أريجُ مَجدٍ منَ الرَيّانِ حَيّانا | |
|
| أَهدى لَنا نَشرُهُ رَوحاً وَرَيحانا |
|
اِسمٌ حكاهُ مُسَمّاهُ وَطابَقَه | |
|
| فَكَم شَفى مِن أُوامِ العُدمِ عَشطانا |
|
فِدىً لهُ القَلعَةُ الزَهرا وَساكِنُها | |
|
| وَالغوطَتانِ وَمَلهى شَعبِ بَوّانا |
|
تَناوَحَت فيهِ أَرواحُ النَدى فَسَرَت | |
|
| حَتّى لَكادَت تُعيدُ الشيبَ شُبّانا |
|
وَالجودُ وَالبَاسُ ما حَلّا بِمَنزِلَةٍ | |
|
| إِلّا أَشادا لها في المَجدِ بُنيانا |
|
قَد شَرَّف اللَهُ أَرضا أَنتَ ساكِنُها | |
|
| وَفاخَرَت بِحَصاها الغَضِّ عِقيانا |
|
بَحرٌ تَبَعَّقَ في أَرجائِهِ كَرماً | |
|
| يَعلو الرَوابيَ لا نَقعاً وَغُدرانا |
|
وَضَيغَمٌ عَبَثَت بِالأُسدِ عاثيَةً | |
|
| كَفّاهُ حَتّى لَخِلنا الأُسدَ حُملانا |
|
لَولا أَواصِرُ يَرعاها وَيَحفَظُها | |
|
| لَكانَ غَيرُ الذي بِالأَمسِ قد كانا |
|
لأَنَّهُ من أُناسٍ مِن سَجِيَّتِهِم | |
|
| مَحوُ الصَغائِرِ إِجمالاً وَإِحسانا |
|
لكِن لهُم فَتكاتٌ عِندَ غَضبَتِهِم | |
|
| تَشجي العَدُوَّ وَتُخلي مِنهُ أَوطانا |
|
ياِبنَ الأُلى طَوَّقَ الأَعناقَ فَضلُهُمُ | |
|
| فَقَرَّطوا لَهمُ بِالمَدحِ آذانا |
|
سَمَوتَ لِلمَجدِ إِذ كُنتَ الخَليقَ بهِ | |
|
| حَتّى لَأَرغَمتَ آناقاً وَأَذقانا |
|
وَلَيسَ سارٍ إِلى نَيلِ العَلاءِ كَمَن | |
|
| أَضحى بِنَومِ المُنى وَالعَجزِ وَسنانا |
|
يَحسَبونَ العُلا تُجنى أَزاهِرُها | |
|
| بِغَيرِ سَيفٍ وَبَذلِ المالِ مَجّانا |
|
وَالناسُ قَد فاوَتَت أَقدارَهُم هِمَمٌ | |
|
| وَقد أَقامَت عَلى ما قُلتُ بُرهانا |
|
كَما بِهِمَّتِكَ العُليا بَنَيتَ بِها | |
|
| لِلمَجدِ وَالفَضلِ أَعلاماً وَأَركانا |
|
قالوا هُوَ النَدبُ عَبدُ اللَهِ قُلتُ لَهُم | |
|
| لَو كانَ عِندَ سِواكُم عُدَّ سُلطانا |
|
فَاَدعوا لهُ بِالبَقا تَبقى سَعادَتُكُم | |
|
| إِذ كانَ روحاً وَكانَ الغَيرُ جُثمانا |
|
لاتُخرِجوهُ بِكرهٍ عَن سَجِيَّتِهِ | |
|
| فَاللَيثُ لا يَعرِفُ البُقياءَ غَضبانا |
|
إِنّي أَقولُ وَخيرُ القَولِ أَصدَقُهُ | |
|
| وَلَيسَ مَن قالَ صِدقاً مِثلَ مَن مانا |
|
لَقَد حَبا اللَهُ أَرضاً كانَ مالِكَها | |
|
| مِنهُ بِغَيثٍ يَسُحُّ الجودَ هَتّانا |
|
يُسيمُ مُثريهَمُ فيهِ وَمُقتِرَهُم | |
|
| لَم يَخشَ مِن غَيرِهِ ظُلماً وَعُدوانا |
|
فَيا لها نِعمَةً ما كانَ أَكبَرَها | |
|
| فَهَل تُصادِفُ مِنّا اليَومَ شُكرانا |
|
إِن لَم تُفَدِّكَ مِنّا أَنفُسٌ كَرُمَت | |
|
| فَقَد جَحَدناكَ ما أَولَيتَ كُفرانا |
|
أَقَمتَ لِلمَجدِ أَسواقاً مُعَطَّلَةً | |
|
| تُعَدُّ قَبلَكَ شَيئاً بانَ إِذ كانا |
|
كُنّا سَمِعنا في الغابِرينَ فَمُذ | |
|
| أَتَيتَ كانَت بُعَيدَ الوَهمِ أَعيانا |
|
لَو صَوَّرَ اللَهُ شَخصاً مِن مَكارِمِهِ | |
|
| صُوِّرتَ مِن كَرَمِ الأَخلاقِ إِنسانا |
|
لَمّا مَدَحتُكَ قالَ الناسُ كُلُّهُمُ | |
|
| الآنَ مَدحُكَ بِالمَمدوحِ قَد زانا |
|
فَاللَهُ يُبقيكَ مَحروساً وَمُغتَبِطاً | |
|
| آلاً وَحالا وَأَولادا وَإِخوانا |
|
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى مَن كانَ مَبعَثُهُ | |
|
| لَنا سَعادَةَ دُنيانا وَأُخرانا |
|
وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ كُلِّهِمُ | |
|
| ما قَطَّعَ اللَيلَ تَسبيحاً وَقُرآناً |
|