نَعَم هذِهِ أَطلالُ سُلمى فَسَلِّمِ | |
|
| وَأَرخِ بِها سَيلَ الشُؤونِ وَأَسجِمِ |
|
وَقِف في مَغانيها وَعَفِّر بِتُربِها | |
|
| صَحيفَةً حُرِّ الوَجهِ قَبلَ التَندُّمِ |
|
فَثَمَّ مَقيلُ الوَجدِ لا بَل مُقامُهُ | |
|
| وَثَمَّ هَوى نَفسِ المَشوقِ المُتَيَّمِ |
|
وَمَسحَبُ أَذيالٍ لِغِزلانِ جيرَةٍ | |
|
| سَقَوني سُلافَ الوَصلِ غَيرَ المُفَدَّمِ |
|
غَضارَةُ عَيشٍ قد تَوَهَّمتُ أَنها | |
|
| تَدوم فكان الأَمر غَيرَ التَوَهُّمِ |
|
متى تَذكُرَ اهالي تَهِج بين أَضلُعي | |
|
| عَقابيلُ وَجدٍ كالحريقِ المُضرَّمِ |
|
أَقولُ لِصَحبي وَالمَراسيلُ تَرتَمي | |
|
| بِنا سُهَّما تَرمي الفَيافي بِسُهَّمِ |
|
أَلا عَوجَةٌ مِنكم على الربعِ رُبَّما | |
|
| شَفَيتَ الذي بي أَو قَضَيتُ تَلَوُّمي |
|
فَعاجوا فَغَطَّت ناظِرَ العَينِ عَبرَةٌ | |
|
| فَلم أَتَبَيَّن شاخِصاً مِن مُهدَّمِ |
|
أَجدَّ كما أَن لّا أَمُرَّ بِمَنزِلٍ | |
|
| لِمَيَّةَ إِلّا أَمزُجُ الدَمع بِالدَمِ |
|
وَلا أَستَبينَ البَرقَ يَفري وَميضُهُ | |
|
| جَلابيبَ مَسدولٍ مِن الجُنحِ مُظلِمِ |
|
بِجِزعِ اللِوى إِلّا أَبيتُ مُسَهَّداً | |
|
| كأَنَّ شَراسيفي نُفِذنَ بِأَسهُمِ |
|
سَهِرنا فَناموا وَاِرتَحَلنا فَخَيَّموا | |
|
| عَناءٌ لِنَجدِيٍّ عَلاقَةُ مُتهِمِ |
|
بَلى حينَ خادَعتُ اللَجاجَةَ بِالأَسى | |
|
| وَمَنَّيتُها بِالظَنِّ صَبرَ المُرَجِّمِ |
|
تَراءَت لِمَشغوفٍ بِها لِتُعيدَهُ | |
|
| ظَلومَ الهَوى في دائِهِ المُتَقَدِّم |
|
وَأَوحَت إِلى طَرفي بِإيماضِ طَرفِها | |
|
| وَهَزَّت قَواماً كَالقَضيبِ المُنَعَّمِ |
|
فَكُنتُ أُمَنّي النَفسَ جِدَّ مُمازِحٍ | |
|
| فَعُدتُ بِما شاهَدتهُ جِدَّ مُغرَمِ |
|
وقائِلَةٍ لي وَالرِكابُ مُناخَةٌ | |
|
| وَقد رَقرَقَت دَمعَ الحَزينِ المُكَتَّمِ |
|
إِلى كَم بِها تَرمي الفِجاجَ مُخاطِراً | |
|
| وَلِلرِّزقِ أَسبابٌ بِدونِ التَجَشُّمِ |
|
فَقُلتُ لَها مَهلاً فَإِنََ تَقَلقُلي | |
|
| إِلى كَعبَةٍ يَهوي لها كلُّ مُعدِمِ |
|
وَيَنتابُها قَومٌ كِرامٌ أَعِزَّةٌ | |
|
| فَفيها اِبنُ عُكّازٍ وَفيها اِبنُ ضَيغَمِ |
|
مَناسِكُ حجٍّ قد أُقيمَت فُروضُها | |
|
| خَلا أَنَّ مَن يَسعى بها غير مُحرِمِ |
|
بَناها عِمادُ الدينِ وَالفَضلِ قاسِمٌ | |
|
| وَبَوَّأَها أَبناءَهُ قُل وَأَعظِمِ |
|
هُمُ القَومُ لا الجاني عَلَيهِم بِسالِمٍ | |
|
| وَلا جارُهُم لِلحادِثاتِ بِمُسلَمِ |
|
إِذا نَزَلوا الأَرضَ الجَديبَ تَزَخرَفَت | |
|
| وَإِن نازَلوا شَقيَ القَنا بِالتَحَطُّمِ |
|
وَتَجهَلُ أَيديهِم عَلى المالِ في النَدى | |
|
| وَتَحلُمُ عَمَّن ذَنبُهُ بِالتَكَلُّمِ |
|
عَلى رِسلِكُم يا طالِبي المَجدِ فاتَكُم | |
|
| إِلى غَلَواتِ المَجدِ جَريُ المُطَهَّمِ |
