نَدِمتُ لَو يَنفَعُ الغاوي تَنَدُّمُهُ | |
|
| أَو لَو يُخَفِّفُ عَنهُ ما يُؤَلِّمُهُ |
|
أوتيتُ حَظّاً سَعيداً ما حَفلتُ بِهِ | |
|
| وَكُلُّ مَن يَزدَري بِالحَظِّ يُعدمُهُ |
|
وَكَم نُصِحتُ وَلَكِنَّ الهَوى قَدَرٌ | |
|
| أَصَمَّ سَمعي وَأَعماني تَضَرُّمُهُ |
|
رَمى بِنَفسِيَ مَرمىً كُلُّهُ عَطَبٌ | |
|
| وَزاغَ بي عَن طَريقِ البُرءِ مَسقَمُهُ |
|
وَبُلبُلٌ ناحَ في أَفنانِهِ سَحَراً | |
|
| أَثارَ وَجدي وَأَشجاني تَرَنُّمُهُ |
|
شَدا عَلى الغُصنِ صَدّاحاً فَذَكَّرَني | |
|
| عَهداً سَقاهُ مِنَ الوَسمِيِّ أَكرَمُهُ |
|
عَفا وَما زالَ في قَلبي لَهُ أَثَرٌ | |
|
| الشَوقُ يَبنيهِ وَالحِرمانُ يَهدِمُهُ |
|
ما زِلتُ أَلهو وَثَغرُ الحَظِّ مُبتَسِمٌ | |
|
| حَتّى غَدَوتُ وَلا يُرجى تَبَسُّمُهُ |
|
إِنَّ الَّذي كانَ قَبلَ الآنَ يوصِلُهُ | |
|
| مِن أَحبُلِ الصَفوِ باتَ اليَومَ يَصرِمُهُ |
|
رمى فُؤادي بِسَهمٍ صارِدٍ وَلَقَد | |
|
| كانَت تَقيني عَوادي الدَهرِ أَسهُمُهُ |
|
أَصابَ جُرحَينِ جُرحاً غَيرَ مُلتَئِمٍ | |
|
| وَثانِياً كادَتِ الأَيّامُ تُلئِمُهُ |
|
أَيُستَساغُ عَذابي في الوَرى عَطَشاً | |
|
| وَالماءُ مُنبَجِسٌ حَولي وَأُحرَمُهُ |
|
وَتَستَحِلُّ اللَيالي أَن تُجَشِّمَني | |
|
| ما يَهونُ عَلى مِثلي تَجَشُّمُهُ |
|
كَفى بِقَلبي شَقاءً ما يُساوِرُهُ | |
|
| وَحَسبُهُ أَنَّهُ قَد ضاعَ مُعظَمُهُ |
|
لَولا بَقِيَّةُ آمالٍ بِجانِبِهِ | |
|
| لَقيلَ ماتَ أَسىً وَاللَهُ يَرحَمُهُ |
|
طَغَت عَلَيهِ مِنَ الأَحزانِ طاغِيَةٌ | |
|
| أَودَت بِهِ وَمَحَت ما كانَ يَرسُمُهُ |
|
وَعَلَّمَتهُ اللَيالي وَهيَ مُدبِرَةٌ | |
|
| ما لَم يَكُن زَمَنَ الإِقبالِ يَعلَمُهُ |
|
إِن لَم يَكُن لِلفَتى في كُلِّ مُنقَلَبٍ | |
|
| مِن نَفسِهِ عاصِمٌ لا شَيءَ يَعصِمُهُ |
|
فَلا القَريبُ بِمَأمولٍ تَقرُّبُهُ | |
|
| وَلا الكَريمُ بِمَرجُوٍّ تَكَرُّمُهُ |
|