ذَلِكَ النورُ ساطِعٌ وَالضِياءُ | |
|
| وَصفُهُ عَنهُ يَقصُرُ البُلغاءُ |
|
نورُ مَن سَبَّحَ في يَدَيهِ | |
|
| وَجَرى مِنهُما وَفاضَ الماءُ |
|
أَكمَلُ الخَلقِ صورَةً يُبدِعُ ال | |
|
| لَهُ تَعالى مِن نورِهِ ما يَشاءُ |
|
ذو مُحَيّا يَصبو لَهُ البَدرُ عِشقاً | |
|
| وَلَهُ تَنتَمي ضياء ذكاءُ |
|
رَحمَةٌ كُلُّهُ وَعِلمٌ وَحِلمٌ | |
|
| وَوَقارٌ وَنَجدَةٌ وَسَخاءُ |
|
مُرسَلٌ جاوَزَ السَمواتِ سَبعاً | |
|
| وَإِلَيهِ تَناهَت العَلياءُ |
|
وَاِرتَقى حَيثُ لا مَلائِكَة ال | |
|
| لَهِ تَعالى اِرتَقَت وَلا الأَنبِياءُ |
|
سابِحاً في مَعارِجِ القُربِ يَحدو | |
|
| هُ السَنى ضافِياً وَيَغشى البَهاءُ |
|
مِثل مَن أَنجَبَت كَريمَة وَهَبٍ | |
|
| لَم تَلِد عاقِرٌ وَلا عَذراءُ |
|
ذو أَتى بِالنَعيمِ ذِكراً حَكيماً | |
|
| فَإِذا الأَرضُ جَنَّةٌ وَالسَماءُ |
|
وَحيُهُ لِلعُقولِ راحٌ وَرَيحا | |
|
| نٌ وَفيهِ مِن كُلِّ داءٍ شِفاءُ |
|
آيَةٌ مِنهُ تُعجِزُ الإِنسَ وَالجن | |
|
| نَ وَلَو أَنَّ كُلَّهُم فُصَحاءُ |
|
لَم يُكَذِّبُ موسى وَعيسى وَبَغياً | |
|
| كَذَّبَتهُ الشُرورُ وَالأَهواءُ |
|
كَيفَ تَأتي عَلى الشَرائِعِ آيا | |
|
| تٌ وضاءٌ وَسَمحَةٌ غَرّاءُ |
|
وَكِتابٌ مُفَصَّلٌ عَرَبِيٌّ | |
|
| لَيسَ يَرضى بِذَلِكَ البُخَلاءُ |
|
كُلَّما يَرتَقي الزَمانُ يَرى الخَي | |
|
| رَ أَضافَتهُ مِلَّةٌ سَمحاءُ |
|
سَكَبَت صَفوَةَ الشَرائِعِ في كَأ | |
|
| سٍ بِها تَرتَوي العُقولُ الظِماءُ |
|
أَشهَدُ اليَومَ ضَجَّةً تُنكِرُ الخَم | |
|
| رَ وَكَأساً عَنها سَلا النُدَماءُ |
|
بُؤرَةُ الشَرِّ وَالجَرائِرِ وَالآ | |
|
| ثامِ أَفتى بِذَلِكَ العُقَلاءُ |
|
رُبَّ بَيتٍ أَقامَت الخَمرُ فيهِ | |
|
| أَجفَلَت عَن رُواقِهِ السَرّاءُ |
|
فَالعُقولُ اِشتَكَت إِلى اللَهِ مِنها | |
|
| وَالكُلى وَالكبودُ وَالأَحشاءُ |
|
حَرَّمَتها دَهراً حُكومَةُ أَمري | |
|
| كا وَنادى بِرِجسِها الفُضَلاءُ |
|
ثُمَّ عادَت تُلغي أَوامِرَها بَع | |
|
| دَ اِهتِداءٍ وَضَلَّت الآراءُ |
|
وَسَيَأتي يَومٌ قَريبٌ تَزو | |
|
| لُ الخمرُ فيهِ وَتُصرَعُ الفَحشاءُ |
|
وَيَرى الناسُ أَنَّ شَرَعَ أَبي القا | |
|
| سِمِ خَيرٌ وَنِعمَةٌ وَهَناءُ |
|
أَثبَتَ الطِبُّ فَضلَ شَرعِكَ وَالمِج | |
|
| هَرُ وَالباحِثونَ وَالعُلَماءُ |
|
فَلُعابُ الكِلابِ سُمٌّ زُعافٌ | |
|
| وَلِحامُ الخِنزيرِ داءٌ عَياءُ |
|
وَاِشتِراعُ الطَلاقِ أَصبَحَ في الدُن | |
|
| يا مُباحاً يُقِرُّهُ الفُقَهاءُ |
|
عانَقَتهُ كُرهاً مَحاكِمُ أو | |
|
| رُبا وَنادى بِنَفعِهِ الأَذكِياءُ |
|
كَيفَ عَيشُ الزَوجَينِ فَاتَهما ال | |
|
| حُبّ وَلَجَّ الأَذى وَحالَ الصَفاءُ |
|
أَعَدُوّانِ يُقرَنانِ بِحَبلٍ | |
|
| حالَةٌ لا يُطيقُها السُجَناءُ |
|
جِنسُهُنَّ اللَطيفُ يَزدادُ عَدّاً | |
|
| ذَلِكُم ما يَقولُهُ الإِحصاءُ |
|
فَتَرى اليَومَ الاجتِماعَ مَريضاً | |
|
| وَاِعتِناقُ التَعديدِ لَهوَ الدَواءُ |
|
فَإِذا لَم يُعَدِّدوا مِثلَنا الزَو | |
|
