تُرى من حَنيني كان شَجوَ الحَمائِمِ | |
|
| وَمن أَدمُعي كان اِستِقاءُ الغَمائِم |
|
فَلا غَروَ أَن أَنطَقتُ بِالشَجوِ صامِتاً | |
|
| وَأَبكَيتُ حَتّى راتِعاتِ السَوائِمِ |
|
فَقَد جَلَّ هذا الخَطب حتى تَدَكدَكَت | |
|
| لِمَوقِعِهِ شُمُّ الجِبالِ المَعالِمِ |
|
وَحتى هوى بَدرُ الدُجُنَّةِ وَاِكتَسَب | |
|
| له ظُلمَةً زُهرُ النُجومِ العَوائِمِ |
|
لعمركَ ما يَومٌ قضى فيهِ قاسِمٌ | |
|
| على الناسِ إِلّا مِثلُ يَومِ التَزاحم |
|
مَضى هضبَةُ الدُنيا وَبدرُ دُجائِها | |
|
| وَفارِسُها المَشهورُ عِندَ التَصادُمِ |
|
أَجل إِنه وَاللَهِ ما مات وحدهُ | |
|
| وَلكنَّه موتُ العُلى وَالمَكارِمِ |
|
وَإِلّا فما بالي أَرى البيضَ وَالقَنا | |
|
| وَجُردَ المَذاكي بَعدهُ في مَآتمِ |
|
وَما بالُ أَبناءِ السَبيلِ كأنما | |
|
| بهِم لَوَّحَت هيفُ الرِياحِ السَمائِمِ |
|
يُبَكّونَ مَغشِيَّ الرُواقَينِ ماجِداً | |
|
| أَبِيّاً على الأَعداءِ صَعبَ الشَكائِمِ |
|
أَخا الحَربِ لا يُلفى لَها مُتَخَشِّعا | |
|
| إِذا ما أَتَت بِالمُعضِلِ المُتَفاقِمِ |
|
وَلكِنَّهُ يَغشى لَهيبَ شُواظِها | |
|
| إِذا حادَ عنها كلُّ أَصيَدَ غاشِمِ |
|
حَلَفتُ بِمَن حجَّ المُبَلّونَ بَيتَهُ | |
|
| يَؤمونَهُ من نازِحاتِ المَخارمِ |
|
عَلى أَنه لَو كان أَزهَقَ نَفسهُ | |
|
| من الناسِ مَرهوبُ الشَذا وَالمَناقِمِ |
|
لَصَبَّحَهُ أَبناؤُهُ بِجحافِلٍ | |
|
| لها زَجَلٌ كَالعارِضِ المُتَراكمِ |
|
وَجاسوا خِلالَ الدارِ منه بِفِتيَةٍ | |
|
| على المَوتِ أَمضى من شِفارِ الصَوارِمِ |
|
وَلكنَّهُ المِقدارُ وَاللَهِ غالِبٌ | |
|
| وَنَرضى بِما يَقضي به خَيرُ حاكِمِ |
|
وَهَيَّجتَ لي يا اِبنَ الأَكارِمِ حَسرَةً | |
|
| تُرَدَّدُ ما بَينَ الحَشا وَالحَيازِمِ |
|
فَلا تَحسَبَنّي غافِلاً أَو مُضَيِّعاً | |
|
| أَياديكُمُ اللاتي كَصوبِ الغَمائِمِ |
|
وَلكِن لِأَمرٍ يَجدَعُ الأَنفَ رَبُّهُ | |
|
| وَيُغضي وَفي الأَحشاءِ وَخزُ اللهاذمِ |
|
وَفيكَ لنا لا زِلتَ منهُ بَقِيَّةٌ | |
|
| شَجاً لِلأَعادي مَغنَماً لِلمُسالِمِ |
|
فَيا عابِدَ الرَحمنِ يا خيرَ من جَرَت | |
|
| به الجُردُ بينَ المَأزقِ المُتَلاطمِ |
|
وَيا خيرَ مَقصودٍ أَناخَ بِبابهِ | |
|
| رَذايا سِفارٍ دامِياتِ المَناسمِ |
|
لكُم مِنِّيَ الودُّ الذي لا يَشوبهُ | |
|
| مَدى العُمرِ تَدليسُ المُداجي المُكاتمِ |
|
وَصلِّ إلهَ العالَمينَ مُسَلِّماً | |
|
| على المُصطَفى من عَبدِ شَمسٍ وَهاشمِ |
|