الشَمسُ وَالأَفلاكُ وَالقَمرُ | |
|
| وَالكَونُ أَجمَعُهُ سَيَندَثِرُ |
|
وَالناسُ وَالأَيّامُ فانيةٌ | |
|
| يَوماً وَإِن طالَت وَإِن عَمروا |
|
ما في الخلودِ مؤمّلٌ لَهُمُ | |
|
| قَد أَخطَأتهُ الجنُّ والبَشرُ |
|
وَالأَرضُ زاهيةٌ بِساكِنِها | |
|
| وَلَوَ اَنَّهُم في رَحبها كَثِروا |
|
حَتى السَماءَ تَزولُ بَهجَتها | |
|
| وَتَزولُ مِنها الأَنجُمُ الزُهرُ |
|
تَفنى وَتَعملُ في الأَنامِ يَدٌ | |
|
| عَليا فَلا تُبقي وَلا تَذرُ |
|
فَعَلامَ نَخبِطُ في عَمايَتِنا | |
|
| حَتّى كَأَنْ قَد فاتَنا البَصَرُ |
|
وَعَلامَ نُسرفُ في مَهازِلنا | |
|
| أوَما كَفانا أَنَّنا بَشَرُ |
|
بَشرٌ تَسَيِّرُهُ وَتَدفعُهُ | |
|
| غِيرٌ تَندّ وَراءَها غِيَرُ |
|
وَتَذيبُ حَبةَ قَلبِهِ نُوَبٌ | |
|
| تَفنى وَتَخلقُ بَعدَها صُورُ |
|
لَكِنَما الإِنسانُ مُنخَدعٌ | |
|
| أَودى بِهِ مِن جَهلِهِ الغَررُ |
|
جَهِلَ الحَياةَ وَضَلَّ مَقصَدها | |
|
| وَالجَهلُ أَصغَرُ دائِهِ الضَرَرُ |
|
فَرَمى بِهِ مِن حالقٍ بَطرٌ | |
|
| وَلَأَنت تَعرفُ ما هُوَ البَطَرُ |
|
أَو قُل أَضلَّتهُ الحَياةُ فَما | |
|
| يُصغي وَلَيسَ يَردُّهُ النَظرُ |
|
وَمَشى إِلى الغاياتِ مُندَفِعاً | |
|
| وَوَراءَها لَو يَهتدي خَطرُ |
|
وَجَرى حَثيثاً ملءَ أَرجلِهِ | |
|
| لَكِنَّهُ قَد فاتَهُ الظَفرُ |
|
لَم يَلقَ وَالآمالُ تَدفَعُهُ | |
|
| إِلا ضَنىً تَعيا بِهِ الفِطَرُ |
|
وَمَصائِباً تَتَرى تُروِّعُهُ | |
|
| وَيَكادُ مِنها القَلبُ يَنفَطِرُ |
|
نَوَبُ الزَمانِ وَسُوءُ حكمتهِ | |
|
| لَم يَنجُ مِنها الحاذقُ الحَذِرُ |
|
وَتَقَلُباتُ الدَهرِ ما فَتَئت | |
|
| تُضني الرِجالُ أَسىً وَتَنتَصرُ |
|
كَم نَطلبُ الدُنيا وَلَيسَ بِها | |
|
| إِلّا الضَنى وَالحُزنُ وَالكَدَرُ |
|
وَلَكَم سَعَيتُ مُسابِقاً أَملاً | |
|
| يَمضي وَيَقصرُ دونَهُ العُمرُ |
|
لُؤمُ الحَياةِ وَسوءُ مَقصَدِها | |
|
| يَتنازَعانِ الناسَ لَو نَظَروا |
|
وَسَفاهَةُ الأَيّامِ تَدفَعُهُم | |
|
| نَحوَ الشُرورِ فَهَل هُمُ ادَّكَروا |
|
وَلَقَد تَمرُ بِهِم مَطَوّفةٌ | |
|
| مِن بارِقاتِ حَياتِهم عِبَرُ |
|
عِبرٌ يُزجِّيها ويُرسِلُها | |
|
| وَحيُ الحَياةِ فَهَل هُمُ اِعتَبَروا |
|
هَيهاتَ فَالإِنسانُ ما فَتِئَت | |
|
| تَلهو بِهِ وَبَعَقلِهِ العصرُ |
|
وَتَذيبهُ آمالُهُ قِطَعاً | |
|
| في ثَورةِ الاعصارِ تَنتَثرُ |
|
وَتَظَلُّ تَمعنُ في نِكايَتِهِ | |
|
| وَتَظَلُّ تَكسرُهُ وَيَنكَسرُ |
|
حَتّى يَعودَ كَما بَدا حَدَثاً | |
|
| ما عِندَهُ نابٌ وَلا ظُفُرُ |
|
كَم ناشئٌ مُتَوَسِّدٌ أَمَلاً | |
|
| جَمّ النَواحي لَيسَ يَنحَصرُ |
|
يَرنو بِعَيني خالدٌ أَبَداً | |
|
| وَأَمامَهُ الآمالُ تَشتَجِرُ |
|
يَتَخيَّلُ الدُنيا لَهُ وَزراً | |
|
| إِن ضاقَ بِالمُتَوكِّلِ الوَزرُ |
|
حَتّى إِذا ما أَخضَرَّ يابِسُهُ | |
|
| وَدَنا إِلَيهِ وَأَشرَقَ الثَمرُ |
|
وَقَفَت يَدُ الأَيّامِ بَينَهُما | |
|
| وَأجالَ فيهِ سِهامَهُ القَدرُ |
|
فَثَوى صَريعَ شَقائِهِ وَمَضى | |
|
| وَالكَونُ أَجمَعُهُ لَهُ وَطَرُ |
|
أَتُراهُ يُرضيهِ وَيُسعِدُهُ | |
|
| دَمعٌ مِنَ الآماقِ يَنَهَمِرُ |
|
ما أَجمَلَ الآمالَ في سِعَةٍ | |
|
| لَو لَم يَكُن في عُمرِها القِصَرُ |
|
بَل ما أَلَذَّ العُمرَ في قِصَرٍ | |
|
| لَو لَم يَقُدنا المَركبُ الخَطِرُ |
|
لَو يَعرفُ الأَحياءُ قيمَتَهُم | |
|
| طابَ الزَمانُ لَهُم فَما ضَجِروا |
|