عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > موريتانيا > محمد الغيث النعمة > حُسنُ القريضِ جَزالَةُ الإنشاءِ

موريتانيا

مشاهدة
681

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حُسنُ القريضِ جَزالَةُ الإنشاءِ

حُسنُ القريضِ جَزالَةُ الإنشاءِ
وبَرَاعَةُ الأخبارِ والإنشَاءِ
لا بالمديحِ ولا التَّغَزُّل وحدَهُ
كَلا ولا التَّذكارِ والبُرحَاءِ
وبقَدرِ مَدلُولِ الكَلامِ وحُسنِهِ
يَسمُو لدَى البلَغاءِ والنُّبَلاءِ
فَلِذاكَ مدحُ الشيخِ ماء عُيُونِنا
قدِّم على التَّشبيبِ بالحَسناءِ
لَو كانت أسبابُ النَّسيبِ تَوَفَّرَت
وشُرُوطُهُ فيها على استيفاءِ
قَسماً بها ولأنَّها لأليَّةٌ
عزَّت عليَّ لبهجةِ الجُلَساءِ
جَزلاءُ ناضرةُ الغَضاضِ حَظِيَّةٌ
غَرثى الوِشاحِ ثَقيلَةُ المِيثاءِ
بَهنانَةٌ خَودٌ رزانٌ عقيلَةٌ
تُصمِي الكُماةَ بطعنةٍ نجلاءِ
حَورا مُفصَّمةُ الخلاخلِ والحُجُو
لِ عَلى تناسُبِ جُملَةِ الأعضاءِ
تَختالُ في أوجِ الغَدائِرِ فَوقَها
فلكٌ مِنَ الإِضريجِ والسيراءِ
لِلَّهِ دُرٌّ في سدوسِ لثاتِهَا
سَفَهُ الحليمِ حِبَالَةُ العُقلاءِ
إن ساقَطَت دُرَّ الحَديثِ تَسَاقَطَت
مِنِّي الدُّمُوعُ بلؤلؤٍ ودِمَاءِ
أَو أسفَرَت تِجِدِ العُقُول ذواهلاً
فيطَوسِهَامن رقَّةٍ وصَفَاءِ
نَصَبَت على ماضي الصَّبابَةِ أمرَهَا
في قَتلِنا بِمُضارِعِ الأَهواءِ
وَبَنَت على جَزمِ الضَّمائِرِ شَوقَها
بَل رفعَهَا عن كُلِّ ما غَيداءِ
عَبَثَت بِقَلبي في الهَوَى أشواقُها
عَبَثَ الضَّفائِرِ فَوقَ حِقفِ لِوَاءِ
بَابُ الدَّواعي والبَواعِثِ للنَّسي
بِ وَمَقنَصُ الزُّهَّادِ والحُكَمَاءِ
لَكنَّ مَد حَكُمُ أعَزُّ مُقَدَّمٍ
يا قادَةَ الفُضَلاءِ والنُّجَباءِ
فَطَفِقتُ أعتجِرُ القَريضَ إلى الثَّنا
وتَرَكت معسُولَ النسيبِ ورائِي
وجَلَوت مِرآةَ الفؤادِ بمدحِهِ
كجلائِهِ للرَّينِ والأَصداءِ
هُوَ مَهبِطُ الرَّحَمَاتِ والبَرَكاتِ والنَّفحا
تِ والخَيراتِ والنَّعماءِ
بَحرٌ خَضارِمَةُ الورى من عُقرِهِ
تَمتَاحُ كُلَّ فضيلة وَعَطاءِ
لا يَنزِلَنَّ سِوى المَناهِجِ والمَنَا
هِلِ والمَعَالِم وَاسِعُ الأَفياءِ
تَاجُ المَكارِمِ والأَكارِمِ فردُهُمُ
شَمسُ الفضائِلِ حليةُ الفُضلاءِ
نَجدٌ ضَماضِمُ مِدرَةٌ مِخدامَةٌ
بَطَلُ الجَحاجِجِ بُهمَةُ الأَكماءِ
وَجدَ الفضائِلَ في الأَنامِ تَفَرَّقَت
