قُم حَيِّ مِصرَ وَحَيّ في ذاكَ الحِمى | |
|
| زُمَراً عَلى وِردِ المَكارِمِ حُوَّما |
|
عُصَبٌ مِنَ الشُبّانِ قَد أَمِنَت بِهِم | |
|
| نُوَبَ الزَمانِ إِذا الزَمانُ تَجَهَّما |
|
مُتَحَفِّزونَ لِكُلِّ كارِثَةٍ إِذا | |
|
| عَزَّ التَخاطُبُ وَالحَديدُ تَكَلَّما |
|
مَلَأَ الرَجاءُ قُلوبَهُم في مَوقِفٍ | |
|
| فَرَغَ الرَجاءُ بِهِ فَصارَ تَبَرُّما |
|
وَتَوَثَّبوا قُدُماً إِلى غاياتِهِم | |
|
| نِعمَ الشَبابُ تَوَثُّباً وَتَقَدُّما |
|
صَهَرَ الطُموحُ قَلوبَهُم بِلَهيبِهِ | |
|
| وَأَقامَ مائِلَ عودِهِم فَتَقَوَّما |
|
هُم عُدَّةُ الوادي وَخَيرُ حُماتِهِ | |
|
| أَمّا الأُلى أَلِفوا الخُنوعَ فَهُم دُمى |
|
وَإِذا الخُطوبُ تَفاقَمَت كانَت بِمَن | |
|
| صُهِرَت نُفوسُهُم أَبَرَّ وَأَرحَما |
|
وَالرُزءُ مَدرَسَةُ الجِهادِ وَنارُهُ | |
|
| نورٌ إِذا لَيلُ المَصائِبِ أَظلَما |
|
وَالرُزءُ جامِعَةٌ إِذا ما خَرَّجَت | |
|
| شَعباً أَعَدَّتهُ كَريمَ المُنتَمى |
|
يا أَيُّها الشُبّانُ هَذا يَومُكُم | |
|
| أَنتُم حِمى الوادي وَأَشبالُ الحِمى |
|
كونوا لِهَذا الجيلِ أَسمى قُدوَةٍ | |
|
| وَلِذَلِكَ النَشءِ الكَريمِ مُعَلِّما |
|
وَتَذَرَّعوا بِالمَكرُماتِ وَحَقِّقوا | |
|
| بِكُمُ الظُنونَ وَكَذّبوا المُتَهَجِّما |
|
لا تَخلَعوا ثَوبَ الشَجاعَةِ وَاِسكُبوا | |
|
| دَمَكُم عَلى جُرحِ الكِنانَةِ بَلسَما |
|
لَبّوا نِداءَ بِلادِكُم وَتَقَدَّموا | |
|
| لا عاشَ فيكُم مَن دَعَتهُ فَأَحجَما |
|
وَتَذَكَّروا شُهَداءَكُم وَتَقَيَّضوا | |
|
| آثارَ مَن بِالروحِ جادَ تَكَرُّما |
|
أَيّامَ هَبّوا لِلجِهادِ وَكُلُّهُم | |
|
| أَمَلٌ وَإيمانٌ سَما فَاِستَحكَما |
|
مُتَضامِنينَ عَلى النِضالِ فَما تَرى | |
|
| إِلّا مَسيحِيّاً يُؤازِرُ مُسلِما |
|
هَشَّ المُقَدِّسُ لِلمُؤَذِّنِ داعِياً | |
|
| وَحَنا الهِلالُ عَلى الصَليبِ مُسَلِّما |
|
وَمَضى الجَميعُ إِلى الجِهادِ تَخالُهُم | |
|
| أُسداً عَلى تِلكَ العَرينَةِ قُوَّما |
|
زَعَموا الحَديدَ عَلى الوَعيدِ يَرُدُّهُم | |
|
| عَن عَزمِهِم يا ساءَ ذَلِكَ مَزعَما |
|
وَتَعَجَّبوا يَومَ الجِهادِ وَقَد رَأَوا | |
|
| أَنَّ الحَديدَ عَلى الشَبابِ تَحَطَّما |
|
مَدّوا إِلى العَلياءِ مِن أَجسادِهِم | |
|
| سَبَباً وَمِن جُثَثِ الضَحايا سُلَّما |
|
وَبَنَوا عَلى الأَشلاءِ مِن شُهَدائِهِم | |
|
| مَجداً رَفيعاً قَد أَظَلَّ الأَنجُما |
|
وَسَقَوهُ مَسفوكَ النَجيعِ عَلى الصَدى | |
|
| وَالمَجدُ يَنبُتُ حَيثُ ترويهِ الدِما |
|
وَالدَهرُ هَدّامُ الصُروحِ وَصَرحُهُم | |
|
| هَدَمَ الزَمانَ وَقَد أَنافَ عَلى السَما |
|
شُفِعَ الحَديدُ بِعَزمِهِم مِن بَعدِ ما | |
|
| كانَت شَفاعَتُهُم لَعَلَّ وَرُبَّما |
|
وَمَضَوا فَلَم يُهزَم لَهُم جَلَدٌ وَمَن | |
|
| كانَ الحَديدُ نَصيرَهُ لَن يُهزَما |
|
وَلَرُبَّ رامٍ لَو رَأى مِن خَصمِهِ | |
|
| بَأساً لَما راشَ السِهامَ وَلا رَمى |
|
ما المَجدُ كُلُّ المَجدِ إِلّا لِاِمرِئٍ | |
|
| نَدبٍ أَهابَ بِهِ الإِباءُ فَأَقدَما |
|