عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > فؤاد بليبل > لا يَأمن الناسَ مَن قَلَّت تَجارِبُهُ

مصر

مشاهدة
1338

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لا يَأمن الناسَ مَن قَلَّت تَجارِبُهُ

لا يَأمن الناسَ مَن قَلَّت تَجارِبُهُ
فَاِبعُد عَنِ الناسِ وَاِحذَر مَن تُصاحِبُهُ
وَلا يَغُرَّكَ ثَغرٌ رَقَّ مَبسمُهُ
فَأَعطَبُ البيضِ ما رَقَّت مَضارِبُهُ
كُن مِن مَناقِبِ مَن آخاكَ مُحتَرِساً
فَرُبَّما اِنقَلَبَت شَرّاً مَناقِبُهُ
لا يَخدَعَنَّكَ صافٍ مِن مَوَدَّتِهِ
فَقَد يَغصُّ بِصافي الماءِ شارِبُهُ
وَهيَ المَظاهِرُ كَم غَرَّت أَخا رَشَدٍ
فَضَلَّ وَهوَ سَديدُ الرَأيِ صائِبُهُ
ما كُلُّ ما ذابَ لُطفاً راقَ مُختَبِراً
وَساغَ طَعماً فَشَرُّ السُمِّ ذائِبُهُ
كَم أَومَضَ البَرقُ فَاِفتَرَّت مَباسِمُهُ
حَتّى إِذا ما اِنقَضى اِربَدَّت سَحائِبُهُ
لا يَجذِبَنَّكَ حُسنٌ قَبلَ تَجرِبَةٍ
أَو لا فَلا غَروَ إِن أَرداكَ جاذِبُهُ
فَرُبَّ غِمدٍ بَديعِ الشَكلِ ضُمَّ عَلى
فُلولِ سَيفٍ كَسيرٍ فُلَّ غارِبُهُ
دَعِ المَظاهِرَ لا تُؤخَذ بِرَونَقِها
فَلا يُقاسُ بِحُسنِ الثَوبِ صاحِبُهُ
فَقَد يَكونُ عَدُوّاً مَن وَثِقتَ بِهِ
وَقَد يَكونُ صَديقاً مَن تُجانِبُهُ
وَلا دَوامَ لِحالٍ لا تَحولُ فَمَن
يَرجُ الدَوامَ فَقَد خابَت رَغائِبُهُ
إِذا رَأَيتَ اِبتِسامَ الفَجرِ مُؤتَلِقاً
فَثِق بِأَنَّ عُبوسَ اللَيلِ عاقِبُهُ
فَما اِنجَلى الأُفقُ وَاِبيَضَّت صَحائِفُهُ
حَتّى تَجَهَّمَ وَاِسوَدَّت جَوانِبُهُ
وَما خَليلُكَ مَن يُرضيكَ حاضِرُهُ
إِنَّ الخَليلَ الَّذي يُرضيكَ غائِبُهُ
وَلا تُحارِب أَليفَ البُخلِ إِنَّ لَهُ
مِن بُخلِهِ كُلَّ يَومٍ ما يُحارِبُهُ
فَهوَ الدَفينُ وَإِن سارَت بِهِ قَدَمٌ
وَهوَ الذَليلُ وَإِن عَزَّت مَناصِبُهُ
وَهوَ الفَقيرُ وَإِن لَم تُحصَ ثَروَتُهُ
وَهوَ الضَعيفُ وَإِن طالَت مَخالِبُهُ
وَلا يَغُرَّنكَ ما يَحويهِ مِن وَرِقٍ
وَمِن نُضارٍ فَإِنَّ اللَهَ سالِبُهُ
تَشابَهَ الخَلقُ طُرّاً في خَلائِقُهُم
فَكُلُّهُم زائِفُ الإِخلاصِ كاذِبُهُ
وَأَشكَلَ الأَمرُ حَتّى حِرتُ في زَمَنٍ
أَثارَ سُخطي وَنابَتني نَوائِبُهُ
فَلا أَقامَت عَلى عَدلٍ قَواعِدُهُ
وَلا اِستَقَرَّت عَلى ظُلمٍ مَذاهِبُهُ
تَنَكَّرَت بِجُلودِ الأُسدِ أَكلُبُهُ
وَأَظهَرَت غَيرَ ما تَخفى عَقارِبُهُ
وَما نَواعِبُهُ إِلّا صَوادِحُهُ
وَما صَوادِحُهُ إِلّا نَواعِبُهُ
قَدِ اِستَوى فيهِ عاديهِ وَعادِلُهُ
حَتّى كَأَنَّ بَغاياهُ رَواهِبُهُ
فَبِتُّ أَسأَلُ إِمّا حازَ بي نَفَرٌ
أَهم ضَياغِمُهُ أَم هُم ثَعالِبُهُ
وَزادَ شَكّي بِذي القُربى وَعِفَّتِهِ
أَضعافَ ما زادَ فيمَن لا أُقارِبُهُ
وَكَم مَرَرتُ بِذِئبٍ خِلتُهُ حَمَلاً
حيناً مِنَ الدَهرِ حَتّى بانَ جانِبُهُ
أَغراهُ مِنِّيَ أني لا أُفاتِحُهُ
بِما عَلِمتُ وَأَنّي لا أُعاتِبُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ مَن أَرعى مَوَدَّتَهُ
تَنالُ مِنّي عَلى نَأيٍ مَثالِبُهُ
حَتّى تَبَيَّنَ لي أَنّي عَلى خَطَأٍ
وَأَنَّ رائِدَ مَن يَهوى مَآرِبُهُ
وَحُبُّ كُلٍّ عَلى مِقدارِ حاجَتِهِ
يَزدادُ حُبّاً إِذا اِزدادَت مَطالِبُهُ
فَإِن رَأَيت نَزيهاً في مَوَدَّتِهِ
فَقل هُوَ الدَهرُ قَد جَلَّت عَجائِبُهُ
فؤاد بليبل
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/04/17 11:29:53 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com