يا قلبيَ الدَّامي إلامَ الوُجومْ |
يَكْفيكَ إنَّ الحُزْنَ فظٌّ غَشُومْ |
هذي كؤوسي مُرَّةً كالرَّدى |
مَا مِلْؤُها إلاَّ عصيرُ الهُمومْ |
وذاكَ نايِي صامتٌ واجِمٌ |
يُصغي إلى صوتِ الغَرامِ القديمْ |
يا قلبيَ الباكي إلامَ البُكَا |
مَا في فضاءِ الكونِ شيءٌ يدومْ |
فانثُرْ غُبارَ الحُزْن فوقَ الدُّجَى |
واسمعْ إلى صوتِ الشَّبابِ الرخِيمْ |
وانقُرْ على دَفِّ الهَوَى لحنَهُ |
وارقُصْ مَعَ النُّورِ الضَّحوكِ الوسيمْ |
يا قلبيَ الدَّاجي إلامَ الوُجومْ |
إنْ لمْ أَلُمْ قلبي فَمَنْ أَلومْ |
مَا لَكَ لا تُصغي لغيرِ الأَسى |
مَا لَكَ لا ترنو لغيرِ الكُلُومْ |
مَا لَكَ قَدْ أصْبَحْتَ لا تصرفُ الأَيَّامْ |
إلاَّ في شِعابِ الجَحيمْ |
أَما تَرَى البُلْبُل في غابِهِ |
يشدو وفوقَ الغابِ تخطُو النُّجُومْ |
أما تَرَى الأَسحارَ تبدو بها الغابات |
كالأَحلام خلفَ السَّديم |
أَما ترى الآمالَ في سِحْرِها |
أَما ترى اللَّيلَ يُنَاغي النُّجُومْ |
يا قلبيَ الدَّاجي إلامَ الوُجومْ |
أكثرتَ يا قلبي فماذا ترومْ |
هلْ تَحِسَبُ الأَيَّامَ في زَحْفِها |
ترثِي لمَنْ قَدْ هَدَّمَتْهُ الرُّجومْ |
كَلاّ فإنَّ الدَّهْر يمضي ولا |
يلوي على مَا خَلْفَهُ مِنْ كَلِيمْ |
واليمُّ لا يَرْثِي لمَنْ طمَّهُ |
والسَّيْلُ لا يبكي لنَوْحِ الهَشِيمْ |
والعاصِفُ الجبَّار في سُخْطِهِ |
لا يَرْحَمُ الغُصْنَ الرَّشيقَ القَوِيمْ |
هذي هيَ الدُّنيا فمَاذَا الأَسى |
يا قلبيَ الدَّامي وماذا الوُجُومْ |