هَجَرتُ القَوافي لا مَلالاً وَإِنَّما | |
|
| رَأَيتُ اِلتِزامَ الصَمتِ أَجدى وَأَسلَما |
|
فَفي النَفسِ أَشياءٌ إِذا ما نَفَثتُها | |
|
| عَلى الطِرسِ عادَت بَينَ جَنبَيَّ أَسهُما |
|
وَما قيمَةُ التَرجيعِ إن لَم يَكُن بِهِ | |
|
| لِساني طَليقاً عَن شُعوري مُتَرجِما |
|
وَما قيمَةُ التَرجيعِ لا خاطِري كَما | |
|
| عَهِدتُ وَلا قَلبي كَما كانَ مُغرَما |
|
وَما قيمَةُ التَرجيعِ يَغمُرُني الأَسى | |
|
| وَيُعوِزُني القَولُ الصُراحُ لِأَنظما |
|
وَما قيمَةُ التَرجيعِ يَنسابُ مَدمَعي | |
|
| وَأَزعُمُهُ مِن شِدَّةِ الصَفوِ قَد هَمى |
|
وَما قيمَةُ التَرجيعِ لا الشِعرُ مُسعِدي | |
|
| وَلا مورِدي إِلّا الأَسى وَالتَأَلُّما |
|
سَكَتُّ سُكوتاً طالَ حَتّى حَسِبتُني | |
|
| عَييتُ أَو اِنَّ القَلبَ مَلَّ التَرَنُّما |
|
فَإِن شاقَني التَرجيعُ قَيَّدتُ خاطِري | |
|
| وَإِن لَم يَسَعني الصَمتُ رَجَّعتُ مُرغَما |
|
حَبَستَ عَنِ التَغريدِ نَفسي سَآمَةً | |
|
| وَكُنتُ بِتَرديدِ الأَغاني مُتَيَّما |
|
وَمَزَّقتُ أَوراقي وَحَطَّمتُ مِرقَمي | |
|
| وَآثَرتُ بَعدَ اليومِ أَن أَتَكَتَّما |
|
تَرَنَّمتُ تَرنيمَ الهَزارِ فَلَم أُصِب | |
|
| سِوى البُؤسِ حَظّاً وَالخَصاصَة مَغنَما |
|
حَسِبتُ القَوافي تُلبِسُ المَجدَ رَبَّها | |
|
| وَما كُنتُ إِلّا مُخطِئاً مُتَوَهِّما |
|
عَلى أَنَّني ما زِدتُها غَيرَ رَوعَةٍ | |
|
| وَما زِدنَني بِالعَيشِ إِلّا تَبَرُّما |
|
إِذا شِئتَ إِدراكَ المَعالي رَخيصَةً | |
|
| فَلا تَكُ قَوّالاً وَلا مُتَعَلِّما |
|
فَما أَنتَ في الدارِ المُقَدّرَةِ الَّتي | |
|
| تُقَدِّسُ فَنّاً أَو تُقَدِّمُ مُلهَما |
|
دِيارٌ إِذا صاتَ الغُرابُ تَبَسَّمَت | |
|
| وَتأبى إِذا غَنّى الهَزارُ التَبَسُّما |
|
وَتَطرَبُ لِلشِعرِ الرَكيكِ إِذا وَهى | |
|
| وَتَزهَدُ في القَولِ البَليغِ إِذا سَما |
|
كَأَنَّ نَعيبَ البومِ أَضحى لِسَمعِها | |
|
| أَحَبَّ مِنَ اللَحنِ الشَجِيِّ وَأَرخَما |
|
وَلَمّا رَأَيتُ الشِعرَ هانَ هَجَرتُهُ | |
|
| وَآلَيتُ لَن أَشدو وَلَن أَتَرَنَّما |
|
أَأُطعِمُهُ قَلبي وَيُهلِكُني الطَوى | |
|
| وَأُنهِلُهُ دَمعي وَيَقتُلُني الظَما |
|
أَأوسِعُهُ سَبكاً وَصَقلاً وَرِقَّةً | |
|
| وَيوسِعُني يَأساً وَنَحساً مُجَسَّما |
|
أَأُرويهِ آماقي وَأرواهُ حَنظَلاً | |
|
| وَأُرعيهِ أَحشائي وَأَرعاهُ عَلقَما |
|
وَما حيلَتي بِالشِعرِ وَالشِعرُ سِلعَةٌ | |
|
| عَلَيها ظَلامُ البُؤسِ رانَ وَخَيَّما |
|
يَقولونَ لي حَزماً وَهُم يَحسدونَني | |
|
| عَلى قَلَمٍ لَولاهُ ما عِشتُ مُعدما |
|
أَحَزماً وَلا أَلقى سِوى الضَنكِ وَالأَسى | |
|
| إِذاً فَاِجتِنابُ الحَزمِ قَد كانَ أَحزَما |
|
إِذا حُسِدَت عَيني عَلى كُلِّ ما تَرى | |
|
| وَلَم تَرَ ما يَحلو فَما أَفضَلَ العَمى |
|