ضَمانٌ على أَن الغَرام طَويلُ | |
|
| إِذا شَحَطَت دارٌ وَبان خَليلُ |
|
أَقولُ لِنَفسي حينَ جَدَّ بها الأَسى | |
|
| نَهَيتُكِ عَن ذا وَالفَريقُ حُلولُ |
|
فَأَمّا وَقد جازوا الغَميمَ وَلَعلَعا | |
|
| وَحالَت حُزونٌ دونَهُم وَسُهول |
|
فَبَرِّد جَوى قَلبٍ أُطيلَ عليلُهُ | |
|
| بِفَيضِ دموعٍ في الجفونِ تَجولُ |
|
سَقى أَينَ حلّوا أَو سَقى مُنتَواهُم | |
|
| مِنَ المُزنِ رَجّاسُ السحابِ همولُ |
|
أُعَلِّلُ نَفسي بِاللِقاء وَدونَ ما | |
|
| أُرَجّيهِ دهرٌ بِالوَفاءِ مطولُ |
|
فَلا النَفسُ تَسلوهُم وَلا الوجد مُقصرٌ | |
|
| وَلا الصَبرُ مُذ بانَ الخَليطُ جَميلُ |
|
وَقَد زَعَموا أَنَّ الشِفاءَ مِنَ الجَوى | |
|
| دُموعٌ مَرَتها زَفرَةٌ وَعَويلُ |
|
فَما بالُ جَفني لا يَجِفُّ وَعَبرَتي | |
|
| دِراكاً وَلم يَبرُد بِذاكَ غَليبلُ |
|
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ مَوقِفاً | |
|
| لَنا وَالعُيونُ الرافِقاتُ غُفولُ |
|
تُكاتِمُني وَجداً وَتَرنو بِمُقلَةٍ | |
|
| ضَعيفَةِ رَجعِ الطَرفِ وَهيَ تَقولُ |
|
سَلِ اللَهِ أَن يَسقى الحِمى عَلَّ رَجعَةً | |
|
| لَنا عِندَما تَهتَزُّ مِنهُ بُقولُ |
|
فَيَلتَئِمَ الشَعبَ الذي صَدَعَ النَوى | |
|
| وَيَحزَنَ مِن بَعدِ السُرورِ عَذولُ |
|
فَلَمّا اِستَحثَّ البَينُ وَاِنشَقَّتِ العَصا | |
|
| وَنادى مُنادٍ بِالرَحيلِ عَجولُ |
|
تَمَنَّيتُ لَو روحي تُباعُ بِنَظرَةٍ | |
|
| إِلَيها وَلكِن ما إِلَيهِ سَبيلُ |
|
وَمَوّارَةُ الضَبعَينِ مُحكَمَةُ القَرا | |
|
| أَمونُ السُرى عَبرَ الهَجيرِ ذَمولُ |
|
بَعيدَةُ ما بَينَ التَرائِبِ جَسرَةٌ | |
|
| تُلاحِظُ ظِلَّ السَوطِ أَينَ يَميلُ |
|
جَشِمتُ عَلَيها الهَولَ أَمّا نَهارُها | |
|
| فَوَخذٌ وَأَمّا لَيلُها فَذَميلُ |
|
خَلا ساعَةٍ أَقضي عُجالَةَ راحِلٍ | |
|
| إِذا حانَ مِن شَمسِ النَهارِ أُفولُ |
|
فَسَيَّرتُها ما بَينَ بُصرى وَأَبيَنٍ | |
|
| وَمِن كابُلٍ حَتّى أَشاحَ طَفيلُ |
|
فَما نَظَرَت عَيني وَلا مَرَّ مِسمَعي | |
|
| بِحَلٍّ وَلا حَيثُ اِستَقَلَّ رَحيلُ |
|
كَمِثلِ بَني عيسى حِفاظاً وَنائِلاً | |
|
| إِذا عَمَّ أَقطارَ البِلادِ محولُ |
|
