عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد عبد المطلب > أوفى بعدك في آمالك الظفر

مصر

مشاهدة
570

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أوفى بعدك في آمالك الظفر

أوفى بعدك في آمالك الظفر
وجاءك الدهر بالإقبال يعتذر
حيّا الوزارة عهدٌ منك مقتبل
وجاء قومك نصر اللَه فانتصروا
يا سعد سعد بلاد النيل ما عدلوا
به امرأً يوم جد البأسُ أو ذَخَروا
مليكها فيك يرجو بالوزارة ما
رجاه من قبله في عسده عمر
أنت الوزير الذي كانت لدولته
تسعى الأمانيُّ في شوق وتبتدر
ما آثروك بها غذ قدموك لها
لكن لأنفسهم كانت بك الأثر
فاسلك سبيلك فيها غير ذي عوج
وانزع كما شئت صح القوس والوتر
إنا بلوناك في الجلى فما كذبت
فيك الظنون ولا ضلت بها الخبر
يا مرسل الرأي في ظلماتها فلقا
يجلو دجى الليل إذ ما غور القمر
ويا حفيلاً جرى فيضُ البيان له
هدياً به تعمرُ الساحات والبُهر
ويا حريصاً على قوم به اعتصموا
في أمرهم يوم لا حصنٌ ولا وزر
إن الأناة شعار الحازمين إذا
حاطوا بها الرأي في تدبيرهم ظفِروا
فاحدُ الركاب على منهاجها ذُلُلاً
واستأنِ بالوِرد حتى يُحمد الصدر
لا يشغلنك أحكامٌ تقوم على
حكم الهوى إن أحكم الهوى خَسَرُ
فهل ترى نفراً للخلف قد شرعوا
أقلامهم ليس منا ذلك النفر
لقد كفى ما لقينا بالخلاف وما
قد أثقلتنا به أحداثه الكبر
دعوا الوزارة حتى يتسبين لها
قصدُ السبيل وحتى يحكم النظر
إذ الوزارة منا في منازعها
ونحن منها فلا غبنٌ ولا ضرر
جلَّت مطالبُ مصرٍ أن يفوز بها
رأيُ العَجول وفيه الأفنُ والغَرَرُ
فالخصم ألوى وعين الدهر ساهرة
ترمي بني النيل في ألحاظها شَزر
يستحقب الغدرَ إلا أن يقوم له
يومَ الخصومة ذاك القائد الحذِر
شيخ البلادين شيخ الأمتين ومح
يا الواديين إذا ما أيئسَ المطرُ
فيا ذخيرة مصر يوم أعوَزَها
في موقف الهول مأمول ومدَّخرُ
لوَيتَ زَندَ الليالي فهي خشعة
يجري على رغمها في نصرك القدَرُ
ما أننس لا ننس يوماً قمت فيه على
سجية الليث لا وَهنٌ ولا خَوَرُ
والناس هلكى تموج الحادثات بهم
فالأرض ترجُف والبأساء تستعر
لا نومَ إلّا على خوف وزلزلة
فيها ولا ضوء إلّا النارُ والشرَرُ
والحق بين القنا والبيض مختدِرٌ
أو مُضمَر في بطون الغيب مستتر
لم تخش وقع الردى لما صدعت به
والسيف يلمع والخطِّيُّ مُشتَجَر
عِمادك الحق لا جند ولا حُصُن
ولا حصون ولا بيضٌ ولا سمُرُ
إلّا عزائمُ أهلوها إذا زَخَرت
ريح العظائم في تصريفها زَخَروا
صَكّوا وجوه العوادي وهي تزجرهم
إلى المصارع ما طاشوا ولا ذُعروا
قامت تُساورهم غَضبى يؤيدها
جند من البغى والعُدوان مقتَدِرُ
في كل شعواءَ ترتجُّ البلاد لها
تستنفد الصبرَ لا تُبقى ولا تذر
للنفي قوم وللإعدام طائفة
وفي السجون فريق للردى حُشروا
فَوج على البحر يجتاب العُباب إلى
سيشيل تبكي له الأسياف والجُزُر
للَه يومَ استقلوا والقلوب على
وَجدٍ بهم وظلامُ الليل مُعتكر
من كل أروعَ يهتز الزمان له
روعاً إذا اعتركت في صدرِهِ الفِكَر
تكنَّفوا شيخهم أشبالَ قَسورة
جَمَّ البلابل ثارت حوله الغِير
إني بعيني لما أقلعوا فسجا
تحت السفينة من أحزانه البَحَر
لا يذكرون سوى مصرٍ وما لقيت
ما غَيرُ مصرٍ لهم نَجوى ولا سَمَر
لم نَدرِ أين أراد القاسطون بهم
ولو درينا فرأيُ العاجز الحَصَر
حتى أناخوا بأرض أمنُها فَزَعٌ
والبُرء فيها سَقام والكرى سَهَر
لَولا نفس عليها للعُلا ذِمم
لم يُنسها المجد تغريبٌ ولا سَفَر
وآخرون يُنادون الغداةَ إلى
أمرٍ عليه تنادي القومُ وائتمروا
يقول باسلهم في مهلِك سَهَمت
فيه الوجوه وزاغ القلب والبصر
والخيل صافنة والسيف نمنصلت
يرتاع من صفحتيه النَوفَل الزُفَر
في زَجرة ذلِّ جَبّار القضاء لها
وزُلزلت جنبات الدار والحُفَر
لمصرَ أنفُسُنا بَذلٌ إذا رضيت
فذاك أعذبُ ما نرجو وننتظر
للَه للنيل محيانا ومَهلَكنا
تحيا بنا مصرُ أو تُطوى بنا الحفر
صاحوا وللبِشر في تلك الوجوه سَناً
كأنما بالمنى جاءتهُم البُشَر
فالسيف يُرعَد والسياف من فَرَق
والموت منهزم بعدو به الذعَر
كذلك الليث إن ثارت عَجاجته
تَثَعلب الذئب واستخزى له النَمر
وآخرون على منهاجهم درجوا
والحين تجرى به الأنباء والنُذُر
ومعشر ضُربت سودُ الخيام لهم
بالمهمه القفر لاماءٌ ولا شجر
مرّوا على الصبر في ثوب الضنى حِقباً
شُمَّ العرانين لا شكوى ولا ضجر
يا حَيرة النيل إذ أبناؤه زُمَر
إلى المهالك تُحدى خلفها زمر
راضوا الخطوب وما ارتاضا لها أَنَفاً
وصابروها فلم تصبِر كما صبروا
حتى انثنت عنهمُ حسرى وقد صغُرت
في نفسها خجلاً منهم وما صغروا
والحق أيد لأهليه وإن عَجَزوا
والمبطلون على وَهن وإن قَدَروا
أستغفر اللَه ما هانوا وما ضُعفوا
وما استكانوا ولا خانوا ولا فَجَروا
والشعب يعرف أين العاملون له
وأين من جاهدوا فيه ومن نَصروا
أولئك النفر البيض الذين لهم
إذا انتموا يتناهى السبق والخَطَر
قوم على صفحات الدهر قد كتبوا
مجداً به تعمُر الأجيال والعصُر
فاذكر بهم مصرَ واذكرهم بها نَسَباً
مصرٌ هُم وهُم مصرٌ إذا ذُكِروا
محمد عبد المطلب
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: الخميس 2014/05/22 02:37:14 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com