عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > السودان > محمد الطاهر المجذوب > عاهدوا الربع ولوعاً وغراما

السودان

مشاهدة
2965

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عاهدوا الربع ولوعاً وغراما

عاهدوا الربع ولوعاً وغراما
وهواناً في هواهم وهياما
وقياماً بحقوقٍ في الهوى
فوفوا للربع بالدمع ذماما
كلما مروا على أطلاله
سألوها أين من حلوا الخياما
ثم لما لم تجبهم حسرةً
سفكوا الدمع بذي السفح انسجاما
نزلوا بالشعب من شرقيه
حبذا الربع ارتحالا ومقاما
ثم مالوا نحو أفياء الحمى
مستظلِّين أراكاً وبشاما
ينثر الطل عليهم لؤلؤاً
يخجل الدر صفاءً وانتظاما
وحباب المزن في ساحاتهم
يشبه اللؤلؤ حسناً وابتساما
وإذا هبت صبا نجدٍ لهم
أقرأتهم عن خبا سلمى سلاما
ومتى حيت سحيراً حيهم
أفهمتهم عن ربا نجدٍ كلاما
يا رفيقي بنواحي زامةٍ
ولياليها صياماً وقياما
إن تدانى الشمل في أرض الحمى
عن لي بالأبرق الفرد وراما
كم بدورٍ في خدور المنحنى
لم ير الراوون منهن لثاما
تخجل الشمس للقياهن بل
يستعير البدر منهن التماما
حبهم حل سويدا مهجتي
فجواه في الحشا يذكو ضراما
وثوى ودُّهمو في أضلعي
وفؤادي بعد ما فتَّ العظاما
أيها اللائم أذني لا تيع
إنما مثلك من يدعو الرجاما
لست أصغي لملامٍ قد غدا
زخرفَ القول فدع عنك الملاما
أولع الحب بدمعي ودمي
لم يدع تبريحه منى سلاما
وإذا استحكم وجدي شيمةً
فعلام اللوم في الحب علاما
عذري الوجد قلبي فيهم
يسطيب الشيح نشقاً والثماما
عجباً للصب في طبع الهوى
يكره المسك ويرتاح الخزاما
والفتى العذري لا ينفك عن
عهدة الحب ولو ذاق الحماما
ليت شعري هل أداني شعبهم
يوم سلمى فيه والربع أقاما
أو أرى الإثار من أطلالهم
بعد بعدي وترى عيني الخياما
ما عليكم سادتي من حرجٍ
في المحبين وصالاً وانفصاما
غير أنا في نداكم نرتجي
لو تردون ليالينا القداما
إن تناءت دارنا عن داركم
فلنا أنسٌ بذكراكم دواما
ولئن عز اللقا في حيكم
فاذكروا العهد وزورونا مناما
هيجتني نسمةٌ نجديةٌ
أرقتني فجفا جفني المناما
غادرتني عرضة الأسقام بل
تركت قلبي عميداً مستهاما
كلما ناحت حمامات الحمى
سحراً تنهل عيناي انسجاما
هل حقوقٌ ما تقضت بعد ما
في أراك الشعب ناوحت الحماما
وأحيبابي الألى عاهدتهم
علهم يوفون بالعهد ذماما
حملوني في الهوى إصراراً وقد
عقلوا عقلي بمن أهوى هياما
عرضوا الكاس علينا مرةً
وأماطوا عن ثناياها الفداما
وأباحوا الشرب رشفاً واحتساً
فانتهى السكر وما فضوا الختاما
ثملت أرواحنا من ذكرهم
فتراه في النوادي مستداما
وطربنا نشوةً لكننا
لم نر الراح ولا ذقنا المداما
يا نداماي فؤادي عندكم
رهن عهد الحب أوفيه لزاما
خبروني يوم عنا بنتموا
ما فعلتم بفؤادي يا نداما
همت فاستعذبت تعذيبي بكم
ورأيت الذل في الحب اغتناما
سادتي عندي جبارٌ جرحكم
فاجرحوا قلبي ولا تخشوا أثاما
أنتموا من دمي المسفوح في
مذهب الحب بريئون ذماما
فاخرجوا من مأثم السفح إلى
أوسع الحل وإن كان حراما
وصرموا حبلي وإن شئتم صلوا
حبذا الوصل ارتضاعاً وانفطاما
واصنعوا مهما أردتم في الهوى
ما ألذ الحب وصلاً وانصراما
أنا راضٍ بالذي ترضونه
لا أرى إلا رضاكم لي مراما
