عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد يونس المظفر > أماط الدجى عن صبح طلعته الغرا

العراق

مشاهدة
1371

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أماط الدجى عن صبح طلعته الغرا

أماط الدجى عن صبح طلعته الغرا
فنادى الحي حي على المسرى
نووا ظعنا والقلب بين رحالهم
يناديهم مهلاً قفا نبك من ذكرى
ولما أثاروا عيسهم وحدا بها
حداها وضلت تخبط السهل والوعرا
ترى صرح بلقيس اذا ما رأيتها
فتعذر من قد كان يحسبه بحرا
وقبل ارتداد الطرف تطوى صحاصحا
إذا غيرها تطوي سباسبها شهرا
وان قدحت اخفافها جمرة الفلا
ترى شرراً كالقصر أو ناقة صفرا
لقد نشأت في سرحة هي والظبا
وما ألفت إلا المهامه والقفرا
تؤم ربوعاً أسدل الغيث فوقها
بروداً من الوسمي أنبتت الزهرا
فبين شقيق شق أحشاه مذ رأى
بعينيه عين الرند تنظره شزرا
وبين عرار ماس تيها من الهوى
فطل عليه الطل فاحدودب الظهرا
بكى الودق حتى بلّ ردنيه دمعه
غداة رأى زهر الربى باسماً ثغرا
فمن طيبها لم تألف الورق عيرها
ألم ترها لم تتخذ غيرها وكرا
إلى أن أناخ الدهر فيها فصوّحت
وأمست خلاءاً بعد سكانها قفرا
فكم بت فيها أرقب النجم لا أرى
نديماً بها إلا غرامي والبدرا
نفض أحاديث المودة بيننا
فننثرها دراً ونكسبها تبرا
ديار بها دارت رحى الدهر فاغتدت
كدار حسين حين فارقها غبرا
فوافي عراص الطف فاعشوشبت به
وطابت نواحها وطالت به فخرا
وعرس في أرجائها فتأرجت
فصارت رباها تنبت الندّ والعطرا
ألمّ بها في فتية هاشمية
فكل تراه في سما مجده بدرا
لهم قصبات السبق في المجد والعلى
وفي الجود فالعاني متى أمهّم أثرى
فلا يأمن الجاني بغير حماهم
وجارهم لم يخش جوراً ولا فقرا
لقد خطبوا بكر العلى فبنوا بها
وقد جعلوا الذكر الجميل لها مهرا
أبى جدهم إلا الابا ومآثرا
لهم عرفت من قبل تكوينهم ذّرا
فهم علة الايجاد والسبب الذي
به اللَه سن الحشر للخلق والنشرا
ولو لم يكن في صلب آدم جدهم
لما سجد الأملاك طراً له قسرا
ولولاه لم تقبل لآدم توبة
ولم ينج نوح لا ولا فلكه قرا
ولا النار صارت جنة لخليله
ولا كان موسى بالعصا يفلق البحرا
ولا رفع اللَه المسيح إلى السما
ولا كان عن أيوب قد كشف الضرا
ولم يكونوا خير من وطأ الثرى
مزايا لما كان الزمان بهم أزرى
فمن كان هذا جدهم كيف لم يكن
لهم شرف الأولى بهم أزرى
ففرقهم في الأرض حتى قبورهم
فبعض ببغداد وبعض بسامرا
وبعض بطوس والبقيع وبعضهم
حوى شرفاً وادي الغري له قبرا
ودع عنك ذكر الطف إن حديثه
أحال فؤادي عند تذكاره جمرا
وأجرى لجين الدمع تبراً أذابه
جوى شب في قلبي فافرغه قطرا
فواللَه لا أنس الحسين ورهطه
وخيل العدى جاءت إلى حربه تترى
عليهن أمثال الرجال فوارس
قد استظهروا الايمان واستبطنوا الكفرا
وقد كاتبته كوفة الجند وهو في
فناجده لم يخش نهيا ولا أمرا
فليس لنا إلاك راع يحوطنا
اذا عمت الضرا وقد خصت السرا
فهذي ربانا أزهرت ورياضنا
بذكرك طابت والجنان قد أخضرا
فوافاهم غوث الصريخ فلم يجد
بهم وافياً إلا الخيانة والغدرا