جَحاجِحَةٌ غُرُّ الوُجوهِ تَآزَروا | |
|
| بِآراءِ صِدقٍ زانَهُنَّ عُقولُ |
|
سَما بهمُ عيسى إِلى الذُروَةِ التي | |
|
| تَعِزَّ عَلى مَن رامَها وَتَطولُ |
|
فَهُم حَيثُ هذا الخَلقُ حُسنَ تَواضُعٍ | |
|
| وَهُم بِالعُلى فَوقَ السِماكِ نُزولُ |
|
رَوابِطُ جَأشِ القَلبِ في يَومِ زَيغِهِ | |
|
| إِذا أَسلَمَ البيضَ الحِسانَ حَليلُ |
|
وَمَأوى ضَريكٍ أَتعَسَ الدَهرُ جَدَّهُ | |
|
| وَأَمنُ طَريدٍ قَد نَفاهُ قَبيلُ |
|
مُحمدُ لَم أَحمَدكَ وَحدي وَإِنَّما | |
|
| بِحَمدِكَ مَن فَوقَ البَسيطِ يَقولُ |
|
رَأَوكَ لما قالوهُ أَهلاً فَدَوَّنوا | |
|
| لِحَمدِكَ أَبواباً لَهُنَّ فُصولُ |
|
فَإِن ذَكَروا بَأساً فَأَنتَ مُقَدَّمٌ | |
|
| وَإِن ذكروا عُرفاً فَأَنتَ مُنيلُ |
|
وَهوبٌ لِمَضنونِ الصَفايا تَبَرُّعاً | |
|
| إِذا الشَولُ لَم تُرفَع لَهُنَّ ذُيولُ |
|
حَليمٌ إِذا ما الحِلمُ كانَ حَزامَةً | |
|
| وَسَوطُ نَكالٍ إِن غَضِبتَ وَبيلُ |
|
وَمَوقِفِ هَولٍ قُمتَ صَعبَ مُقامِهِ | |
|
| وَلِلبيضِ في هامِ الكُماةَ صَليلُ |
|
فَفَرَّجتَ ضَنكَ المَأزِقَينِ بِعَزمَةٍ | |
|
| يُفَلُّ بها بَعدَ الرَعيلِ رَعيلُ |
|
مَساعٍ هيَ الدُنيا مَعالٍ وَمَفخَرٌ | |
|
| وَأَجرٌ إِذا حَقَّ الثَوابُ جَزيلُ |
|
فَلا مَجدَ إِلّا قَد تَجاوَزتَ قَدرَهُ | |
|
| فَكُلُّ ثَناءٍ في عُلاكَ قَليلُ |
|
فَما لِلمَطايا دونَ بابِكَ مَوقِفٌ | |
|
| وَلا لِمَديحٍ في سِواكَ دَليلُ |
|
وَدونَكَ مَدحاً عَن مَقامِكَ قاصِرٌ | |
|
| وَفي نَفسِهِ عِندَ الرُواةِ جَليلُ |
|
أَزارَكَهُ فِكرٌ بِمَدحِكَ مولَعٌ | |
|
| لِأَنَّ مَكانَ القَولِ فيكَ بَجيلُ |
|
وَما كُنتُ مِمَّن يَجعَلُ الشِعرَ مَكسَباً | |
|
| وَلَم يَطَبِّبني لِلمَطامِعِ قيلُ |
|
وَلكِن غَمامٌ مِن نَداكَ أَظَلَّني | |
|
| فَأَخضَلتُ فيه وَالزمانُ مَحيلُ |
|
وَلَستُ بِشُكري مُستَزيداً وَإِنَّما | |
|
| لكُم طَوقُ مَنٍّ في طُلايَ ثَيقيلُ |
|
سَأَذكُرُهُ ما بَلَّ ريقيَ مِقوَلي | |
|
| وَما ناخَ شَجواً بِالأَراكِ هَديلُ |
|
وَصَلِّ إلهَ العالمينَ مُسَلِّماً | |
|
| عَلى مَن لهُ في المَكرُماتِ دَليلُ |
|
مُحمدٍ الهادي الأَمينِ وَآلهِ | |
|
| كَذا الصَحبِ ما هَبَّت صَباً وَقَبولُ |
|