ألمٌ يذيب حشاشتي فأقاسي |
هل من طبيبٍ في حماكِ يوآسي |
زين المدائن والعواصم إن تكن |
طالت مفارقتي فلستُ بناسِ |
تلك السوانح فيكِ وهي قليلة |
هي سكر خمرٍ أو لذيذ نعاسِ |
يا للحسان الحور فيك غوازيا |
بالغنج غنج العابث المتقاسي |
وبأعينٍ نجلاء أندلسيةٍ |
عربية الأوتار والأقواس |
ما أقصر الأيام عندكِ تنقضي |
بين البشاشة منكِ والإيناسِ |
قل للذي فقد الديار وعطفها |
هذي ديار غير ذات شِراسِ |
أجعل بها مرسى حياتك إنما |
للماخرات من النفوس مُراسي |
أرضٌ يفيض النفط من جنباتها |
يجري بأثمن من ركام الماس |
كالحبر أو كالحقد أسود كامنٌ |
في الترب منطبع على الأحساس |
لك يا ابنة الغد في غدٍ نبل المنى |
معسولةً ومحاسن الأعراس |
ما كان أصدقها لقومكِ ثورةً |
شادت لهم وتشيد فوق أساس |
المستريح من الشعوب وراءه |
ملء الديار منادبٌ ومآسي |
كانت ولم تزل الشعوب يهزّها |
جنفُ المسيطر والمسيطر قاس |
سيلٌ من الأحرار يجرف ما بنى |
فوق الفساد مدبر وسياسي |
ديست صوالجة الملوك وحطمت |
تحت النعال أرائكٌ وكراسي |
كم في القبائل من كليبٍ إنما |
كم في الفوارس من قنا جسّاس |
ما دام لا يجد الضعيف سعادةً |
فالخلق في قلق وفي وسواس |
ليت الذي قسم السعادة والغنى |
وزع القسائم في صفوف الناس |
للضاد فيك وللشآم عصابة |
هي من أشعَّة ذلك النبراس |
هلا أبحتِ لهم إناءك أنه |
ملآن من معنى الحياة لحاس |
ما بين أمك لو ذكرتِ وشرفهم |
ذاك التعارف في العلى والباسِ |
أيام أمضت ي الجزيرة أمرها |
أقلامُ جلَّق أو عمامة فاس |
فلقت هنالك غزوةٌ عربيّةٌ |
غلس الحياة لراقب الأغلاس |
طلعت يفيض الأمن من حول سيوفها |
والعلمحول عمائم السوّاس |
فتحٌ عليه من العدالة مسحةٌ |
لبني أميَّة أو بني العبّاس |
ذهبت باندلس الجوائح وانطوى |
علمٌ على الحمراء ثمّة رأس |
ما زال في أخلاقكم ولسانكم |
ما كان في قِدمٍ لغير أناسِ |
آتيك عاصمة البلاد تنقلاً |
يا ليت أجنحة الطيور لباسي |
داءٌ وَكلت غلى الأساة علاجه |
وشقاء قلبٍ ما له من آسِ |
فإذا أموت فإنَّ في حفر الثرى |
كل الشفاء لموجع ومقاسِ |
هذي تحيَّة شاعر نفاته |
هي في المجالس حمرةُ الجلاسِ |
رمت الحوادث بي ولست مخيراً |
في حيث لا قلمي ولا قرطاسي |
من ليس يفهمني فكيف يحبني |
إن المحبَّة فكرةٌ في الراسِ |