فَتَجَمَّعت فيه بِحُسنِ مَراءِ
فإِذا سَمِعتَ فضيلةً في فاضِلٍ
عَظُمَت فهِيَ لَهُ مِن الأَنداءِ
دَلَّت عليهِ مدائِحُ الفُضَلاءِ فام
تَدحَتهُ شُمُّ أشاوِسِ البُلَغاءِ
بَحرُ العُلُومِ ومَورِدُ الأَفهامِ وال
وُرَّادِ والفقَراءِ والغُرَبَاءِ
جَمعُ الطرائِقِ فَرعُهَا وأُصُولُهَا
وجَرى بِمَتنِ السَّمحةِ البَيضاءِ
كَم هِمَّةٍ رُفِعَت بِلَثمِ يمينهِ
وبلمسها كم زالَ من أَدواءِ
ذُو هِمَّةٍ عَرشيةٍ فَعَّالَةِ
في سائِرِ الأَكوانِ والأَنحاءِ
لَمَّا طَغَى بِحرُ النَصارى في الورى
وتلاطَمَت أمواجُهُ بِبَلاءِ
وغدَت تَمُورُ سَماؤُها بِحَبَوكَرٍ
تَنهَدُّ فيها أجبُلُ الغَبراءِ
وهَمَت بِمُنهَمِرِ الحُرُوبِ رقيعها
واغبَرَّت الآفاقُ بالبَأساءِ
وتَسَعَّرَت سُقرُ الوَبَالِ وَقُودُها
بِكلاكِلِ الحُكَّامِ والرُّؤساءِ
في يومِ لا زِفَةِ القُلوبِ لدى الحَنَا
جِرِ كاظمين بمجنَةٍ وشقاءِ
عزَّت مجادَتكُم على قلل العُلى
وَعَلَت على الأمواهِ والأَنواءِ
وصنعتَ سُفناً للنَّجاةِ نَحَتَّها
من ساجِ سُنَّةِ صاحِبِ الإِسراءِ
ومِنَ الحقائقِ درسُها وطلاؤُها
قارُ الوَقَارِ بهيبةٍ وبَهَاءِ
وحَمَلت فيها تابعيكَ ومن أتى
ودَعَوت بالجفَلا إلى العلياءِ
فأجابَ دعوتَكَ السعيدُومن أبى
حفَّتهُ كُلُّ بليَّةٍ دَهياءِ
زعَمَت طَوائَفُ منهمُ أن يكتفُوا
عَنكُم بتدبيرٍ وبالأَمراءِ
فَتَركتَهُم حتّضى اقروا كلُّهُم
بِالعَجزِ عن أمواجِهَا العَميَاءش
ودهتهُم دَهماؤُها عن أمرِهِم
وتطاوُلُ الغَوغَا على الكُرمَاءِ
وأتوكَ منقادينَ رغمَ أُنُوفِهِم
لم يحصُلُوا على طائِلٍ بِرِداءِ
فَعَطَفت فَضلاً نحوَهُم وحَمَلتَهُم
مِثلَ انعِطَافِ الأُمِّ للأَبناءِ
خَاضَت سَفينَتُكَ العَلِيَّةُ بَحرَهُم
فَكَأَنَّها الشِّعرى العبُورُ بِمَاءِ
وَغَدَت تَجُرُّ المُسلمينَ كأَنَّها
نَهرُ المَجَرَّةِ جَرَّ نَجمُ سَمَاءِ
نَجيتهم يا نُوح أُمَّةِ جَدِّه
في العَزمِ نِلتَ بَقاءَهُ بِهَناءِ
وَبِجُودِي الفَخرِ المُشَيَّدِ بالعُلَى
أَرسَيتَ خَيرَ سَفِينَةٍ رَوحاءِ
وَنَفَختَ عاتيَةً على طُوفانِهِم
تَذرُو الغَوَارِبَ أُخلدا بهَواءِ
نَشَفَتهُ وابتلَعَتهُ في غُدرَانِهِ
مِن جَدولٍوبحيرةٍ وإِضاءِ
وَثَبَت قُطباً قَد تَدُورُ علَيكُمُ ال
أَفلاكُ في الغَبراءِ والخَضراءِ
وَرَمَيتَهُم بِعَرمَرمينِ كليهما
يَكفي لِهَدِّ صلاخِمِ العَليَاءِ