|
أَغَرُّ عَلَيهِ لِلطّلاقَةِ ميسَمٌ | |
|
| يَلوحُ لَها نورٌ بِدونِ تَوَسُّمِ |
|
سَرى لِلعُلا وَهناً وَأَصبَحَ غَيرُهُ | |
|
| وَهَيهاتَ سارٍ لِلعُلا مِن مُهَوِّمِ |
|
فَتى طَلِباتٍ إِن تَباعَدنَ نالَها | |
|
| بِجُردِ المَذاكي وَالوَشيجِ المُقَوَّمِ |
|
وَعَزمَةِ سَبّاقٍ إِلى كُلِّ غايَةٍ | |
|
| وَهِمَّةِ مِقدامٍ عَلى كلِّ مُعظَمِ |
|
لَعَمري لِفَرعٍ بَين قَيسٍ وَحاجِبٍ | |
|
| قَديماً وَلِلفَيّاضِ قاسِمُ يَنتَمي |
|
لِفَرعٍ زَكا في مَغرِسِ الفَضلِ أَصلُهُ | |
|
| وَفاحَ شَذاهُ بَينَ عُربٍ وَأَعجُمِ |
|
إِلَيهِ مَصوناتُ المَعالي تَشَوَّفَت | |
|
| تَشَوُّفَ ذي وَجدٍ إِلى الزَوجِ أَيِّمِ |
|
وَلوعٌ بِكَسبِ بِكَسبِ الحَمدِ وَالمَجدِ هاجِرٌ | |
|
| خِلالَ الدَنايا شيمَةً بِتَشَيُّمِ |
|
إِذا ما اِنتَدى زُوّارُهُ وَضُيوفُهُ | |
|
| تَبَدّى كَبَدرِ التِمِّ مِن بينِ أَنجُمِ |
|
يُغادونَ مَغشِيَّ الرِواقَينِ باسِماً | |
|
| قَبائِلُ شَتّى مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ |
|
فَمِن مُعلِنٍ شُكراً وَمن طالِبٍ جداً | |
|
| وَمن مُستَقيلٍ عَثرَةَ المُتَنَدِّمِ |
|
أَبا الفَضلِ لَم يَفضُلكَ زَيدٌ وَحاتِمٌ | |
|
| وَمَعنٌ إِذا قِسنا بِغَيرِ التَقَدُّمِ |
|
لَئِن هُم أَبانوا في العُلا مَنهَجَ النَدى | |
|
| لَكَم شِدتَ فيها مَعلَماً بَعدَ مَعلَمِ |
|
تَرَحَّلتُ عَنكُم لا اِغتِباطاً بِغَيرِكُم | |
|
| وَلا عَن مُقامٍ في حِماكُم مُذَمَّمِ |
|
فَكُنتُ وَسَيري وَاِعتِياضي سِواكُمُ | |
|
| كَبائِعِ دينارٍ بِمَغشوشٍ دِرهَمِ |
|
فَجاءَكَ بي وُدٌّ قَديمٌ غَرَستَهُ | |
|
| وَتابَعتَهُ سَقياً بِسَجلِ التَكَرُّمِ |
|
إِلَيكَ رَحَلنا كُلَّ مَحبوكَةِ القَرا | |
|
| أَمونِ السُرى بَينَ الجَديلِ وَشَدقَمِ |
|
إِذا اِلتَحَفَت أُكمُ الفَيافي بِآلِها | |
|
| وَنُشِّرَ فيها كَالمُلاءِ المُعَلَّمِ |
|
تَزِفُّ كَهَدّاجِ يَؤُمُّ فِراخُهُ | |
|
| تَنَكَّسُ مِن ريحٍ وَغَيمٍ مُخَيِّمِ |
|
هَدى ما هَدى حَتّى إِذا اللَيلُ جَنَّةُ | |
|
| وَخافَ اِرتِكامَ العارِضِ المُتَبَسِّمِ |
|
تَنَفَّسَ مَزؤوداً وَخَفَّ كَأَنَّهُ | |
|
| فُلَيتَهُ مَسنونِ الصَوائِدِ أَقطَمِ |
|
طَوَيتُ بِأَيدها الفَلا مُتَعَسِّفاً | |
|
| بِها مِيثَها وَالأَمعَزَ المُتَسَنَّمِ |
|
لِأَحظى بِقُربٍ مِنكَ إِذ جُلُّ مُنيَتي | |
|
| لِقاكَ وَأُهدي الشُكرَ غَيرَ مُجَمجِمِ |
|
ثَناءٌ كَنَشرِ الرَوضِ راوَحهُ النَدى | |
|
| وَغاداهُ مَعلولُ الصَبا المنُتَنَسَّمِ |
|
وَصَلِّ إِلهي ما هَمي الوَدقُ أَو شَدا | |
|
| عَلى الأَيكِ مِطرابٌ بِحُسنِ التَرَنُّمِ |
|
عَلى المُصطَفى الهادي الأَمينِ وَآلهِ | |
|
| وَأَصحابِهِ وَالتابِعينَ وَسَلِّمِ |
|