أنتم في كل حالٍ سادتي
لكم المنة عفواً وانتقاما
كنت في الشعب وكانوا جيرتي
ولظى أحشاي برداً وسلاما
لست أبغي غير عيشي بينهم
لو صفا لي ذلك العيش وداما
قسماً بالبيت والركن الذي
يمتحي عنا خطايانا العظاما
وحطيمٍ منه للزوار قد
طاب تقبلاً ومسحاً والتزاما
إن في طيبة قومً جارهم
ليس يخشى في ذرى المجد زحاما
سادةٌ شادوا العلا قدرهم
في محل النجم يعلو أن يساما
روضة الجنة أو طانهم
ومقام المصطفى الماحي الظلاما
ظل مثوىً مهبط الوحي لهم
وثرى آثارهم يبري الجذاما
كل من لم ير فرضاً حبهم
وولاهم وبهم يرجو التئاما
ويرى ذلك جدوى سعيه
فهو في النار وإن صلى وصاما
هم نجومٌ أشرق الكون بهم
وغيوثٌ سحبها ظلت ركاما
وسما في الجو سامي نورهم
بعد أن كانت نواحيه ظلاما
فتحوا الأرض بعليا بأسهم
عنوةً قتلاً وسبيا واغتناما
وأبادوا الشرك عن أقطارها
واستباحوا يمناً منها وشاما
فيهم البدر الذي أنواره
تخجل البدر إذا استوفى التماما
تلك أنوار الهدى لما بدت
لم يطق من بعدها الحق انكتاما
الأعز المنتقى من هاشمٍ
سيِّدٌ ساد النبيين الكراما
صفوة الرسل عزيز المنتمى
طيب العنصر حاشا أن يضاما
المداني قاب قوسين الذي
نال مرأى واقتراباً وكلاما
سيدٌ ليلة قد أسرى به
كان للأملاك والرسل إماما
إرتضاه اللَه نوراً للورى
وسراجاً ضاوياً عم الأناما
وأزال الكفر في الأرض به
وانتضاه لدم الأعدا حساما
خصه اللَه بدينٍ قيمٍ
أذهب الإصر وأغلالا عظاما
وحوى كل مزايا الفضل إذ
نسخ الأديان ندباً والتزاما
بكتابٍ أحكمت آياته
يخبر الغيب وأنباءً فخاما
معجزٌ للإنس والجن معاً
عصمة اللَه لمن رام اعتصاما
يهتدي كل من استهدى به
وينال القصد منه والمراما
وبه كل تقيٍّ يقتفي
سبل الرشد ويعمى من تعاما
فرض العمرة والحج لنا
وأبان الحكم حلاً وحراما
وأرانا طرق هدى طاعةً
وصلاةً وزكاةً وصياما
يا رسول اللَه يا ذا الفضل يا
صاحب الحوض الذي يروي الأواما
يا خصيصاً بلواء الحمد يا
بهجة المحشر جاهاً ومقاما
عد على عبد الرحيم الملتجى
بك في الحشر غداً كي لا يلاما
وعلى المجذوب فهو المحتمى
بحمى عزك يا غوث اليتامى
ورفاقي الكل قم بي وبهم
وأبحنا في غدٍ داراً سلاما
وبأيدي جمعنا خذ أبداً
في الملمات إذ احتجنا القياما
وأقلني سيدي من عثرتي
وارع مسعاي فلا أجني اجتراما
فلقد أشفقت من فعل الهوى
واكتساب الذنب من خمسين عاما
نحن في روض ثناكم نجتني
يانع الود اشتياقاً وغراما
وإلى أعتابكم نهدي جنى
ثمرات المدح نثراً ونظاما
لو سما المجد للأقصى غايةٍ
يلف علياءك فوقاً وأماما
كيف في المجد تضاهي بعد أن
كنت للمجد سناءً وسناما
يدك العليا على كل يدٍ
فعلاها للعلا أضحى زماما
ظلت في أوج المعالي راقياً
زادك اللَه علوّاً واحتراما
وكسا روحك منه رحمةً
لا انتهاءً لمداها واختتاما
وعلا قدر وعزّاً سامياً
وصلاةً ترتضيها وسلاما
تفتضي حقك عني دائماً
ما أثار الريح في الجو غماما
وتضاهي قدرك السامي علاً
وتعم الآل والصحب الكراما
محمد الطاهر المجذوب
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2014/05/22 10:53:07 مساءً
التعديل: الجمعة 2022/10/21 11:34:38 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com