فَبِجَحفَلٍ يَذَرُ الصَّلاخِدَ كالهَبَا
مِن مُحكَمِ الآياتِ والأَسمَاءِ
والبحرَ برّاً والبَراري أبحُراً
والصُّبح ليلاً والدُّجَى كَضِياءِ
ولهوةِ الرَّجوانِقد يرميهِمُ
بحجارَةِ السِّجيلِ والأرزاءِ
يأتيهمُ من حيثُ لا يدرُونَهُ
بالرُّعبِ والضَّراءِ واللأواءِ
وبِعَسكَرٍ لَجِبٍ لُهَامٍ كالدُّجَى
وبهِ السلاحُ كأنجُمِ الجَوزَاءِ
أكمامُهُ بِسَنى الجِيادِ تَفَتَّقَت
وتَكَلَّلَت بالشارَةِ الحَمراءِ
فَتَرى الجَحاجِحَ بالمذاكي سوابحاً
ليلَ العجاجِ وأبحُرَ الغَبراءِ
من أبيضٍ لدجى القنابلِ غُرَّة
متصدِّرٍ كالطَّلَّةِ الغَرَّاءِ
أو أصفَرٍ مثل الشمُوسِ شُعاعُهُ
يعشي العُيون ببهجة الأضواءِ
أو أدهمٍ هزجٍ لجُوجٍ في العنا
نِ همرجلٍ كالليلةِ الليلاءِ
أو أحمرٍ دركَ الطريدَةَ مُشرَبِ ال
مصوَاتِ حاكى وردةَ الإمساءِ
أو أشملٍ عبرَ الهواجرِ مرجَمٍ
كالأرجُوانِ مجلجلٍ عَدَّاءِ
أو أشقَرٍ سلسِ العِنانِ صُماصِمٍ
كالجَمرِ بل كالدميةِ الجيداء
أو أنمرٍ كالنمرِ فرضاخٍ جمو
حٍ وهوهٍ في هدأةِ الأنضاءِ
أوأشهبٍ كالصبحِ خاض دُجُنةً
غشيته فيها عسقلاتُ ذكاءِ
ذا للحواضرِ والبوادي ركائب
من بازلٍ أوجسرةٍ كوماءِ
وسرومطٍ فروٍ أمونٍ هبهَبٍ
طبقَ المشُوقِ مُؤمَّلاً للقبَاءِ
كُوم صلاهِب كالسَّفينِ مَواخِراً
لطياسلِ البيداءِ والأفلاءِ
تَطوي الفلا طيَّ السجلِّ لكتبهِ
بل طَيَّ صُبحٍ طَيلَسَ الظَّلماءِ
تجري أمامَ اليعملاتِ خَفيدداً
تَرتَاحُ في الذَّملانِ بالنكباءِ
كُلٌّ عليه غضنفرٌ مستلئمٌ
خواضةٌ لمعامعِ الهيجاءِ
وإذا يُرى في غربهنَّ نظرتَهُ
نَظراً يصيرُ به شبا البسلاءِ
يتسابقُون إلى الوغَا فكأَنَّهم
هِيمٌ رَأت مستنقعاً بفضاءِ
يتواثبونَ إلى الجلادِ ضواحكاً
كتواثبِ الآسادِ للأشلاءِ
وإذا الكُماةُ توَغَّمَت في مأزمٍ
خاضُوا المدالِثَ من رَحَا الرَّقطاءِ
لكِنَّهُم ليسُوا بعشرِ عشيرِ من
هُم قاصدُونَ لهُ من الأعداءِ
لما التقوا وتراءتِ الفِئَتَان قا
لَ تهكُّماً أشراذِم الضُّعَفَاءِ
واستضعفوهم واستقلُّوا جيشَهُم
فتجحفَلوا كَسَنائِن المَيلاءِ
وتأهبوا زحفاً فزحفاً كالحَصَى
وتزينُوا بالكبرِ والخُيلاءِ
وتحصَّنُوا بمدافِعٍ رعديدةٍ
ترمِي بحمرٍ سائِرَ الأرجاءِ
وكأَنَّها في كثرةٍ وتتابُعٍ
كالهُوجِ أو كالديمةِ الوَكفَاءِ
فتسابَقوا مستبشرين إليهِم
متعاقدين خناصِرَ الإيخاءِ
