شعرٌ صرِيعٌ والبيانُ قتيلُ | |
|
| فمَصَانِعُ القَولِ البديعِ طُلُولُ |
|
وزُهورُ بُستانِ المعارِفِ ذُبَّلٌ | |
|
| وكواكِبُ الخلقِ العظِيمِ أُفُولُ |
|
الشَّرقُ يبكِي شامُهُ وعراقُهُ | |
|
| ومدامِعُ الغربِ العَمِيدِ سُيُولُ |
|
يتسارَعُون إِلَى الكِنانَةِ خُشَّعاً | |
|
| فَمُصَابُهَا بين الشُّعُوبُ جَليلُ |
|
ثكلَى علَى شوقِي تشُقُّ جُيُوبَها | |
|
| أهرامُها وصعِيدُها والنِّيلُ |
|
دَارُ النِّيَابَةِ فِي مُروطِ حِدَادِهَا | |
|
| نُوَّابُها ومَلِيكُها والجِيلُ |
|
مَلِكُ الكَلامِ نظيمِهِ وَنَثِيرِهِ | |
|
| عرشُ القريضِ منكَّسٌ مخذُولُ |
|
هل في العصابَةِ مَن عَهدتَ لَهُ بِهِ | |
|
| فنظِيمُهُ إن قَالَ كيفَ تَقُولُ |
|
هل للقَريضِ عَقِيبَهَا مِن مالِكٍ | |
|
| لرِقَابِهَا أم للفقِيدِ مثيلُ |
|
ضيفُ الحِمَامِ قِراهُ نفسَ مُضيفِهِ | |
|
| والضَّيفُ إن سَلَبَ النُّفُوسَ ثَقِيلُ |
|
فِي ذِمَّةِ اللهِ الوفيّةِ راحِلٌ | |
|
| أكفاؤُهُ في القَاطِنينَ قَلِيلُ |
|
إنَّ الرَّحيلَ عنِ الدِّيَارِ بليَّةٌ | |
|
| قَسَمَ البلاَدِ تفرُّقٌ ورحيلُ |
|
هِي رحلةٌ محتومَةٌ لمنازِلٍ | |
|
| لا يُرتَجَى لِقَطينِهنَّ قُفُولُ |
|
أرواحُهُم مجموعَةٌ بعوالِمٍ | |
|
| حارَت بِها طولَ الدُّهُورِ عُقُولُ |
|
كُشِفَ الحِجَابُ فَما يُرَى أَثَرٌ لَهَا | |
|
| إِلاَّ مرَاء والرُّؤَى تضليلُ |
|
أمَّا الَّذِينَ تشَبَّثُوا بحُضُورِهَا | |
|
| فحديثُهُم بينَ الأَنَامِ فُضُولُ |
|
الروحُ للرَّبِّ الكرَيمِ وأمرِهِ | |
|
| تدبيرُها ومصيرُها موكوُلُ |
|
يا ناظِرَ السِّحرِ الحَلاَلِ قَلائِداً | |
|
| خرزَاتُه التجنِيسُ والتَّكميلُ |
|
ودَّت عرائِسُ مِن صَمِيمِ كِنانَةٍ | |
|
| لَو أنَّهُ بنُحورِها مجعُولُ |
|
ومبلِّغ الحكمِ البوالِغِ أمَّة | |
|
| كادت لأهواءِ المُميلِ تمِيلُ |
|
يكفيكَ أن لغَى الجزيرَة ثُكَّلٌ | |
|
| آماقُها بالأرجُوانش تسِيلُ |
|
ومدارِساً ومساجدِاً معمُورَةً | |
|
| يبكِيكَ فِيها فتيَةٌ وكُهُولُ |
|
ومنازِلُ العُربِ الكِرامِ مآتِمٌ | |
|
| ودُعاءُ أُمَّةِ أحمَدٍ مَقبُولُ |
|
يجزونَ ما قدَّمتَهُ لجَمِيعهِم | |
|
| فجَزاءُ مَن فعلَ الجَميلَ جَمِيلُ |
|
لو طَال عُمرٌ فِي الحياةِ لمُبدِعٍ | |
|
| لبقيتَ ما نظمَ البديع طويلُ |
|
أَو كانَ يُهدَى بالبديعِ ولفظِهِ | |
|
| لتسارَعَ التطرِيزُ والتَّفصِيلُ |
|
وتَرَاكَضَ التَّصريعُ والتَّعديد والتَّ | |
|
| دبيجُ والتّنكيثُ والتّعلِيل |
|
لغَةً الكتابِ هواكَ مِن زمنِ الصِّبَا | |
|
| وبِها قصائِدُكَ الحِسَانُ حُجُولُ |
|
فمَنِ الأدِيبُ خِلاَفُ أحمَدَ تبتَغِي | |
|
| يَا رَبِّ أنتَ لَذا اللسان وكِيلُ |
|
بالأمسِ حافِظه مضَى لسَبِيلهِ | |
|
| واليومَ شوقِي في القُبُورِ نزِيلُ |
|
أهلُ الخُلُودِ لُغاتُهُم عربِيَّةٌ | |
|
| فنصِيبُ شوقِي في الجِنانش جَزِيلُ |
|
|
| وصحابِه ظلٌّ هناك ظَلِيلُ |
|
ديوانُك الزَّاهِي كأبهَى جنَّةٍ | |
|
| لَكَ بالبَقَاءِ وبالثَّنَاءِ كَفِيلُ |
|
ندَّت مَعانٍ مِن دَوَاوِنَ سهلَة | |
|
| وَبِهِ المَعَانِي والبديعُ سُهُولُ |
|
روضُ الجزيرة مِنه أخضَرُ يانِعٌ | |
|
| وخمائِلُ الفيحَاءِ فِيه فُصُولُ |
|
ومسارِحُ الغزلاَنِ بينَ سُطُورِهِ | |
|
| ورِثاؤُه للنَّابِغينض ذُيُولُ |
|
ومواقِفُ الشُّجعانِ بعضُ عروضِهِ | |
|
| ومناهجُ الحُكَمَاءِ فِيهِ دَليلُ |
|
إن كانَ في رُسلِ القَوافي خاتِمٌ | |
|
| آمنت شَوقِي خاتِمٌ وَرَسُولُ |
|