عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > قسطندي داود > لعمرك إن تهذيب البنات

مصر

مشاهدة
527

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لعمرك إن تهذيب البنات

لعمرك إن تهذيب البنات
على الأهلين رأس الواجبات
فذلك محور العمران حقاً
وعمران الورى بالأمهات
كمحور أرضنا أبدا عليه
يدور نظام كل الكائنات
فتثقيف الفتاة عليه تبنى
مسرات الفتى والعائلات
وقد ولت عصور عُدّ فيها
إنارة ذهنها كالمنكرات
وجاءت غيرها فيها شهدنا
نساءً في المعارف نابغات
وكم صعدت إلى الأوج ارتقاءً
فتاتك يا أبا المتعلمات
إذا ما خاطبتنا فهي بحر
تدفق بالنصائح والعظات
فكم منها سمعنا في حديث
لنا يحلو دروساً بالغات
وكم منها مقالات قرأنا
بدت كلآلىء متلألئات
وكم منها وجدنا كل عون
وأوثق من نريد من الثقات
ونوراً مثل نور البدر تمحو
أشعته غياهب داجبات
يكاد ذكاؤها من قبل سؤل
يجيبك عن مسائل معضلات
وكم حلت بمعرفة وفهم
مشاكل أصبحت كالمعجزات
هي النصف الذي لا بد منه
لذاك إليه وجهت التفاتي
إذا قدروا ابنة الماضي بحسن
فبنت اليوم تقدر بالحصاة
فليس جمالها الفتان يكفي
وليس الكل يعشق فاتنات
وليس بهم شاب اليوم سحر
سباه من لحاظ ناعسات
ولا قد رشيق ماس تيها
يريك إذا انثنى لين القناة
ولا الطلعات كالأقمار تعلو
غصوناً زاهيات زاهرات
ولا صفحاتها أزرت بورد
قطفنا من رياض ناضرات
فجل رجال هذا العصر قوم
أفاضل يعشقون الفضليات
فإن العلم مقروناً بحسن
لخير محاسن في الآنسات
وهل يجدى الجمال بلا علوم
تزين لنا عقول الوالدات
إذا زان البنات العلم ألفى
بنو الفتيات خير مربيات
وإن فات النسا الآداب فاعلم
بأنك بين شر مدبرات
كنوز الأرض إن غدقت عليها
وكانت كالغيوث الهاطلات
فلا مال يفيد ولا كنوز
بكفّ غبية في الغانيات
يدول الحسن والآداب تبقى
بقاء الصالحات الباقيات
فدولتها تدوم بلا فناء
ولم تذعن لحكم الفانيات
فعلم الشاب مكرمة وفضل
وعلم البنت خير المكرمات
إذا عدمت فتاة القوم مالا
ففي التعليم كنز للفتاة
وإن حكم الملوك ففي بيوت
نساء هنّ خير الحاكمات
تدير الأم مملكة ببيت
كملك في أيادي المالكات
ومن نعم الإله على عباد
إن اختاروا النساء مثقفات
سياستهن قوِّمت اعوجاجاً
وللأزواج قمن معاونات
فطوبى للذي قد طاب نفساً
بإحدى الكاملات المصلحات
على أن السياسة دون ريب
تسوءُ إذا ابتليت بجاهلات
ولست أعد من أرهقن بعلا
ونغصن الحياة مهذبات
مطالبهن شتى ليس تحصى
فهن الملحقات بلاحقات
إذا قُضيت فكم متجددات
سواها دون أي مبررات
وإن رُفضت فيا لشقاء بعل
أبي إرضاء إحدى المسرفات
وذلك حظ أزواج اللواتي
من التعليم بتن مجردات
ولم يألفن منذ العرس إلا
ملاقاة الحليل بقول هات
ومن غيظ ضحاياهنّ قالوا
كفاك الله شر مبذرات
وكم خربت ديار عامرات
بتبذير فصارت خاويات
وكم من حادثات أحدثتها
نساء بالعقول القاصرات
رؤوس من علوم خاليات
وما يحوين غير الترهات
لو العرفان نوّرها لكانت
نجوم سعادة في العائلات
متى يزهو لنا عهد سعيد
تعم علومه كل الجهات
وتنتشر المعارف في ربوع
حباها الله أنواع الهبات
وظللها بانعمه فكانت
لمصر كالظلال الوارفات
