عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد عبد المطلب > أغرى بك الشوق بعد الشيب والهرم

مصر

مشاهدة
824

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أغرى بك الشوق بعد الشيب والهرم

أغرى بك الشوق بعد الشيب والهرم
سارٍ طوى البيد من نجد إلى الهرم
يا ساري الطيف يجتاب الظلام إلى
جفن مع النجم لم يهدأ ولم ينم
يغريه بالدمع حادٍ بات مرتجزاً
يحدو المطي لأجراع بذي سلم
إذا خفا البرق أذكى في جوانبه
ناراً تؤججها الذكرى بلا ضرم
يا برق مالك لا تحكي جوى كبدي
إذا تألقت ليلاً في نديهم
ويا صبا روحي روحي فقد ذهبت
بها النوى بعد عهد البان والعلم
يا ساكاني البان طال البين في غير
أربت على الصبر فاستعصي على الهمم
واستأسدت نوب الأيام فاجترأت
بنات أوى على الأشبيال في الأجم
للَه أيام كنا والوجود لنا
يجري القضاء بما شئنا على الأمم
إذ يرفع اللَه بالدين الحنيف لنا
على الذرى دولة خفاقة العلم
في سورة العز والمجد الذي سلفت
بشراً به غرر الأجيال في القدم
مجد بناه الذي فاض الوجود به
نوراً له قامت الدينا من العدم
طه أبو القاسم المبعوث من مضر
إلى البرية من عرب ومن عجم
ولو ترى قبله الدنيا وما لقيت
من البلاء وما ذاقت من النقم
والنسا ضلّال قفر في مسارحها
هيمٌ من السرح أو غفل من الغنم
ضلوا سواء النهى فاستمسكوا عمهاً
بكل حبل من الأهواء منجذم
هاموا بكل سبيل في غياهبها
من يخطئ القصد في ليل الهوى يهم
فأوردتهم ظماءً كل مهتلك
يشوبه الكفر بالأقذاء والوخم
تفرقوا شيعاً في الكفر وانقسموا
شتّى فباءوا بما يخزي من القسم
هذا عن الحق بالأفلاك في عمهٍ
وذاك بالنار عن نور الجلال عمي
وذا يؤله من لا يستجيب له
من ناطقٍ بشر أو صامت صنم
قبائل وشعوب لا يعطفها
إخاء صدق ولا قربي من الرحم
وسوقة وملوك حال بينهما
ما حال بين سباع الجو والنعم
هذا على العرش محمود بعزته
يزجي أولئك في الأجناد والخدم
إن عبد الروم في بصرى قياصرها
ففي مدائن كسرى تهلك العجم
من قال بالعقل غال السيف هامته
ومن يسم يوم عدل بالردى يسم
والجاهليون بالأحقاد في لهب
من العداوة والبغضاء محتدم
في يعرب ومعدٍّ كل بائقة
تسقيهم الموت في الغارات والإزم
إن أتهموا فركاب الموت متهمة
أو أنجدوا فالردى موف على القمم
جهل مبيد وفوضى عب زاخرها
والعيش بين الضنى والفتنة العمم
لولا قريش سقى اللَه الوجود بها
غوثاً من الأمن في غيث من الديم
قوم إذا ابتدر الناس العلا نهضوا
في زاخر من تليد المجد ملتطم
هم خيرة اللَه مذ كانوا وصفوته
وجيرة اللَه فازوا منه بالذمم
أبناء فهر بنيتم في البطاح لنا
مجداً تأثل بين الحل والحرم
كنتم نظاماً لأقوام مضوا حقبا
من الزمان بلا شمل ولا نظم
يا موئل الناس والأيام راجفة
بأهلها وسعير البأس في حدم
وعصمة الناس عن ضاق الفضاء بهم
فاءوا إلى موئلٍ منكم ومعتصم
يا مطعمي الناس إن أكدى الغمام ويا
ري الحجيج إذا يوم الهجير حمى
