أَيْنَ يا شعبُ قلبُكَ الخافقُ الحسَّاسُ | |
|
| أَيْنَ الطُّموحُ والأَحْلامُ |
|
أَيْنَ يا شعبُ رُوحُك الشَّاعرُ الفنَّانُ | |
|
| أَيْنَ الخيالُ والإِلهامُ |
|
أَيْنَ يا شعبُ فنُّكَ السَّاحرُ الخلاّقُ | |
|
| أَيْنَ الرُّسومُ والأَنغامُ |
|
أَيْنَ يمَّ الحَيَاةِ يَدْوي حوالَيْكَ | |
|
| فأَينَ المُغامِرُ المِقْدامُ |
|
أَيْنَ عَزْمُ الحَيَاةِ لا شيءَ إلاَّ | |
|
| الموتُ والصَّمْتُ والأَسى والظَّلامُ |
|
عُمُرٌ مَيِّتٌ وقلبٌ خَواءٌ | |
|
|
وحياةٌ تَنامُ في ظُلْمة الوادي | |
|
|
أَيُّ عيشٍ هذا وأَيُّ حياةٍ | |
|
| رُبَّ عيشٍ أَخَفُّ منه الحِمَامُ |
|
قَدْ مشتْ حولكَ الفُصولُ وغَنَّتْكَ | |
|
|
ودَوَتْ فوقكَ العَواصفُ والأَنواءُ | |
|
| حتَّى أَوْشَكَتْ أن تتحطَّمْ |
|
وأَطافَتْ بكَ الوُحوشُ وناشتْكَ | |
|
| فلم تَضْطَرِبْ ولم تتألَّمْ |
|
يا إِلهي أما تحسُّ أَما تشدو | |
|
|
ملَّ نهرُ الزَّمانِ أَيَّامكَ الموتى | |
|
| وأَنقاضَ عُمرِكَ المتهدِّمْ |
|
أَنْتَ لا ميِّتٌ فيبلَى ولا حيٌّ | |
|
| فيمشي بل كائنٌ لَيْسَ يُفْهَمْ |
|
أَبداً يرمقُ الفراغَ بطرفٍ | |
|
| جامدٍ لا يرى العوالِمَ مُظْلِمْ |
|
أَيُّ سِحْرٍ دهاكَ هل أَنْتَ مسحورٌ | |
|
| شقيٌّ أَو ماردٌ يَتَهكَّمْ |
|
آه بل أَنْتَ في الشُّعوبِ عجوزٌ | |
|
| فيلسوفٌ محطَّمٌ في إهابِهْ |
|
ماتَ شوقُ الشَّبابِ في قلبِهِ الذَّاوي | |
|
| وعزمُ الحَيَاة في أَعصابِهْ |
|
فمضى يَنْشُدُ السَّلامَ بعيداً | |
|
| في قبورِ الزَّمانِ خَلْفَ هضابِهْ |
|
وهناكَ اصطفى البقاءَ مع الأَموات | |
|
| في قبرِ أَمسِهِ غيرَ آبِهْ |
|
وارتضى القبرَ مسكناً تتلاشى | |
|
| فيه أيَّامُ عُمرِهِ المتشابِهْ |
|
وتناسى الحَيَاةَ والزَّمنَ الدَّاوي | |
|
| وما كانَ مِنْ قديمِ رِغَابِهْ |
|
فالْزَمِ القبر فهوَ بيتٌ شبيهٌ بكَ | |
|
|
أَنْتَ لا ميِّتٌ فيبلَى ولا حيٌّ | |
|
| فيمشي بل كائنٌ لَيْسَ يُفْهَمْ |
|
أَبداً يرمقُ الفراغَ بطرفٍ | |
|
| جامدٍ لا يرى العوالِمَ مُظْلِمْ |
|
أَيُّ سِحْرٍ دهاكَ هل أَنْتَ مسحورٌ | |
|
| شقيٌّ أَو ماردٌ يَتَهكَّمْ |
|
آه بل أَنْتَ في الشُّعوبِ عجوزٌ | |
|
| فيلسوفٌ محطَّمٌ في إهابِهْ |
|
ماتَ شوقُ الشَّبابِ في قلبِهِ الذَّاوي | |
|
| وعزمُ الحَيَاة في أَعصابِهْ |
|
فمضى يَنْشُدُ السَّلامَ بعيداً | |
|
| في قبورِ الزَّمانِ خَلْفَ هضابِهْ |
|
وهناكَ اصطفى البقاءَ مع الأَموات | |
|
| في قبرِ أَمسِهِ غيرَ آبِهْ |
|
وارتضى القبرَ مسكناً تتلاشى | |
|
| فيه أيَّامُ عُمرِهِ المتشابِهْ |
|
وتناسى الحَيَاةَ والزَّمنَ الدَّاوي | |
|
| وما كانَ مِنْ قديمِ رِغَابِهْ |
|
فالْزَمِ القبر فهوَ بيتٌ شبيهٌ بكَ | |
