إغْفَاءَةٌ عَلَى ذِرَاعِ الشَّمْسِ
|
سَأَنَامُ تُغْرِي جَفْنِيَ الأَمْطَارُ
|
وَعَلى دَمِي تَتَسَابَقُ الأَخَطَارُ
|
سَأَنَامُ
والشَّمْسُ الحَميمةُ في يَدي
|
طفلٌ لَهُ قَوسُ الغُرُوبِ سِوَارُ
|
أَنَا أَوحَدُ الشُّعَراءِ
في زَمَنِ النَّدى
|
وإلى احْتِرَاقي تُنْسَبُ الأشْعَارُ
|
أنا فارسُ الكلمَاتِ ما مِنْ كِلْمَةٍ
|
أَطْلَقْتُهَا، حتَّى استفاقَ نَهَارُ
|
جُرْحي حَمَامَاتُ المَنَائِرِ قَدْ غَفَتْ
|
في عُشِّهَا أَحلامُها الأسْرَارُ
|
فلي المواويلُ الوداعُ وَلي المَدَى
|
مُهْرٌ تَنَامُ بِسِرْجِهِ الأقْمَارُ
|
خَطْوي أَسِيْرٌ والمدائِنُ والقُرَى
|
عَثَرَتْ بما لَمْ تُخْفِهِ الأَسْفَارُ
|
وإلى النُّجومِ أسوقُ أسرابَ الهوى
|
فَجْرَاً تُسَاقِطُ دَمْعَهُ الأنْوَارُ
|
وإلى مواويلِ العِنَاقِ سَيَنْتَمي
|
شَعْبي وَيَنْهَضُ عاشِقٌ مِغْوارُ
|
بَيْني وَبَيْنَ اللاَّهثينَ غَمَائمٌ
|
بَيْضَاءُ لا ثَلْجٌ ولا أَمْطَارُ
|
وَأَنَا تَوَاريخُ العَذَابِ جَمِيْعُهَا
|
وَبِسَلَّتي تَتَجَمَّعُ الأصْفَارُ
|
طاحَتْ كؤوسُ الأُمنياتِ كئيبةً
|
وَعلى فَمي كأسُ الهُمُومِ يُدارُ
|
فَلَعَلَّ سُنْبلةً يَجِيءُ بِذَارُها
|
بالقَمْحِ إذْ شَحَّ الحُقُولَ بِذَارُ
|
وَلَعَلَّ قافيتي يُضِيءُ عَذَابُهَا
|
عُمْرَاً
تُعَانِقُ فَجْرَهُ القيثَارُ
|
وَعَتَبْتَ ياجُرْفَ العذابِ لبوحِ أغني
|
ةِ السّدودِ فَثَارتِ الأسْوارُ
|
حَطَّمْتُني
حَطَّمْتُ أكواخي التي
|
جُدْرانُها ما تُورقُ الأزهَارُ
|
ماذا؟ سَتَخْتَارُ البحَارُ مدينةً
|
إذْ لمْ يَعُدْ للمُبْحِرينَ دِيَارُ
؟
|
فهنا تبَرْعَمَتِ المواسِمُ أدْمُعَاً
|
جَذْلى.. تُصادِقُ مِلْحَهَا الأشْجَارُ
|
ما أقدسَ الحُزنَ العظيمَ بموطنٍ
|
أهلوهُ في أحزانِهِمْ قَدْ سَارُوا..!
|
أحْرَمْتُ لا وَجْهٌ يُؤمُّ مَدَامعي
|
بالصَّبْرِ
والتَّجْديفِ.. لا أنْهَارُ
|
أحْرَمْتُ ما صَلَّى العِتَابُ على النَّدَى
|
إذْ خانَهُ الواشُونَ والفُجَّارُ
|
هَلْ عندَهُمْ مثلي تَمُوْتُ رَسَائلٌ
|
بحَمَامِهَا قَدْ عَشَّشَ التذكارُ؟
|
وحبيبتي
هَلْ سَوفَ تَحفظُ صُورَتي.؟
|
وَزَمَانُهَا شَاخَتْ بهِ الأنْظَارُ
|
يا حُلوتي
يا عَاميَ الأحْلَى إذا
|
غَنَّيْتُ
لا نَاحَتْ لَكِ الأوْتَارُ
|
فأنا بِجِيْدِكِ قَدْ أحُطُّ فَرَاشَةً
|
كي تُورقَ الأزْهَارُ والأعْمَارُ
|
فعلى جبينِكِ راحَ يزْدَحِمُ الشَّذا
|
وإلى عِنَاقِكِ رَنَّتِ الأزْرَارُ
|
نَيْسَانُ ما شَاخَتْ رُبُوْعُ رياضِهِ
|
وبِوَرْد صَدْرِكِ قَدْ غَفَا آذارُ
|
فَسَفائِنُ الفِرْدُوْسِ يا أُهزُوجتي
|
شَمْسٌ لهَا مَوْجُ العُيُونِ مَدَارُ
|