لِلَّهِ في كُلِّ ما يَجري بِهِ القَدَرُ | |
|
| لُطفٌ تَحارُ بِهِ الأَفهامُ وَالفِكَرُ |
|
إِنَّ الَّذي قَد شَكا عَينُ الزَمانِ لَهُ | |
|
| شَكا لَهُ المُسلِمونَ البَدوُ وَالخَضَرُ |
|
وَكَيفَ وَهوَ لَهُم روحٌ تَقومُ بِهِم | |
|
| وَهُم وَإِن كَثُروا فيما تُرى الصُوَرُ |
|
أَقولُ لِلنّاسِ إِذ راعَت شَكِيَّتُهُ | |
|
| مَهلاً فَلِلَّهِ في أَحوالِنا نَظَرُ |
|
لِلَّهُ أَلطَفُ أَن يُخلي بِرِيَّتَهُ | |
|
| مِن ناصِرٍ لِلهُدى بِالرُشدِ يَأتَمِرُ |
|
وَلَيسَ فيما رَأَينا أَو أَتى خَبَرٌ | |
|
| غَيرُ الإِمامِ لِدينِ اللَهِ يَنتَصِرُ |
|
عَبدُ العَزيزِ الَّذي كانَت وِلايَتُهُ | |
|
| لِلمُسلِمينَ حَياةً بَعدَ ما قُبِروا |
|
لَهُ طُهورٌ وَنورٌ ثُمَّ عافِيَةٌ | |
|
| وَزالَ عَنهُ إِلى اَعدائِهِ الضَرَرُ |
|
فَالحَمدُ لِلَّهِ حَمداً نَستَمِدُّ بِهِ | |
|
| لَهُ مِنَ اللَهِ أَن يَنسا لَهُ الأَثَرُ |
|
فَفيهِ لِلدّينِ وَالدُنيا الصَلاحُ كَما | |
|
| فيهِ لِمَن حارَبَ الإِسلامَ مُزدَجَرُ |
|
فَردٌ طَوى المَجدَ وَالتَقوى بِبُردَتِهِ | |
|
| وَعاشَ في فَضلِهِ قَحطانُ أَو مُضَرُ |
|
يا أَفضَلَ الناسِ فيما يُمدَحونَ بِهِ | |
|
| وَأَوسَعَ الناسِ عَفواً حينَ يَقتَدِرُ |
|
لِلَّهِ فيكَ عِناياتٌ سَتَبلُغُها | |
|
| نِتاجُها شَرَفُ الدارَينِ وَالعُمرُ |
|
فَاِجعَل مُشيرَكَ فيما أَنتَ فاعِلُهُ | |
|
| مُهَذَّبَ الرَأيِ لِلآثارِ يَقتَفِرُ |
|
إِنَّ الرُكونَ إِلى مَن لَستَ تَأمَنُهُ | |
|
| أَو مَن وَتَرتَ لَمَعقودٌ بِهِ الخَطَرُ |
|
وَالنُصحُ إِن لَم يَكُن بِالدينِ مُرتَبِطاً | |
|
| فَأَحرِ مِن صَفوِهِ أَن يَحدُث الكَدَرُ |
|
وَاللَهُ يُبقيكَ لِلإِسلامِ مُدَّرَءاً | |
|
| تَروحُ بِالعِزِّ مَحروساً وَتَبتَكِرُ |
|
ظِلّاً لَنا مِن حَرورِ الجَورِ مُنتَعِشاً | |
|
| لِبائِسٍ مَسَّهُ مِن دَهرِهِ عُسُرُ |
|
أَجَلتَ أَقداحَ فِكري في الوَرى نَظَراً | |
|
| أُصَوِّبُ الفِكرَ أَحياناً وَأَنحَدِرُ |
|
فَلَيسَ إِلّاكَ في الدُنيا نُؤَمِّلُهُ | |
|
| لِنُصرَةِ الدينِ وَالدُنيا وَنَنتَظِرُ |
|
لَو اِستَطَعنا لَشاطَرناكَ مُدَّتَنا | |
|
| وَكانَ بَيعاً بِهِ رِبحٌ وَمُتَّجَرُ |
|
أَنتَ الَّذي قُدتَها جُرداً مُسَوَّمَةً | |
|
| يوري الحُباحِبُ في أَرساغِها الحَجَرُ |
|
مِن كُلِّ مُقرَبٍَ كَالسيِّدِ مُحكَمَةٍ | |
|
| خَيفانَةٍ زانَها التَحجيلُ وَالغُرَرُ |
|