|
|
واعبدِ الأَمسَ وادَّكِرْ صُوَرَ الماضي | |
|
| فدُنْيا العجوزِ ذِكرى شبابِهْ |
|
وإذا مرَّتِ الحَيَاةُ حوالَيْكَ | |
|
| جَميلاً كالزَّهْرِ غضًّا صِباها |
|
تتغنَّى الحَيَاةُ بالشَّوقِ والعزمِ | |
|
| فيُحْيي قلبَ الجمادِ غِنَاها |
|
والرَّبيعُ الجميلُ يرقُصُ فَوْقَ | |
|
| الوردِ والعُشْبِ منْشِداً تيَّاها |
|
ومشى النَّاسُ خلفَهَا يتَمَلَّوْنَ | |
|
|
فاحذرِ السِّحْرَ أَيُّها النَّاسكُ القِدِّيسُ | |
|
| إنَّ الحَيَاةَ يُغوي بَهاها |
|
والرَّبيعُ الفنَّانُ شاعِرُها المفتونُ | |
|
|
وتَمَلَّ الجمالَ في رِممِ الموتَى | |
|
| بعيداً عَنْ سِحْرِها وصَداها |
|
وتَغَزَّلْ بسِحْرِ أَيَّامِكَ الأولى | |
|
| وخَلِّ الحَيَاةَ تخطو خطاها |
|
وإذا هبَّتِ الطُّيورُ مع الفجرِ | |
|
| تُغنِّي بَيْنَ المروجِ الجميلهْ |
|
وتُحَيِّي الحَيَاةَ والعالَمَ الحيَّ | |
|
| بصَوْتِ المحبَّةِ المعسولهْ |
|
والفَراشُ الجميلُ رَفْرَفَ في الرَّوْضِ | |
|
|
وأَفاقَ الوُجُودُ للعملِ المجْدِي | |
|
| وللسَّعيِ والمعاني الجليلهْ |
|
ومَشَى النَّاسُ في الشِّعابِ وفي الغابِ | |
|
|
يَنْشُدُونَ الجمالَ والنُّورَ والأَفراحَ | |
|
| والمجدَ والحَيَاةَ النبيلهْ |
|
فاغضُضِ الطَّرفَ في الظَّلامِ وحاذِرْ | |
|
| فتنَةَ النُّورِ فهيَ رُؤْيا مَهُولهْ |
|
وصَباحُ الحَيَاةِ لا يُوقِظُ الموْتَى | |
|
| ولا يَرْحَمُ الجفونَ الكليلهْ |
|
كلُّ شيءٍ يُعاطِفُ العالَم الحيَّ | |
|
|
والذي لا يُجاوِبُ الكونَ بالإِحساسِ | |
|
| عِبْءٌ على الوُجُودِ وُجُودُهْ |
|
كلُّ شيءٍ يُسايِرُ الزَّمنَ الماشي | |
|
| بعزمٍ حتَّى التُّرابُ ودُودُهْ |
|
كلُّ شيءٍ إِلاّكَ حَيٌّ عَطوفٌ | |
|
| يُؤْنِسُ الكونَ شَوْقُهُ ونَشيدُهْ |
|
فلماذا تعيش في الكونِ يا صاحِ | |
|
| وما فيكَ من جنًى يستفيدُهْ |
|
لستَ يا شيخُ للحياةِ بأَهْلٍ | |
|
| أَنْتَ داءٌ يُبيدُها وتُبيدُهْ |
|
أَنْتَ قَفْرٌ جهنَّميٌّ لَعِينٌ | |
|
| مُظْلِمٌ قاحلٌ مريعٌ جمودُهْ |
|
لا ترفُّ الحَيَاةُ فيهِ فلا طيرَ | |
|
| يغنِّي ولا سَحَابَ يجودُهْ |
|
أَنْتَ يا كاهِنَ الظَّلامِ حياةٌ | |
|
| تعبدُ الموتَ أَنْتَ روحٌ شقيُّ |
|
كافرٌ بالحَيَاةِ والنُّورِ لا يُصغي | |
|
| إلى الكونِ قلبُه الحجريُّ |
|
أَنْتَ قلبٌ لا شوقَ فيه ولا عزمٌ | |
|
| وهذا داءُ الحَيَاةِ الدّويُّ |
|
أَنْتَ دُنيا يُظلُّها أُفُقُ الماضي | |
|
|
ماتَ فيها الزَّمانُ والكونُ إلاَّ | |
|
| أَمسُها الغابرُ القديمُ القَصِيُّ |
|
والشقيُّ الشقيُّ في الأَرضِ قلبٌ | |
|
| يومُهُ ميِّتٌ ومَاضيهِ حَيُّ |
|
أَنْتَ لا شيءَ في الوُجُودِ فغادِرْهُ | |
|
| إلى الموتِ فهوَ عنكَ غَنِيُّ |
|