عَنّي خُذوا حِكاية تُسلّي | |
|
| هَدِيةً مني لِأَهلِ الفَضلِ |
|
في بَغلَتين بَغلةِ الأَثقالِ | |
|
|
اِنطَلَق الإِثنان في الطَريقِ | |
|
| مثل اِنطِلاق الماءِ في إِبريق |
|
فَبَغلة الأَثقالِ سارَت في خَرَس | |
|
| وَبَغلةُ الأَموالِ رَنَّت بِالجَرَس |
|
وَأُعجِبت بِنَفسِها عَن أُختِها | |
|
| وَسَبقتها وَلِسوء بَختِها |
|
رَأى اللُصوصُ سَرجَها مَنقوشا | |
|
| وَأَنَّها حامِلَةٌ قُروشا |
|
كَرُّوا عَلَيها قَبَضوا لِجامَها | |
|
| وَصَرخت ما سَمِعوا كَلامَها |
|
ثُم دَنوا مِن حملها فَنَفَرَت | |
|
| وَضَرَبت بِرجلها وَعَفَرَت |
|
فَنَزلَ الكُلُّ عَلَيها ضَربا | |
|
| وَأَخَذوا الأَموال مِنها غَصبا |
|
فَوقعت وَأَدرَكتها الثانية | |
|
| وَنَظَرت ما فَعَلَ الزَبانيه |
|
قالَت لَها وَهيَ مَع الأَمواتِ | |
|
| كَيفَ أَتاكَ هادم اللَذات |
|
الآن كُنت كَالحِصان يَجري | |
|
| ماذا جَرى بَعدَ طُلوعِ الفَجر |
|
قالَت لَها وَقعت في اللصوص | |
|
| وَقَد أَتوا عِندي بِالخُصوص |
|
وَأَخذوا حَملي وَأَهلَكوني | |
|
| وَرَحَلوا عَني وَتَرَكوني |
|
قالَت لَها اِصبِري عَلى المُصيبه | |
|
| بَعدك قَطٌّ لَم أَجد حَبيبه |
|
لَو كُنتِ مِثلي تَحمِلينَ البوصا | |
|
| ما كُنتُ شاهَدت هُنا لُصوصا |
|
فَإِنَّما العَين تُصيب الغالي | |
|
| وَالنائِبات تَتبع المَعالي |
|