وكم زعموا العلوم تسيء خلقا
وتفسد في الخدور مخدرات
وذا أفك رواه لنا جهول
ولا تحفل بأقوال الرواة
فكم ربات علم حاصنات
رأيت وفاضلات طاهرات
وقد حسنت خلائقهن لما
تخذن العلم درع السيدات
وطالعن الأوامر والنواهي
بآيات الكتاب البينات
أزلن غشاوة عن عين أم
رأت أنوارهن الباهرات
وكم من آنسات صالحات
قد استأصلن عار الفاسدات
وكل أدركت منهن شأواً
رفيعاً مثل بعض الكاتبات
وشاعرة إذا هزت يراعا
أرتك بديع نسج الشاعرات
وكم نظمت قريضا مثل در
يُصاغ قلائداً للناظمات
ولا ننسى من الخنسا رثاء
ومن ليلى قصائد خالدات
ولا ننسى اللواتي قمن فينا
بتهذيب الورى كمعلمات
ومن شرقا وغربا في فنون
برعن فكن خير البارعات
خطبن على المنابر مرشدات
إلى سبل الهداية هاديات
وكم جاب البسيطة سائحات
أفدن مواطناً ومواطنات
وكم طارت على الأرجا نساء
يبارين الطيور محلقات
وكم عالجن اسقاما بلطف
يداوي وحده كممرضات
ولم أذكر سوى نزر فباقي
مآثرهن ملء مجلدات
إذا ما رمت تعرف نابغات
فقم واقرأ لهن مؤلفات
أجل بدت النساء بأفق علم
شموساً مشرقات ساطعات
معارفهن للآنام سالت
فأروت ظامئين وظامئات
وصارت كالمناهل فائضات
لكل بل بحوراً زاخرات
وكنّ لنا مثالا في ثبات
وفوز الناس ينشأ من ثبات
وليس بغيره نرجو فلاحا
ولا نجني ثمارا يانعات
وتفقه بنتنا بالعلم دينا
يضيء سبيلها كالنيرات
وتدرك ما عليها من فروض
تقوم بها وتترك حب ذات
ويردعها عن الآثام تقوى
تحض على العبادة والصلاة
وإسداء المبرة والزكاةِ
وإيلاء المراحم والصلات
فيحنو قلبها عطفاً على من
قد استجدى الحسان من العفاة
ويحدو الدين بالفتيات ألا
يملن إلى طريق الناقصات
بها العثرات أسقطت اللواتي
تبعن العاثرات الساقطات
يهون الأمر في بدء ولكن
مغبته زفير تنهدات
معاشرة الألى عاثوا فساداً
من الأشرار شر معاشرات
فما حال الصبايا مع بغايا
بمعولها الفضائل هادمات
سفرن وإنما متجردات
من الأخلاق لا كالسافرات
ففي كل الأزقة عاريات
يسرن ورائحات غاديات
وكم أعضاء قد برزت بروزاً
يريك من الفضائح مخجلات
يحث الدين كل ذوات لب
على استهجان تلك المخزيات
يزدن كرامة بكسا وقار
أجلّ كرائماً متسربلات
وكم عادات انتقلت كعدوى
إلينا من عصور خاليات
أضاعت ما لنا من غير جدوى
سوى إشباع بعض الماكرات
كزار قد أقيم له احتفال
حوى من نسوة القوم المئات
فتملأ بيتنا الهادي ضجيجاً
دفوف في أيادي الناقرات
يدور هناك ما يدريه كل
وأخجل أن أسطر شائنات
خرافات جعلن نساء مصر
لدى أهل الحجى متقهقرات
ولكن كل فضلى لا تبالي
بتلك المضحكات المبكيات
فبالتهذيب تنبذ ما تراه
قبيحا فعله نبذ النواة
وبالتثقيف تعرف ما عليها
لزوج أو بنين أو لدات
تشاطر بعلها وتذوق معه
هنا أو شقاء في الحياة
وللزوجين وفقهما اغتباط
يجل عن النعوت أو الصفات
فشر العيش بينهما شقاق
يلازم صاحبيه إلى الممات
وخير العيش في ظل إتفاق
وصفو مع عقائل عاقلات
فلا تأمل صفاءً أو رفاءً
بلا علم صحيح للبنات
قسطندي داود
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/04/25 01:03:58 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com