حَمَلُوا عليهِم حملةً نبويةً
وقتَ الهجيرِ على لظى الرمضاءِ
لم يثنهم هول الرواعدِ والمدا
فِعِ بالرَّصاصِ كَمُكفَهِرِّ سَمَاءِ
نَكَصَ الشياطينُ التي أغوتهُمُ
وقتَ اللِّقاءِ مَخافَةَ البأساءِ
لم يلبَثُوا إِلاَّ كلا حتَّى تول
وا مُدبرين كجافِلاتِ ظباءِ
لا يسمعونَ ولا يرونَ لناعِقٍ
إلا وقالُوا صارِخٌ بِدَهَاءِ
بل كُلّ ليلٍ أو نهارٍ جاءَهُم
ظَنُّوهُ ذُلاً جحفَلَ الحُنَفاءِ
تَبِعَتهُمُ الأبطالُ قهراً يَقتُلُوا
ن ويأسرونَ لها ذِمَ الرؤَساءِ
وغدت جماجِمُهُم سنابِكَ خَيلِهِ
ونفوسُهُم أضحت غُبارَ هَواءِ
فَتَحَت لَهُم هِمَّاتُهُ ظُلَمَ المَمَا
تِ وأغلقَت عنهُم سَنَا الأحياءِ
وسعتهُمُ الأغلالُ إذ ضاقَ الفَضَا
عنهم وكلُّ مدينةٍ حَصنَاءِ
كانت مدافِعُهُم تُدافِعُ عَنهُمُ
فاستوحَدُوا في الطَّودِ والوَجفاءِ
فأتَوهُمُ من فَوقِهِم وأمامِهِم
ويمينهِم كالسيلِ في البَطحاءِ
فَغدوا على أبياتِهِم وأثاثِهِم
بالحَربِ قَبلَ الغَارةِ الشَّعواءِ
وَمَضوا أيادي لا تُرى إلا مَسَا
كِنُهُم مُعطَّلةً مِنَ الأحياءِ
ثُلَّت عُرُوشُ عِمادِهِم وحُصُونِهِم
من مضربٍ وهَيَاكِلٍ وخِبَاءِ
خَفَفت بُنُودُ النَّصرِ بشراً وَقتَمَا
هَدَرَت طُبُولُ الفَتح بِالسَّراءِ
فَاهنأ بِهَذا الفتحِ غيرَ مُزاحَمٍ
في الفَخرِ راقٍ صَهوَةَ القَعسَاءِ
ومن العجائبِ أنَّكُم أنهضتُمُ
هِمَمَ الوَرَى لَهُمُ من الأنحاءِ
وعقدتُم عنهُم سُمُومَ رِماحِهِم
فَرَمَوهمُ بِهَزاهِزِ الضَّرَّاءِ
فَلأنتُمُ قَلبَ الوَرَى وَهيَ الجَوا
رِحُ منكُمُ التَّحرِيكُ كالإِرساءِ
عَمَّ البَرى تصريفُكُم فكأَنَّهُ
ريحٌ تَمُرُّ بسائِرِ الأَشياءِ
أمَّا العُبَيدُ فأنتُم أدرى بِهِ
وَبحالِهِ في الجهرِ والإِخفاءِ
لا زلتمُ فخرَ الزمانِ ومجدُكُم
بالعافِيات مُعسَّلا وَشِفَائي
وصحائِفُ الأزمانِ تَرسُمُ مَدحَكُم
بطُرُوسِهِنَّ جَهَابِذُ الشُّعَراءِ
ومواسِمُ الأعيادِ تَرفُلُ صَوبَكُم
بالنَّصرِ والأَفراحِ والأَضواءِ
وعُيُونُ أنباءِ المَكارِهِ نُوَّمٌ
عَنكُم وكُلّ قَضيَّةٍ شَنعَاءِ
ثُمَّ الصلاةُ لجَدِّكُم ما قَد بدا
حُسنُ القَريضِ جَزالَةُ الإِنشَاءِ
محمد الغيث النعمة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2014/05/18 11:51:07 مساءً
التعديل: الأحد 2014/05/18 11:51:30 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com