تَكادُ تُعطيكَ عَن لَوحِ الهَوى خَبَراً | |
|
| إِذا جَرَت قُلتَ لا سَهلٌ وَلا وَعِرُ |
|
تَعدو بِشُعثِ مَساعيرٍ تَقودُهُم | |
|
| يا مِسعَرَ الحَربِ حَيثُ الحَربُ تَستَعِرُ |
|
فَكَم مَلاعِبِ أَرماحٍ أَقَمتَ بِها | |
|
| سوقاً يُغَشَّمُ فيهِ الصارِمُ الذَكَرُ |
|
بيضٌ تُباعِدُ هاماً عَن مَنابِتِها | |
|
| وَتَستَذِلُّ الَّذي في خَدِّهِ صَعرُ |
|
أَضحَت بِها عَذاباتُ الدينِ بارِضَةً | |
|
| بَعدَ القُحولَةِ مُهتَزّاً بِها الثَمَرُ |
|
تَشكو الرِماحُ العَوالي مِن تَقَصُّدِها | |
|
| وَالبيضُ بَعدَ فُلولِ الحَد تَنبَتِرُ |
|
في مَأزِقٍ يُكثِرُ الثَكلى تَأَجُّجُهُ | |
|
| مِن ناكِثٍ أَو عَدُوٍّ حانَهُ قَدَرُ |
|
كَم ظَنَّ قَومٌ إِذا حَقَّت شَقاوَتُهُم | |
|
| بِأَن لَهُم عَنكَ إِمّا أَبعَدوا وَزَرُ |
|
فَكانَ مَحرَزُهُم لِلبَينِ يُبرِزُهُم | |
|
| إِذ قَد وَفَيتَ لَهُم فَضلاً وَهُم غَدَروا |
|
جَلَّلتَ فَضفاضَةَ النُعمى مَناكِبَهُم | |
|
| عَفواً وَجوداً وَلَو عاقَبتَهُم عَذَروا |
|
فَما سَمِعنا وَلَم تَسمَع أَوائِلُنا | |
|
| بِمِثلِ حِلمِكَ فيما ضَمَّتِ السِيَرُ |
|
وَلَيسَ رَأيُكَ في مالٍ تُجَمِّعُهُ | |
|
| كَنزاً إِذا جَمَّعَ الخُزّانُ وَاِدَّخَروا |
|
بَل لِلمَكارِمِ تَبنيها وَتَعمُرُها | |
|
| حاشا يُخالِطُها زَهوٌ وَلا بَطَرُ |
|
مَآثِرٌ لَكَ تُتلى بَينَ أَظهُرِنا | |
|
| وَبَعدَنا هُنَّ في صُحفِ العُلى سُوَرُ |
|
يَفديكَ قَومٌ يَرَونَ الكَنزَ مَكرُمَةً | |
|
| وَما لَهُم في العُلى وِردٌ وَلا صَدرُ |
|
تَسعى مُلوكُ بَني الدُنيا لِأَنفُسِهِم | |
|
| وَأَنتَ تَسعى لِكَيما يَصلُحَ البَشَرُ |
|
جَزَتكَ عَنّا جَوازي الخَيرِ مِن مَلِكٍ | |
|
| عَمَّ الرَعِيَّةَ عَدلٌ مِنهُ فَاِنتَشَروا |
|
لي فيكَ صِدقُ وَلاءٍ لا يُغَيِّرُهُ | |
|
| نَأيُ المَزارِ وَلَو يَخرَوِّطُ السَفَرُ |
|
وَكَيفَ أَنساكَ يا مَن عِشتُ في كَنَفٍ | |
|
| مِن ظِلِّ إِحسانِهِ وَالناسُ قَد خَبَروا |
|
خُذها اِبنَةَ الفِكرِ يَجلو حُسنُ مَنطِقِها | |
|
| عَلَيكَ مِنها ثَناءً نَشرُهُ عَطِرُ |
|
وَما عَسى يَبلُغُ المُثني عَلَيكَ وَقَد | |
|
| جاوَزتَ ما نَظَمَ المُدّاحُ أَو نَثَروا |
|
ثُمَّ الصَلاةُ وَتَسليمُ الإِلهِ مَعاً | |
|
| عَلى الشَفيعِ إِذا ما الأَنبِيا اِعتَذَروا |
|
وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ ما طَلَعَت | |
|
| شَمسٌ وَما لاحَ نَجمٌ أَو بَدا قَمَرُ |
|