تصوب المجد من أعلى ذوائبكم
نوراً أطل على الآفاق من شمم
مسراه في شرف الإسلام منتقلا
بين القبيلين من طود إلى علم
حتى أقلته في عليا مشارقه
زهراء زهرة ذات الطهر والعصم
من ذا الذي حملت تلك البتول ومن
قامت المقدمه الدنيا على قدم
نور من اللَه سواه وصوره
خلقاً وزكاه بالآداب والحكم
في الشرق والغرب آيات تطوف بها
رسل البشائر من شادٍ ومرتسم
في ليلة لم تر الدنيا لها مثلا
فيما تقضي من الأجيال والأمم
تنفست عن سنا شمس الوجود بدا
في موكب من جلال اللَه منتظم
روح الحياتين نور القريتين إما
م القبلتين صفيِّ اللَه في القدم
لاحت مخايله تنبيك أن له
قدراً تفرد في الساداتن بالعظم
المجد محتده واليمن مولده
والحمد مورده معنى اسمه العلم
يرمي النجوم بعين في تقلبها
معنى يفوت مدى الأفلاك والنجم
يا أحمد الرسل ما هذا الجلال به
جمال هذا المحيا باهر الشيم
ما هان باليتم لكن زاده خطراً
وقد يهون بنو السادات باليتم
لما دعوا أحمد اهتز الحمى وبدا
عبد مناف صدق جدهم
واستقبل الدهر بالنعمى بما صنعت
فتاتهم وانشر البشرى بحيهم
خير المراضع من أم القرى رجعت
أمّاً لأكرم مكفول وملتزم
فما استقرت به حتى أناخ بهم
من جوده كل جود بالندى رزم
ما زال ينمي ويسمو في مناقبه
نماء نجد بما شاء الجلال سمى
فيه شمائل عبد اللَه نعرفها
عن شيبة الحمد عن عمرو عن الحكم
سمع وقور أمين صادق فطن
عف قدير وصول مانع الحرم
شمائل قصرت عن درك أيسرها
أهل النهى من قريش أو بنى جشم
وهمة أصغرت ما أكبرت سفها
تلك النفوس وكانت موطن الهمم
لما أظل الورى إبّان دعوته
وثار نور الهدى يسطو على الغمم
أوفى على قلبه داع أهاب به
من جانب القدس هذا نورنا فشم
نور أضاء بقلب صاغ جوهره
من الندى والمعالي بارئ النسم
قلب جرى فيه أن اللضه حمله
عبء البرية من عرب ومن عجم
وحوله من قريش كل معتقم
من حمأة الكفر يهوى حول معتقم
فاستوحشت بينهم نفسٌ له أنست
بوحشة البيد وارتاحت إلى الوجم
مستأنساً بجلال اللَه يشهده
في الغار بين خشوع البيد والأكم
حتى تبين أعلام النبوة في
ما قد رأى ثم لم يرتب ولم يهم
أوحى إليه كما أوحى إلى رسل
من قبله بالهدى والملة القيم
بالنور بالحق بالعرفان أرسله اللَ
ه الذي علم الإنسان بالقلم
هناك زلزل قوم حين قال له
قم منذراً وبحبل اللَه فاعتصم
فالكفر يرجف والأصنام واجمة
ووالحق يبسم والطاغوت في سدم
فاعجب لأحلامهم طاشت وكم رجحت
على شماريخ رضوى أو على إضم
وأعجب له كيف يدعو وحده أمماً
عن دعوة الحق حنايا الوالد الرخم
إن قام باللين يسترعي ضمائرهم
رأيت كل حمى بالخني عرم
أو جاء بالآي مدوا بالخصام له
حبال ألوى على حكم الهوى خصم
يحنو عليهم وإن صدوا يعلمهم
رفق الولي وبر السيد الخذم
وكم طغوا لم يقابلهم بما صنعوا
قلب تخلى عن العدوان والأضم
ومن يقد مثله قوماً أحلهم
منه بمنزلة الأبناء والحشم
يدعوهم وكتاب اللَه آيته
يهدي إلى الرشد بالبرهان والحكم
