مَثَّلتُ في بالي هَواها البالي | |
|
| كَالحلمِ فوجِئَ ضَحوَةً بِزَوالِ |
|
قَصرٌ مِنَ الآلِ دَكَّ فُروعَهُ | |
|
| صَحوُ الفُؤادِ وَخَيبَةُ الآمالِ |
|
دَرَسَت مَعالِمُهُ وَغاضَ مَعينُهُ | |
|
| فَكَأَنَّهُ طَلَلٌ مِنَ الأَطلالِ |
|
أَقوَت جَوانِبُهُ وَكُنتُ أَظُنُّهُ | |
|
| سَيَدومُ في حِرزٍ مِنَ الأَهوالِ |
|
فَإِذا بِهِ عَفّى القِلى آثارَهُ | |
|
| وَأَثارَهُ مَلَلاً بِقَلبي الخالي |
|
أَهوى نَعَم أَهوى الجَمالَ وَإِنَّما | |
|
| أَهواهُ حَيّاً لا عَلى تِمثالِ |
|
أَهواهُ عَفّاً لا يُباعُ وَيُشتَرى | |
|
| عَذبَ الشَمائِلِ طاهِرَ الأَذيالِ |
|
وَأَحَبُّهُ في ناظِرَيَّ عفيفُهُ | |
|
| وَبَعيدُهُ عَن ساقِطِ الأَميالِ |
|
ما قيمَةُ الحَسناءِ مِن رَجُلٍ إِلى | |
|
| رَجُلٍ وَمِن حالٍ إِلى أَحوالِ |
|
بِئسَ الجَمالُ تَهَتُّكاً وَتَجَرُّداً | |
|
| مِن كُلِّ عاطِفَةٍ وَطيبِ شِمالِ |
|
وَمَغيظَةٍ أَنحَت عَلَيَّ بِلَومِها | |
|
| قالَت أَسَأتَ إِلى الرُقِيِّ العالي |
|
فَأَجَبتُها ساءَ الرُقِيُّ غِوايَةً | |
|
| وَفَسادَ أَخلاقٍ وَسوءَ خِلالِ |
|
أَوَ كُلَّما ليمَ الفَتى لِنَقيصَةٍ | |
|
| شَنعاءَ بَرَّرَها بِبَعضِ القالِ |
|
لا تَحسَبَنَّ الكَلبَ رِئبالاً إِذا | |
|
| خُلِعَت عَلَيهِ كُنيَةُ الرِئبالِ |
|
حاشا التَمَدُّنُ أَن يُبيحَ عَلى الهَوى | |
|
| عِرضَ الفَتاةِ وَغرَّةَ المِفضالِ |
|
فَتَجَهَّمَت غَضباً وَقالَت لي وَقَد | |
|
| آلَت بِها الأَضغانُ كُلَّ مَآلِ |
|
أَينَ القَديمُ وَأَينَ عَهدُكَ في الهَوى | |
|
| فَأَجَبتُها ما لِلقَديمِ وَما لي |
|
إِنَّ الَّتي عَلِقَت دَمي وَعَلِقتُها | |
|
| رَدَّت عَلَيَّ أَوافِلَ الآمالِ |
|
أَنسَتنِيَ الحُبَّ القَديمَ بِطُهرِها | |
|
| فَوَقَفتُ حالي لِلغَفافِ الحالي |
|