فسامته إما عيشة لم يعش بها
كريم وإما ميتة تورث الفخرا
فقال لها اختار ما اختاره الإبا
ولو انني أبقى ثلاثا على الغبرا
أبى اللَه والدين الحنيف وفتية
بها عرّقت في العزّ فاطمة الزهرا
فوافته في سبعين الفاً فرّدها
بسبعين ليثاً كالحمام اذا فرا
ترى القلب خوفاً في جناحيه طائراً
وقد جذّ يمناه وألحقها اليسرى
رماها سهاماً من كنانة هاشم
له ادخرتها صنعة مضر الحمرا
نضا منهم عضبا وهزَّ مثقفا
واجرى جواداً يسبق السيل في المجرى
أقام بهم في موقف رقصت به
حدود الظبا والشوس سامرت السمرا
وصفقن أطراف الرماح ورجعت
به ساجعات البين عن كبد حرّا
ودارت كؤوس الحتف والبض زفت ال
منية فيه وهي جذلانة سكرى
فباتوا بها والخيل حاكت بجريها
لهم كللا من عثير ضربت سترا
خليلي هل أبصرتما أو سمعتما
أظلت كأنصار ابن فاطمة الخضرا
قضوا بعدما أدوا حقوق امامهم
بأرواح قدس لا ببيضا ولا صفرا
لئن كان أنصار النبي سموا علا
على الخلق حتى طاولوا بالعلى النسرا
فكانوا له حرزاً وكان لهم غناً
وكانوا له عزاً وكان لهم ذخرا
ولكنهم لما رأوه يقسم ال
غنايم في أحلافه أظهروا النكرا
وساءهم ما قد رأوه وقام في
جماعاتهم حتى أبان لهم عذرا
فأين هموا من معشر ركبوا الردى
مطايا فجاءوا طالبين له النصرا
وقد طلقوا الدنيا ثلاثاً وفارقوا
الأحبة والأوطان واستغنموا الأجرا
وصاروا له درعاً حصيناً وجنة
ورمحاً وسيفاً في النزال اذا كرّا
إلى أن ثووا صرعى فأصحر للعدى
فجاءته في جيش تغص به الصحرا
فشد عليهم شدة الليث قائلاً
أنا ابن الذي من قد أحطتم به خبرا
فأين إلى أين النجاة وانكم
قرحتم فؤادي قرحة قط لا تبرى
أأبقى وصحبي نصب عيني واخوتي
ضحايا وأبنائي منحرة نحرا
لعمر أبي لا خير في العيش بعدهم
وما هو إلا بعدهم نكداً مرّا
وأقبل ينحو المحصنات ودمعه
يسيل فعزاها وألهمها الصبرا
فقامت اليه زينب وفؤادها
تشظى أسى والعين باكية عبرا
أخي هل ترى لي بعد فقدك ملجأ
له التجي أو بعد خدرك لي حذرا
أخي كيف ان غارت الخيل بعدكم
علينا وارخت عن عقائلك السترا
وقالت له من للحرائر بعدكم
كفيلاً إذا الأعداء تحملها أسرا
ألم ترها مذعورة وهي في الخبا
فكيف بها لو أبرزت ولهاً حسرى
وهذا ابنك السجاد انهك جسمه ال
سقام فلا يسطيع نفعاً ولا ضرا
فقال لها رب السماء خليفتي
عليكم وحاميكم وكافيكم الشرا
فودعها والعين ينهل دمعها
وكر على الأعداء مدرعا صبرا
اذا كرَّ فر الجيش من خوف بأسه
فتحسبه ليثاً وتحسبهم حمرا
فلم أر مكثوراً تفانت حماتة
بأربط جاشاً منه حتى قضى صبرا
قضى بعدما أجرى الفرات من العدى
نجيعاً وأرض الطف صيرّها بحرا
ومات ليحيى الدين فالدين بعده
تجلى سناً حتى محا نوره الكفرا
وينقذ من والاه من هوّة الشقا
وينجيه من نار لأعدائه تورى
فما عذر أهل الدين من مدعي الولا
اذا لم يموتوا في عزاه أسى طرا
فمن قبلهم ناح الهدى لمصابه
وأجرى عليه عينه أدمعا حمرا
محمد يونس المظفر
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/05/29 01:08:03 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com