يا بارِقاً باتَ يُحيي لَيلَهُ سَهَرا | |
|
| لَم تَروِ لي عَن أُهَيلِ المُنحَنى خَبَرا |
|
وَهَل تَأَلَّقتَ في تِلكَ الرُبوعِ وَهَل | |
|
| جَرَّت عَلَيها الصَبا أَذيالَها سَحَرا |
|
لا أَستَقيلُ الهَوى مِمّا أُكابِدُهُ | |
|
| وَلا أُبالي بِمَن قَد لامَ أَو عَذَرا |
|
نَفسي الفِداءُ لِأَقوامٍ مى ذُكِروا | |
|
| تَحَدَّرَت عَبَراتي تُشبِهُ المَطَرا |
|
مَن لي بِأَحوَرَ مَهزوزِ القَوامِ إِذا | |
|
| بَدا تَوَهَّمتُهُ في سَعدِهِ القَمَرا |
|
يُجنيكَ مِن خَدِّهِ وَرداً وَمِن فَمهِ | |
|
| شَهداً مُذاباً وَمن أَلفاظِهِ دُرَرا |
|
يَحلو لِعَينَيكَ حُسناً في غَلائِلِهِ | |
|
| وَيَطرُدُ الهَمَّ إِمّا كانَ مُؤتزِرا |
|
أَستَغفِرُ اللَهَ ما لي بَعدَ بَزَغَت | |
|
| شَمسُ المَشيبِ بِلَيلِ الفودِ وَاِنحَسَرا |
|
فَدَع تَذَكُّرَ آرامٍ شُغِفتَ بهِم | |
|
| أَيّامِ رَوضُ التَصابي بِالصِبا خَضِرا |
|
وَاِصرِف مَقالَكَ فيمَن لَو نَظَمتَ لهُ | |
|
| زُهرَ الكَواكِبِ مَدحاً كانَ مُحتَقَرا |
|
مَلكٌ تَكوَّنَ من بَاسٍ وَمن كَرَمٍ | |
|
| يُفني الصَفاتِ وَيَسقي ضِدَّه كَدرا |
|
طَغَت بِيامٍ أَمانيها فَجرَّ لها | |
|
| دُهمَ الكَتائِبِ فيها كلُّ لَيثِ شَرى |
|
جُرداً مَتى صَبَّحت حيّاً بِمَنزِلهِ | |
|
| لَم تَلقَ مُعتَصَماً مِها وَلا وَزَرا |
|
فَصَبَّحَتهُم جُنودُ اللَهِ ضاحِيَةً | |
|
| فَغادَرَتهُم لِحَدِّ المَشرَفي جُزُرا |
|
قَواضِبٌ كَتَبَت أَيدي المنونِ بِها | |
|
| آجالَ مَن خانَ عهدَ اللَهِ أَو غَدرا |
|
أَهَجتُمُ أَسداً تُدمي أَظافِرهُ | |
|
| كَم أَصيَدٍ تَرَكَت في التُربِ مُعتَفِرا |
|
ما حكتمُ فَاِقتَضاكُم ذو مُماحَكَةٍ | |
|
| ما اِعتداَ في طَبعهِ جُبناً وَلا خَورا |
|
فَجاءَكم حيثُ لا خُفٌ يَسيرُ بكُم | |
|
| وَلا جَناحٌ إِذا ما طِرتُمُ شُهرا |
|
وَلَّيتُمُ بينَ مَقتولٍ وَمُنهَزمٍ | |
|
| قَدِ اِستَعارَ جناحَ الرَألِ إِذ ذُعِرا |
|
يَدعو الوَليدُ أَباهُ بعدَ مَعرِفَةٍ | |
|
| فَما يُردُّ له ليتاً وَإن جَأرا |
|
لَمّا اِنجَلَت عَنكمُ غُمّاءُ جَهلِكمُ | |
|
| كُنتُم كنا كِثَةِ الغَزلِ الذي ذُكرا |
|
وَبَعدَها إِن أَرَدتُم سوءَ مُنقَلبٍ | |
|
| فَشاغِبوا أَو فَقولوا لا إِذا أَمرا |
|
فَمن يَكونُ كَعبدِ اللَهِ يومَ وَغىً | |
|
| إِذا الكُماةُ تَهابُ الوِردَ وَالصَدَرا |
|
الضارِبِ القِرنَ هَبراً وَالقَنا قَصداً | |
|
| وَمُكرِهِ الخَيلِ حَتّى تَركب الوَعر |
|
شِبلُ الأُسودِ التي كانَت فرائِسهُم | |
|
| صيدَ المُلوكِ إِذا ما اِستَشعَرُ صَعرا |
|
هلّا سَأَلتُم عُماناً كيفَ أَشعَلَها | |
|
| ناراً إِلى الآنِ فيها تَقذِفُ الشَررا |
|
لاذوا بِمَعقَلِهِم أَن سَوفَ يَمنَعُهُم | |
|
| فَجاءَهُم كَعُقابِ الجَوِّ إذ كَسَرا |
|
وَأَنتُمُ ذُقتُمُ من بَأسِهِم طَرفاً | |
|
| يَومَ العُنَيقا دِماكُم أُلغِيَت هَدرا |
|
وَفي البَطاريقِ يَومَ الشَقبِ مُعتَبَرٌ | |
|
| لَو كانَ فيكُم رجالٌ تَعقِلُ الخَبَرا |
|
يا أَيُّها المَلكُ المَيمونُ طائِرهُ | |
|
| اِنشُر لِواءَكَ تَلقَ العِزَّ وَالظَفرا |
|
بِسَعدِ جدِّكَ هذا الدَهرُ مُبتَسِماً | |
|
| بَعدَ العَبوسِ وَهذا المَجدُ مُفتَخرا |
|
فَاِنهَض فَأنت بِحَولِ اللَه مُنتَصَرٌ | |
|
| وَاِملِك إِذا شِئتَ باديها وَمن حَضرا |
|
وَشِد قَواعِدَ مَجدٍ كان وطَّدَهُ | |
|
| قِدماً أَبوك وَبحرُ الموتِ قد زَخرا |
|
وَاِشدُد يَدَيكَ بِسَيفٍ إِن ضَرَبتَ بهِ | |
|
| أَصبَحتَ تَحمدُ من أَفعالهِ الأَثَرا |
|
أَمضى مِنَ العَضبِ مَصقولاً عَزائِمهُ | |
|
| طَوعاً لِأَمرِكَ فيما جَلَّ أَو صَغُرا |
|
سامي المَكارمِ وَهّابُ الكَرائِمِ رَكّ | |
|
| ابُ العَظائِمِ لا يَستَعظِمُ الخَطَرا |
|
أَخوكَ صِنوُكَ حامي كُلِّ عاثِرَةٍ | |
|
| عَبدُ الرحيمِ الذي بِالبَأسِ قَد شُهِرا |
|
لا زِلتُما فَرقَدَي أُفقٍ بِلا كَدَرٍ | |
|
| تُقَضِيّانِ بأسنى الرُتبَةِ العُمُرا |
|