ
لَما طابَ لي عَيشٌ وَلا قَرَّ حاصِبُه
تَعِبتُ بِما جاهَدتُ حيناً فَلَم أَخِب
وَهَل تَصقُلُ الإِنسانَ إِلّا مَتاعِبُه
أَرى السَيفَ إِن لَم يُرهِفِ الشَحذُ حَدَّه
وَتَضرِبْهُ كَفُّ القَينِ تَنبُ مَضارِبُه
وَما هَذَّبَتني غَيرُ كُلِّ مُلِمَّةٍ
إِذا نَزَلَت بِالنَهرِ جَفَّت حَوالِبُه
إِذا ما رَأَيتَ الرَوضَ صَحَّت غِراسُهُ
تَيَقَّنتَ أَنَّ الرَوضَ شُقَّت سَباسِبُه
وَلَولا دُموعُ المُزنِ لَم تَضحَكِ الرُبى
وَلَولا اِحتِراقُ الندِّ لَم يَذكُ طائِبُه
وَما وَعَظَ المَغرورَ مِثلُ غُرورِهِ
وَلا هَذَّبَ المَذمومَ إِلّا مَثالِبُه
وَهَل يَبلُغُ المَرءُ القَصيّ مِنَ المُنى
إِذا لَم يَجِد مِن عَزمِهِ ما يُواثِبُه
لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا كَمِبرَدٍ
إِذا حَزَّ أَمراً فَهوَ لا بُدَّ قاطِبُه
وَإِن هُوَ لَم يَعمَل تَأَكَّلَهُ الصَدا
وَضاعَت أَمانيهِ وَخابَت رَغائِبُه
فؤاد بليبل
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/04/17 11:01:30 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com