عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد عبد المطلب > قدرٌ جرى لا يدفع القدر

مصر

مشاهدة
977

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قدرٌ جرى لا يدفع القدر

قدرٌ جرى لا يدفع القدر
والموت لا يبقى ولا يذر
يا صيحة بكر النعاة بكربها
بئس النعاة وما به بكروا
بكروا بأنة موجع شرقت
بمزارها الآصال والبكر
فالليل فياض الدجى سدم
واليوم مختنق الضحى كدر
والنيل دمع الباكيات جرى
في الواديين كأنه نهر
يبكي شبيبته بهم غدرت
صرفُ النوى إن النوى غُدَر
فتخشعت أعلامُ مصرَ أسى
إذ طار في جنَباتها الخبر
وربيعها حالت بشاشته
وعلت زواهي روضه الغِيَر
ولربما خَضِلت حدائقها
بِنَدى الربيع وأورق الشجر
فبأيِّ نازلة أصيبَ بها
نور الشباب وصوَّح الزَهر
وجنت أكفُّ الموت نابتةً
هُم للمكارم والعلام ثمر
أبناء مصر السابقون إلى
يوم الفخار إذا هُم فخروا
يا دهرُ ما قَسَطوا على أحدٍ
سعياً وما خانوا وما غَدروا
لكن دعاهم من جوانبها
داعٍ أجيبوا مصرَ فابتدَروا
صوتٌ أطلَّ على ضمائرهم
من جانب الفسطاط ينتهر
فتسنموا عزماتِهم ورمَوا
غرضَ السرى واخروَّط السفر
للَه من أنبائنا نَفَر
طوعاً إلى آجالهم نفروا
هجروا منازلَهم إلى أمل
من أجله طيبَ الكرى هجروا
يا يومَ خفّوا للنوى زُمَراً
تحدوا الركاب وراءهم زمر
تجري بهم في اليم ناجية
للموج عن حيزومها زور
حتى إذا ألقت مراسيها
وقضى تحيةً أهلها البحر
نهضوا فلا وهن ولا خور
ومضوا فلا لعو ولا سخر
من كل أبيض في شمائله
روح المكارم ذائعٌ عطر
نزعت به نفس الكريم إلى
ما تبتغي العلياء والخطر
حتى إذا لمحوا المنى وبدت
منها لحمد سراهم البشر
واستدبروا أودين فانبعثوا
كالنيِّرات سماؤها المجر
وتنوَّروا برلن ترقبهم
أمالُ مصرَيها وتنتظر
أودين أين ركابهم وصلت
برلين أم وقفت بها الغِيَر
جارَ القاضءُ بها فما وَرَدوا
تلك الديارَ ولاهُم صدَروا
كَمِنَت صروفُ الحادثات لهم
تحت الدُجى والليل معتكر
يا ليلُ مالك لا تضيء بمن
حمل القطارُ وكلهم قَمر
كم أشرق التاريخ من سيرٍ
لجدودهم وأضاءت العُصُر
يا ليل كم أخفيت من نُوَب
باتت عليهم فيك تأتمر
فإِذا صباحك فوقهم ظُلَم
وإذا ضُحاك عليهمُ قتَر
كفَر الضبابُ بشمسه فَدَجا
رهوا وضلَّ السائقُ الحذِر
يا هَل درت شمسُ النهار بما
خَبَأَ الضبابُ وأضمر القَدر
في صدمة طاح القِطارُ لها
بشباب مصرَ وطاحت الحجر
سقط القطار بهم فهل عجزت
عن حَمل ما نهضوا به القُطُر
حملوا مُنىً لو أن جَذوَتها
لَفَحت جبالَ الألب تَستعر
بأبي نفوسٌ في الدنى زهَدت
فمضت لدار الخلد تبتدر
بأبي غرانيقُ الصبا ذهبت
أشلاؤها في الترب تنتثر
بأبي دمٌ قانٍ هناك جرى
فوق الثرى المخضوب والحجر
بأبي مُعنّىً في جراحته
واهى القُوى خاوي الحشا سَدِر
صاحٍ يخُدَّ الأرض من ألمٍ
أو ذاهلٌ مما به خَدِر
ولربَّما نادى أبى ودعا
أمي ودمعُ العين ينحدر
يا لهفَ أمي حين تفجعها
بُمصابنا الأبناء والنُذُر
أمّاه لا يحزنك ما فعلت
فينا الليالي إنها عِبر
أبتِ اصطبر لا يحزُننك ما
نلقى فإنّا معشر صُبُر
يا طالما حذَّرتِنا قدراً
من حتمه لا ينفع الحذر
ويلاه أين أبي وأميَ من
أودين أين المرخ والعُشَر
صحبي رفاقي أين هم ذهبوا
صَرعى القطار طوتهم الحُفر
مَن هؤلاء المحدِقون بنا
قومٌ من الأملاك أم بشر
نفر من الطليان هذَّبهم
صُنع الجميل وطابت السير
خفِّض عليك فشدَّ ما نزلت
مِحَنٌ بأهل العزِّ فاصطَبروا
محمد عبد المطلب
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: الخميس 2014/05/22 02:34:30 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com