يتلوه في أحرف جاء الأمين بها
وحياً من اللَه في نظم من الكلم
لم يبق حين تحداهم به لسن
إلا تردى شعار العي واللسم
وإذ قضى العجز فيهم حكمه فزعوا
فاستنجدوا بالقنا والصارم القضم
إلا فريقاً جلا نور اليقين لهم
عن ظلمة الشك بالعرفان والفهم
لم يكذب الرأي أم المؤمنين بما
تخيلت فيه من نبل ومن عظم
ولم يفت نظر الصديق ما جمعت
فيه النبوة من آي ومن علم
ولا أضل عليٌّ والصبا غرر
في صدق أحمد رأى الحاذق الفهم
ثلاثة في ميادين الهدى سبقوا
فأحرزوا قصب الحسنى بسبقهم
جلوا وصلى على آثارهم نفر
سنوا الهدى لبني الدنيا بهديهم
من كل أبلج سامٍ في أرومته
من آل فهر كبير القلب ذي شمم
وكل أروع نجد في حفيظته
من أهل يثرب لا نكس ولا برم
صيدٌ صناديد في يوم الوغى صبر
غرٌّ أماجيد كشافون للغمم
لما تمادت قريش في عداوته
وبيتوا قتله تدبير معتزم
قامت يد اللضه تخزيهم وتنصره
من ينصر اللَه يعصمه فيعتصم
رد القضاء عليهم سواء ما مكروا
فلم يبوءوا بغير الخزي والندم
يا طيب للغار آواه وصاحبه
وللحمام بما أسدت من الخدم
والعنكبوت لها ني نصره عمل
عن درك آياته جفن الضلال عمى
من يحمه اللَه ساوى في حمايته
فعل الجمادات فعل الناس والبهم
لما نحا يثرب اهتز الحمى وبكت
ورق الربى لبكاء البيت والحرم
ما حل طيبة حتى حل حبوته
للسيف يدعو بأمر اللضه والقلم
تأذن اللَه أن تغشى كتائبه
منازل الشرك في نجد وفي تهم
وقام أهل المصلى والعقيق إلى
نصر النبي بعهد غير منفصم
وشيمت البيض فاهتز الحجاز لها
واستنت الخيل في شوق إلى اللجم
والناس إن ظلموا البرهان واعتسفوا
فالحرب أجدى على الدنيا من السلم
ومعشر أسلموا للَه أنفسهم
تبينوا الربح في بيع وفي سلم
للَه ما أرخصوا من أنفس ذهبت
في اللَه غالبة الأقدار والقيم
ألقوا على الدهر من آياتهم عبرا
وساوروا الموت فاستخذى لبأسهم
سل نسج داود إذ هم يخطرون به
في كل مصطرخ عال ومصطم
وسل شبا البيض كم شبوا لها لهباً
على الطواغيت في أيامها الدهم
في اللضه ما جردوا منها وما غمدوا
في اللَه ما سفكوا من أنفس ودم
لم يحملوها لدنيا قل ما جمعوا
منها ولا عن هوى في النفس محتكم
والخيل تعلم كم دكت سنابكها
مما بنى الكفر مندار ومن أجم
في كل يوم كبدر جر أيومه
على العدا كل ماض بالردى خذم
يوم قضى الحق لا يوم جرى سفها
بالأنعمين ولا يوم بذي حسم
يوم بنى اللَه أركان الحنيف به
على دعائم عز غير منهدم
صفت سماء الليالي منذ ليلته
على الأنام فلم تظلم ولم تغم
يا قائد الجيش يسعى تحت رايته
من عسكر اللَه جند غير منهزم
إن كان جبريل من أركان حربك في
بدر فحمزة والكرار في الحشم
في آلك الغر مذ كانوا وهم بشر
ما في الملائك من أيد ومن كرم
ويا نبيّاً سقى الدنيا بملته
روق الحضارة من سلسالها الشبم
محمد عبد المطلب
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: الخميس 2014/05/22 04:46:24 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com