إِن المَها وَذاكَ ثورُ الوَحش | |
|
| قَد كانَ في الغابة يَوماً يَمشي |
|
وَمرَ بِالبركَةِ وَهوَ آتي | |
|
| وَكانَت البركَةُ كَالمرآةِ |
|
فَخاضَ بِالماء وَأَمعن النَظَر | |
|
|
وَأَعجَبته خِلقَةُ القُرون | |
|
| وَرقة الأَجفان وَالعُيونِ |
|
وَنظر السيقان فَازداد غَضب | |
|
| لِأَنَّها يابِسة مثل الخَشَب |
|
فَأَنكر الحكمة في ذاك بِها | |
|
| وَزادَ طُغياناً بِهِ وَسفها |
|
وَبَينَما الغَزال في تَندُّم | |
|
| إِذ أَقبل الصَياد فَوقَ الأَدهم |
|
وَانبَعَثَت سَحائِبُ التُراب | |
|
| مُذ نَبشتها أَرجل الكِلاب |
|
فأَوجس المَها وَوَلّى خيفه | |
|
| وَحملته الأَرجُل النَحيفه |
|
حَتّى اِستَقامَ يشبه النَعامه | |
|
| وَحَوله الأَعداء كَالغَمامَه |
|
وَأَوشك الصَياد أَلّا يُبصره | |
|
| لَولا اِشتِباك قرنه في شَجره |
|
فَوقَفَ الغَزالُ رَغماً عَنهُ | |
|
| وَصارَت الكِلاب تَدنو مِنهُ |
|
وَهوَ يَروغ لِخَلاص نَفسه | |
|
| وَلَو بقلع قرنه مِن رَأسه |
|
وَلَم يَزَل مِن قرنه موثوقا | |
|
| حَتّى رَأى في جَنبِهِ سَلُوقا |
|
ثُمَ أَتى الباقي مَع الصَياد | |
|
| وَقَبَضوا عَلَيهِ بِالأَيادي |
|
وَوَضعت في رجلِهِ القُيود | |
|
|
فَاِنظُر إِلى ساقيه يا حَبيبي | |
|
|
وَانظر إِلى قَرينه حينَ عُلِّلا | |
|
| في غُصن بانٍ أَوقفاه في الخَلا |
|
وَقُل وَقَعت بِالَّذي أَعجبكا | |
|
| يَا أَيُّها البَهيم ما أَعجَبَكا |
|
وَأَنتُم يا سامِعيّ فَانتَهوا | |
|
| لا تَكرَهوا شَيئاً عَسى أَن تكرَهوا |
|