عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد تيمور > نظرت إلى الاكوان نظرة معتد

مصر

مشاهدة
417

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نظرت إلى الاكوان نظرة معتد

نظرت إلى الاكوان نظرة معتد
ودانت لك الأرواح في قضبة اليد
هزئت باسرار القضاء وحكمه
كأنه تدرى ما سينفذ في الغد
تطيعك قواد الجيوش جميعها
ويخشاك يا فرعون كل مسود
كأنك والارواح حولك سجداً
وما كانت الأرواح قبل بسجد
رسول المنايا ترسل الروع في الورى
وتخلع قلب الصابر المتجلد
إذا شئت صار الصبح أسود حالكا
يضل فؤاد الناسك المتعبد
وإن شئت صار الليل أبيض ناصعاً
يسير على أنواره كل مهتد
وان شئت يغدو سيد القوم عبدهم
وإن شئت يغدو العبد أكبر سيد
وقلبك حار العقل في كنه سره
ورأسك رأس الاسود المتوقد
وما الرعد الاصوت فرعون هاجه
من الناس ذو جرم على الناس يعتدي
وما البرق الا نظرة منه أومضت
بلبل من الاهوال أقتم أسود
وما الريح الا زفرة من زفيره
تروح على الصحراء طوراً وتغتدى
فيا لك من ملك اذا هم أبرقت
نوجذ عزرائيل يوم التوعد
ينقب عن ذكر العواقب جهده
وما ذاق يوم الفتك طعم التردد
أقمت على الصحراء قبرك خالداً
بناه لك الشعب الذي لم يخلد
بنى لك أهراماً كأن صخورها
صحائف فيها الظلم أكبر مشهد
بناها بلا أجر سوى الجهد والطوى
ورويتها من دمعه المتجدد
كأن العذارى حول أهرامك التي
بنيت قرابين تساق لمعبد
وما النيل الا دمعهن جرت به
مطامع ذي بطش به الظلم يقتدى
وقفت لدى الاهرام تصرخ غاضباً
فذابت مياه الخوف من كل جلمد
وقومك يا فرعون حولك خشع
تماثيل لم تثأر ولم تتوعد
ولم تدر ما يخفى الزمان لاهله
ودهرك يا فرعون أكبر معتد
سقى نفسك الكأس الاخيرة بعدما
رماك بسهم في الفؤاد مسدد
قضيت ولم ينفعك ما كنت جامعاً
فقال لك الموت الزؤام ألا أغمد
فأغضبت طرفاً تحرق الصخر ناره
ونكست راساً هابه كل أمجد
وأغمدت سيف الظلم في الغمد مرغماً
وما كان من قبل الممات بمغمد
وساويت ترب الارض لم تمنع الردى
وكان الردى من قبل طوع المهند
تناجيك أرواح الضحايا وقد بدا
لها منك عجز الحاكم المتشدد
وما عهدت من قبل دمعك جارياً
ولا عرفت منك الخضوع لاصيد
وشعبك اضحى يوم موتك صاخباً
كبحر من الاقوام مرغ ومزبد
يهلل جذلاناً ويهتز ضاحكاً
ولولا جلال الموت هزك باليد
وألقاك في الصحراء طعمة جائع
من الوحش والعقبان في كل فدفد
حرمت من القبر الذي كنت ربه
وما كان ذا الحرمان قصد المشيد
وما هو الا ثأر شعبك ناله
جزاء وفاقاً فاحتمل وتجلد
أناجيك يا فرعون لو كنت سامعاً
ويأتيك بالاخبار من لم تزود
وما الشعر الا وحي نفس كليمة
لها في مجال الشعر أعظم مقصد
فإن كنت يا فرعون في القبر ظامئاً
لما قيل من شعر الحقيقة فاشهد
بأني قلت الحق لم أخش لائماً
وما خفت ذا بأس ولم أتودد
محمد تيمور
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/05/24 12:40:23 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com