| جاتِ عَمَّ الأَذى وَخيفَ الفَناءُ |
|
لَيسَ في غَيرَةِ النِساءِ مِنَ ال | |
|
| مَحذورِ ما تَستَثيرُهُ البَأساءُ |
|
كَيفَ تَقوى فُضلى عَلى عَنَتِ الد | |
|
| دَهرِ وَما قَد يَجُرُّهُ الإِغواءُ |
|
إِنَّ في رِفقِ شِرعِ أَحمَدَ بِالأُن | |
|
| ثى لَفَضلاً يُجِلُّهُ الشُرَفاءُ |
|
فَتَراهُنَّ مِن ثُلاثٍ وَمَثنى | |
|
| وَرُباعٍ شِعارُهُنَّ الرِضاءُ |
|
فَمِنَ العَدلِ بَينَهُنَّ وَفاقٌ | |
|
| وَالمُساوَاةُ أُلفَةٌ وَإِخاءُ |
|
وَهوَ فَرضٌ عَلى المُعَدِّدِ لا يَق | |
|
| وى عَلى بَعضِ ثُقلِهِ الضُعَفاءُ |
|
وَقَديماً حَمى الضِعافَ وَنَجّا | |
|
| هُنَّ مِمّا يَخَفنَهُ الأَقوِياءُ |
|
كَرُمَت تِلكُمُ الأَناجيلُ وَالتَو | |
|
| راةُ لَولا تَقَوُّلٌ وَاِجتِراءُ |
|
أَيُّ عَهدٍ لَكِنَّهُم ضَيَّعوهُ | |
|
| إِنَّما يَحفَظُ العُهودَ الوَفاءُ |
|
بَدَلوا الوَحيَ وَالرِسالَةَ إِط | |
|
| فاءً لِنورٍ ما إِن لَهُ إِطفاءُ |
|
شَهِدَ الصادِقُ المَسيحُ عَلَيهِم | |
|
| في الأَناجيلِ أَنَّهُم أَشقِياءُ |
|
قالَ هُم يَلبِسونَ أَثوابَ حَملا | |
|
| نٍ ذِئابَ بَينا هُمُ أَنبِياءُ |
|
فَاِحذَروهُمُ وَإِن أَتَو بِالأَعا | |
|
| جيبِ فَلَيسوا مِنّي وَهُم أَدعِياءُ |
|
لَستُ أَرضى مَن قالَ يا رَبِّ مِنهُم | |
|
| لي وَلَكِن يُرضيني الأَتقِياءُ |
|
ذَلِكُم ما رَواهُ إِنجيلُ مَتّى | |
|
| فَليُراجِع ما قالَهُ القُرّاءُ |
|
عَجَباً لِلمُبَشِّرينَ بِعيسى | |
|
| أُمَّةُ دينُها الهُدى وَالصَفاءُ |
|
بَعدَما بَشَّرَ المَسيحُ بِهادي | |
|
| نا كَما بَشَّرَت بِهِ الأَنبِياءُ |
|
فَهوَ نورُ الحَقِّ الَّذي لَفَتَ النا | |
|
| سَ إِلَيهِ المَسيحُ وَهوَ العَزاءُ |
|
وَليُراجِع مَن شاءَ إِنجيلَ يو | |
|
| حَنّا فَفيهِ للِباحِثينَ اِهتِداءُ |
|
وَهوَ ذاكَ النَبِيُّ يَسأَلُ في الإِن | |
|
| جيلِ يَحيى عَنهُ فَأَينَ الخَفاءُ |
|
وَلَقَد بَشَّرَت بِبَعثَتِهِ التَو | |
|
| راةُ لَولا جُحودُهُم وَالمِراءُ |
|
فَهوَ ذو مِن جِبالِ فاران مَبعو | |
|
| ثٌ وَمِن تِلكُمُ الجِبال حِراءُ |
|
أَينَعَ الذِكرُ وَاِزدَهى في ذُراهُ | |
|
| وَتَغَنّى فَأَطرَبَ الإيحاءُ |
|
وَتَجَلّى عَلى البَسيطَةِ نورٌ | |
|
| وَكَسا الكَونَ رَونَقٌ وَرُواءُ |
|
حِكَمٌ حينَ أُنزِلَت خُتِمَ الوَح | |
|
| يُ وَتَمَّت عَلى الوَرى النَعماءُ |
|
وَطَوَت مُعجِزاتِ كُلِّ نَبِيٍّ | |
|
| وَلها الخُلدُ وَحدَها وَالبَقاءُ |
|
يا لَها مِن نَقائِضَ تُحرِجُ الفَه | |
|
| مَ عَلَيها لَبسٌ وَفيها التِواءُ |
|
وَاِختِلاقٌ مُعَقَّدٌ ذَنَبُ الضَبْ | |
|
| بِ لَدَيهِ مَحَجَّةٌ وَاِستِواءُ |
|
يُصلَبُ الرَبُّ في خَطيئَةِ عَبدٍ | |
|
| كَيفَ يَرضى بِذَلِكَ العُقَلاءُ |
|
لِمَ لَم يَغفِر الخَطيئَةَ غُفرا | |
|
| نا لَهُ فيهِ عِزَّةٌ وَإِباءُ |
|
إِن يَكُن خالِقاً لِمَن كانَ يَجثو | |
|
| ضارِعاً وَهوَ خاشِعٌ بَكّاءُ |
|
أَإِلَهٌ في وَجهِهِ يَبصُقُ الأَشرا | |
|
| رُ هزؤاً وَيُزدَرى وَيُساءُ |
|
لِمَ لَم يَقطَع اليَهود أَبوهُ | |
|
| كَيفَ تَنسى حُنُوَّها الآباءُ |
|