عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > محبوب الشرتوني > عرب الحجاز تحيَّة وسلام

لبنان

مشاهدة
768

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عرب الحجاز تحيَّة وسلام

عرب الحجاز تحيَّة وسلام
بكت العراق مصيرها والشام
صرف الغزاة الخيل عن فلواتكم
ورأوا جنان البقعتين فحاموا
والنيل أزبد في اللجام وقد رأى
حنك الحجاز وليس فيه لجام
أفما يكف عن الشآم لطامع
وعن الكنانة والعراق زحام
إن الثلاثة لو علمتم وحدها
ركن البناء إذا البناء يقام
يا أمة العرب استباحك معشر
ما إن عليهم بل عليك ملام
لم تجن أسيفهم عليك وإنما
العيسوية فيك والإسلام
هاتيك تبسط للفرنجة باعها
هرباً وذاك جواره إيلام
أخلت أماكن فيك لم يك فوقها
لدم الضعيف وللدموع سجام
شتَّى الجرائم لا تزال جديدة
لا اللسن تطمسها ولا الأقلام
إن التعصب للرسول محمد
هو في صدور المسلمين سقام
وعلى وجوه نسائهم من نسجه
وعلى عقول رجالهن لثام
سكنت يفاع الأرز عندك عصبة
غسان بعض أصولها وجذام
يا طالما والعيسوية ذنبها
كانت جفاء المسلمين تسام
عربية النزعات إلا أنها
ظلمت فإن نفرت فليس تلام
المسلمون العرب إخوان لها
فإذا يضام المسلمون نضام
الشرق والإسلام مسقط راسها
لا الشرق منتقل ولا الإسلام
نبغت فمن شعرائها شهب الدجى
صعدا ومن علمائها الإعلام
أبناؤها في غابر أو حاضر
فوق الأكام الباذخات أكام
علياؤهم في العلم عندك والحجى
هي بعلبك ومجدهم أهرام
لم تسمحين لهم بهجرك والغنى
فوق السهول وتحتهن ركام
ما بين شاهقهم وسهلك دونهم
سور من القرآن ليس يرام
عزت بهم لغة العشيرة أينما
ضربوا بأطراف الوجود وهاموا
قف نبك من عرب المشارق دولة
هي في الممالك ذروة وسنام
ونف الذمام لدارسات رسومها
إن البكاء على الرسوم ذمام
ونسائل الأطلال كيف تهدمت
جدران عرش القوم وهي ضخام
فتحوا الفتوح مشارقاً مغاربا
والنصر طوع والزمان غلام
كانت فرنسة من مرابط خيلهم
والهند من أطماعهم وسيام
قف نسأل الزوراء أين سيادة
شماء رضوى دونها وشمام
أين الأعنة والأسنة والظبي
فيها وأين الكر والأقدام
عبث الفساد بها وبعثر ملكها
لا الترك بعثرها ولا الأعجام
ومض بجامعة العشيرة فانطوت
أعلامها وتمزق الأقوام
اذكرت عهدا كنت فيه منارة
والكون حولك ظلمة وقتام
أيام هارون الرشيد على الذرى
ملك يهز الخافقين همام
بشّار تسبح في فضائك روحه
وابن المقفع في ثراك ينام
ذكرتك الوية العروش فاطرقت
والجالسون على العروش فقاموا
يامسرح الأرام كيف تحولت
عنك العيون وحالت الأرام
أيقظت في ابن الجهم قلبا نائما
وجنى على ابن زريق فيك غرام
فعلى الرصافة وألمها وعيونها
وعلى بدور الكوخ فيك سلام
مجد العلوم هو الحقيقة كلها
والمشرفية مجدها أوهام
صغرت من المهدي نخر عظامه
وعظام بشار بن برد عظام
قالوا إذا ما الحرب أغمد سيفها
للعرب من درك العثار قيام
فإذا بأضواء البروق كواذب
وإذا بمربد السحاب جهام
يتقاسمون من البلاد عراصها
