وَقَعتُ يمين اللَهِ فيما أَحاذرُ | |
|
| وَدارَت عَلى هَذا الشِباح الدَوائرُ |
|
وَنلتَ مِنَ الدُنيا وَمِن سوءِ فِعلِها | |
|
| جَزاءَك وَاِنقادَت إَلَيكَ الصَغائرُ |
|
جَزاءً وِفاقاً لِلَّذي أَنتَ سائرٌ | |
|
| عَلَيهِ وَما تَدري بِأَنَّكَ سائرُ |
|
وَما تَعرفُ الدُنيا وَلا حادِثاتها | |
|
| إِذا عَرَف الدُنيا الكَمِيُّ المُخاطرُ |
|
وَلا جَرَّبتكَ الحادِثاتُ بَوَقعِها | |
|
| وَلا نالَ مِنكَ الدَهرُ وَالدَهرُ غادرُ |
|
وَلَكِنَّ قَلباً فيكَ غَيرَ مُجَرِّبٍ | |
|
| يَهيمُ فَما يَخشى الرَدى وَهُوَ حائرُ |
|
وَلَكِنَّ نَفساً بَينَ جَنبَيكَ غَضَّةٌ | |
|
| يُساورُها مِن جَهلِها ما يُساورُ |
|
وَلَكنّكَ الطفلُ البَريءُ إِذا هَوى | |
|
| لِيَسقُطَ حَتّى تَحتَويهِ الحَفائرُ |
|
سَقَطَتَ لعَمرُ اللَهِ سَقطَةَ عاجزٍ | |
|
| أَلَمَّت بِهِ البَلوى فَما هُوَ قادرُ |
|
وَمُتَّ وَما تَدري بِأَنَّكَ مائتٌ | |
|
| وَلا أَنتَ بِالمَوتِ المُفاجئِ شاعرُ |
|
وَمَن يَنغَمِس في حَماةِ الذُلِّ وَالهَوى | |
|
| يَمُت وَهُوَ مَفقودُ الكَرامةِ صاغرُ |
|
وَمَن يَتَخيَّر جانبَ اللَهوِ مركباً | |
|
| مَضى حَيثُ يَمضي في الظَلامِ المُسافرُ |
|
وَمَن لا يُكُن حُرَّ الضَميرِ مُهَذَباً | |
|
| سَعى وَهُوَ مَحرومُ الأَماني خاسرُ |
|
وَمَن يُمسِ أَو يُصبح مَقُوداً مَسيَّراً | |
|
| يَذُق عَلقَماً مِن ذُلِّهِ وَهُوَ شاكرُ |
|
وَيَخطرُ في الدُنيا عَلى أُمِّ رَأسهِ | |
|
| فَلا هُوَ حَسّاسٌ وَلا هُوَ ناظرُ |
|
وَلَكِن جَبانٌ خائرُ العَزمِ فاترٌ | |
|
| وَلَن يَبلغَ المَجدَ المؤثَّلَ فاترُ |
|
وَلَن يُدركَ العَليا سِوى الحَرّ وَحدَهُ | |
|
| وَما الحَرُّ إِلّا ما نمتهُ الحَرائرُ |
|
صَديقي أَعرني مِنكَ أَذناً سميعةً | |
|
| وَقَلباً يَرى مالا تَراهُ الخَواطرُ |
|
وَخُذ مِن لِساني نَفثة غَيرَ هينةٍ | |
|
| تقدمها مني إَلَيكَ المَشاعرُ |
|
وَلا تَحسَبَنِّي خائِناً أَو مُنافِقاً | |
|
| فَما أَنا خَوّانٌ وَلا أَنا غادرُ |
|
وَلَكِنَّنِي وَاللَهُ يَعلم سيرَتي | |
|
| أَخو حِكَمٍ تَشتاقُهنَّ المَنابرُ |
|
وَصاحبُ إِصلاحٍ يَروحُ وَيَغتَدي | |
|
| لِيُدرِكَ ما لَم تَفتَكرهُ الأَواخرُ |
|
فَإِن أَنتَ أَنكَرتَ اِرتِفاعي وَعِزَّتي | |
|
| فَإِنَّكَ كَذّابٌ وَأَني عاذرُ |
|
وَلَن تَستَطيعَ اليَومَ فيما اِستَطَعتهُ | |
|
| لِتُنكرَ أَني أَيُّها الأَخُ شاعرُ |
|
فَفي وَسعهِ أَن يَملأ الكَونَ كُلَّهُ | |
|
| بِسقطِتكَ الكُبرى وَما أَنتَ ناكرُ |
|
وَلَكِنَني لا أُنكرُ العَهدَ بَينَنا | |
|
| فَعَهدُكَ مَيمونُ الجَوانبِ طاهرُ |
|
وَحَسبي آياتٌ مِنَ النَصحِ حُرةٌ | |
|
| وَما هِيَ في الآياتِ إِلّا خَواطرُ |
|
أَظنُّكَ لا تَنسى مَقالةَ ناصحٍ | |
|
| إلَيكَ وَنُصحي واضحُ النَفعِ ظاهرُ |
|
نَصَحتُكَ مِن قَومٍ أَلَمَّ بِهِم عَمىً | |
|
| وَفَرعُكَ رَيّانٌ وَعودُكَ ناضرُ |
|
وَاِنَّكَ إِلّا تَحمِهِ مِن شرورِهِم | |
|
| وَمِن كَيدِهِم تَذبَلْ وَتَذوَ الأَزاهرُ |
|
فَخالَفتَ نُصحي وَاِتَّبَعتَ ضَلالَهُم | |
|
| وَجَرَّكَ تَيّارٌ مِنَ القَومِ ثائرُ |
|
كَأَنّي أَغري أَو أَحبِّذُ جَمعَهُم | |
|
| إَلَيكَ وَما في جَمعِهِم لَكَ ناصرُ |
|
وَأَقسِمُ ما في القَومِ كَفءٌ مُشابهٌ | |
|
| لِمثلِكَ هُم عِبادُ لَهُ أَصاغرُ |
|
وَأَقسمُ كَم جُرِّعتُ كَأساً مَريرةً | |
|
| لِحالكَ حَتّى عَذَبَتني الخَواطرُ |
|
تَعَشَّقتُ فيكَ العلمَ وَالنورَ وَالحِجى | |
|
| وَحَبَّبني فيكَ الذَكاءُ المُبادرُ |
|
فَقُلتُ أَخٌ شَهمٌ عَظيمٌ مُهَذبٌ | |
|
| لَهُ قَلبُ حرٍّ بِالمُروءاتِ عامرُ |
|
وَقُلتُ يَمين اللَهِ أَمشي أَمامَهُ | |
|
| لَعَلَّ صَديقي سَيئَ الحَظِّ عاثرُ |
|
وَلَكِنَّهُ واحَسرَتاهُ أَذَلَّني | |
|
| وَسارَ إِلى حَيثُ الشَقاءِ المُحاصرُ |
|