عهودي رماها بالقطيعة ريمُ |
وإني لمطلوب الوصال غريمُ |
بلا ريبة أضمرتُ في حبه التقى |
وربي بأسرار الضمير عليمُ |
يناجيه في وقت التجلي اجابةً |
لدعواه من طور الفواد كليمُ |
بديع محياه وطيب حديثه |
لعيني وروحي جنةٌ ونعيمُ |
تحوَّل عني بالمحبة للسوى |
واني على حفظ الوداد قيم |
فخاصمني نومي وصاحبَ جفنه |
ووجدي به قد صح وهو سقيم |
له اللَه معشوقاً فنيتُ به ولم |
تزل مهجتي تصبو لهُ وتهيم |
يحاربني ظلماً بمعوج صدغه |
على ان رمح القد منه قويم |
عتبت عليه بالصدود فقال لي |
عتابك يا هذا عليَّ أليمُ |
فكل محب عاب يوماً حبيبهُ |
بحادثة الهجران فهو مليم |
وهل يسلم الإنسان من ثلب عائبٍ |
فقلت الأمير ابن الشهاب سليمُ |
أمير لأشتات الفضائل جامع |
ومحيي عظام الشعر وهي رميم |
أمير قد استولى على ملك مجده |
وليس لهُ فيهِ سواه قسيم |
أمير لهُ جاهٌ وجيهٌ وانهُ |
عفوٌّ على من سأَه وحليم |
تطوف على الأسماع سيرته كما |
يطوف بأقداح المدام نديم |
لقد علمته أريحيةُ طبعه |
مزايا بها وجه الثناءِ وسيم |
واصبح فينا يُشبه الغيثَ جودُهُ |
به أخضرَّ نبت الحظ وهو هشيم |
تهزُّ بهِ الأفكار للمدح صارماً |
صقيلاً به انف الحسود صريم |
لهُ همة ينحطُّ عن قدرها السها |
ورأي بحل المشكلات زعيم |
وأَقرب ما يرجوه في حلبة العلا |
يُقصِرعنهُ بالسباق لَطيم |
خبير بأحوال الزمان وفضلهُ |
شهير وبحر العُرف منهُ عميم |
به أنجبَ العصر الجديدُ لأَهلِه |
وعن مثلهِ بين الأنام عقيم |
حديث معاليه صحيح وأصله |
بكل اعتبار في الوجود قديم |
يمر عليه الخطب لازال سالماً |
فيصغر في عينيه وهو عظيم |
إلى مدحه دوماً تحن جوارحي |
كما حنَّ يوماً للرضاع فطيم |