والقاطنين كأنهم أنعام
إن الحدائق لا سياج يحوطها
تزري بيانع غرسها الأقدام
وأمر من زحف الفرنج على الحمى
زحف اليهود وأنه لجسام
غاصوا بخاصرة البلاد كأنما
الغائصون خناجر وسهام
أو ما كفى الأقسام بين قطينها
في الدين حتى زادت الأقسام
تخشى فلسطين الأذاة لأجلها
عاد الصليب وعادت الألام
حكم المسيح على اليهود بهجرها
أتعود تنقض حكمه الأحكام
ما إن يكون لاعجم متمرد
بين الكنانة والشآم مقام
فلسوف يخرج من معد طيطس
الدور موطئ خيله والهام
صبرا دمشق هو الخريف وفي غد
يرد الربيع فتبسم الأكام
إن الوصاية حين أهلك في دجى
شمس تضيء بنورها الأفهام
ما للأمير يهز عندك سيفه
السيف لو علم الأمير كهام
أفتى الحجاز فتى الشام كليهما
أمر القضاء وأمره الزام
صافح فرنسة يبق عرشك راسخا
لا جور في يدها ولا إرغام
الأمن حول ظبي فرنسة الردى
والحمد حول صفاتها لا الذام
ما إن تفوز بدولة عربية
لا العلم يدعمها ولا الصمصام
إن قلت عدل فالشريعة هزأة
أو قلت حق فالدليل عقام
العدل حيث هو المهند مشرع
والحق حيث هو الخميس لهام
والمستقل من الشعوب وراءه
ملء الطريق جماجم وعظام
يا ابن الكواكب من أئمة هاشم
النقض طوع يديك والإبرام
لك من قريش في القبيل زعامة
ومن النبوءة مقود وزمام
فابدأ بفصل الدين عن شرع الورى
تبع الإمام إذا يسير أمام
شاد العروش الدين قبل فلم يكن
للدين في أحكامهن دوام
كيف السبيل إلى الحياة ولم تزل
عرض السبيل مآذن وعمام
رصّ الأساس على الحقائق إنما
للعرش أغمية غدا ودعام
فلسوف يبعث معشر العرب الألى
في الكهف تحرسه السماء نيام
وإذا الهلال رأته عينك ناقصا
لا تيأسنّ فللهلال تمام
مجد الفرنج رواية في ملعب
ولكل مجد بدأة وختام
فسينقضي استعمارهم وستنتهي
أدوارهم ولكل صيف عام
من شاسع الأقطار دمعة شاعر
في جانحيه على البلاد ضرام
للحب صيغ وللصبابة قلبه
ومن القلوب حجارة ورغام
فلئن دعاك مخطّئا أو منذرا
فالحب قصد والإخاء مرام
هو في رياض الشام بلبل شعرها
والهادلون على الغصون حمام
هبطت إليه من لسماء فحازها
ذهبية الخطرات والإلهام
إن شئت تعرفه فدونك رسمه
خير الرسوم كتابة وكلام
قالوا تحب العرب قلت أحبهم
يقضي الجوار عليّ والأرحام
قالوا لقد بخلوا عليك أجبتهم
أهلي وإن بخلوا عليّ كرام
قالوا الديانة قلت جيل زائل
ويزول معه حزارة وخصام
ومحمد بطل البرية كلها
هو اللأعارب أجمعين إمام
قالوا البداوة قلت أطهر عنصر
صفت النفوس هناك والأجسام
الأريحية والشهامة والندى
في الأرض حيث أيانق وخيام
قالوا الشآم فقلت رؤية وجهها
كنز ولثم ترابها أنعام
وطن لنا ذكراه نفحة عنبر
وحديث عودتنا إليه مدام
أرض المهاجر نحن في جنباتها
ريح تسير لغاية وغمام
وإذا تمر بقرية عصفورة
فعلى السطوح وقوفها إلمام
نسمات واديها وعزلة عشها
ومروجها وسماؤها أحلام
محبوب الشرتوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/05/07 12:50:08 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com